(قال: نريهم في أنفسهم المسخ) تفسير لآيات الأنفس.
(ونريهم في الآفاق انتقاض الآفاق).
يُقال: انتقض البناء والحبل والعهد وغيره، ضدّ إبرام، والانتقاض: الإنكاث.
قال الفاضل الإسترآبادي:
كأنّه ناظر إلى ما نطقت به الأخبار عنهم عليهم السلام من أنّ كلّ من مات من بني اُميّة - لعنهم اللَّه - مسخ وزغاً عند موته، وإلى غلبة بني العبّاس عليهم،۱ انتهى.
وقيل: الظاهر أنّه إشارة إلى ما يبتلى به المخالفون في زمان القائم، أي أنّهم يمسخون في أنفسهم ويبتلون بتضييق الآفاق عليهم بكثرة المصائب التي ترد عليهم وانسداد طرق النجاة عنهم.۲
وقوله عليه السلام: (خروج القائم) التفسير لمرجع الضمير، وكان حقّ على هذا التفسير، غاية لما مرّ من المسخ وانتقاض الآفاق عليهم؛ يعني هاتان الآيتان مستمرّتان فيهم إلى أن يتبيّن لهم خروجه.
متن الحديث الخامس والسبعين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام :«كَمِ الرِّبَاطُ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ : أَرْبَعُونَ ، قَالَ : «لكِنْ رِبَاطُنَا رِبَاطُ الدَّهْرِ ، وَمَنِ ارْتَبَطَ فِينَا دَابَّةً كَانَ لَهُ وَزْنُهَا وَوَزْنُ وَزْنِهَا مَا كَانَتْ عِنْدَهُ ، وَمَنِ ارْتَبَطَ فِينَا سِلَاحاً كَانَ لَهُ وَزْنُهُ مَا كَانَ عِنْدَهُ ، لَا تَجْزَعُوا مِنْ مَرَّةٍ ، وَلَا مِنْ مَرَّتَيْنِ ، وَلَا مِنْ ثَلَاثٍ ، وَلَا مِنْ۳ أَرْبَعٍ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ نَبِيٍّ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ۴ : أَنِ ادْعُ قَوْمَكَ لِلْقِتَالِ ، فَإِنِّي سَأَنْصُرُكَ، فَجَمَعَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَمِنْ غَيْرِ ذلِكَ، ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ، فَمَا ضَرَبُوا بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّى انْهَزَمُوا ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَيْهِ : أَنِ ادْعُ قَوْمَكَ إِلَى الْقِتَالِ ، فَإِنِّي
1.نقل عنه العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه فيغ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۲.
2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه فيغ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۲.
3.في بعض نسخ الكافي: - «من».
4.في بعض نسخ الكافي: - «إليه».