365
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(قال: نريهم في أنفسهم المسخ) تفسير لآيات الأنفس.
(ونريهم في الآفاق انتقاض الآفاق).
يُقال: انتقض البناء والحبل والعهد وغيره، ضدّ إبرام، والانتقاض: الإنكاث.
قال الفاضل الإسترآبادي:
كأنّه ناظر إلى ما نطقت به الأخبار عنهم عليهم السلام من أنّ كلّ من مات من بني اُميّة - لعنهم اللَّه - مسخ وزغاً عند موته، وإلى غلبة بني العبّاس عليهم،۱ انتهى.
وقيل: الظاهر أنّه إشارة إلى ما يبتلى به المخالفون في زمان القائم، أي أنّهم يمسخون في أنفسهم ويبتلون بتضييق الآفاق عليهم بكثرة المصائب التي ترد عليهم وانسداد طرق النجاة عنهم.۲
وقوله عليه السلام: (خروج القائم) التفسير لمرجع الضمير، وكان حقّ على هذا التفسير، غاية لما مرّ من المسخ وانتقاض الآفاق عليهم؛ يعني هاتان الآيتان مستمرّتان فيهم إلى أن يتبيّن لهم خروجه.

متن الحديث الخامس والسبعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام :
«كَمِ الرِّبَاطُ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ : أَرْبَعُونَ ، قَالَ : «لكِنْ رِبَاطُنَا رِبَاطُ الدَّهْرِ ، وَمَنِ ارْتَبَطَ فِينَا دَابَّةً كَانَ لَهُ وَزْنُهَا وَوَزْنُ وَزْنِهَا مَا كَانَتْ عِنْدَهُ ، وَمَنِ ارْتَبَطَ فِينَا سِلَاحاً كَانَ لَهُ وَزْنُهُ مَا كَانَ عِنْدَهُ ، لَا تَجْزَعُوا مِنْ مَرَّةٍ ، وَلَا مِنْ مَرَّتَيْنِ ، وَلَا مِنْ ثَلَاثٍ ، وَلَا مِنْ‏۳ أَرْبَعٍ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ نَبِيٍّ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ‏۴ : أَنِ ادْعُ قَوْمَكَ لِلْقِتَالِ ، فَإِنِّي سَأَنْصُرُكَ، فَجَمَعَهُمْ مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَمِنْ غَيْرِ ذلِكَ، ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ، فَمَا ضَرَبُوا بِسَيْفٍ وَلَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّى انْهَزَمُوا ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏ - إِلَيْهِ : أَنِ ادْعُ قَوْمَكَ إِلَى الْقِتَالِ ، فَإِنِّي

1.نقل عنه العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۲.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في‏غ مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۸۲.

3.في بعض نسخ الكافي: - «من».

4.في بعض نسخ الكافي: - «إليه».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
364

- عَزَّ وَجَلَّ - فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي الْآفَاقِ» .
قُلْتُ لَهُ : «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»؟
قَالَ : «خُرُوجُ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يَرَاهُ الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (عن قول اللَّه تبارك وتعالى) في سورة حم فصّلت: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ».
قال البيضاوي:
يعني ما خبّرهم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من الحوادث الآتية وآثار النوازل الماضية، وما يسّر اللَّه له ولخلفائه من الفتوح والظهور على ممالك الشرق والغرب على وجه خارق للعادة.
«وَفِي أَنْفُسِهِمْ» ما ظهر فيما بين أهل مكّة وما حلّ بهم، أو ما في بدن الإنسان من عجائب الصنع الدالّة على كمال القدرة، «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»؛ الضمير للقرآن، أو الرسول، أو التوحيد، أو اللَّه،۱ انتهى.
وقال بعض المفسّرين: «آيات الآفاق هي الشمس والقمر والنجوم».۲
وقيل: إنشقاق القمر.۳ ورووا أنّ أبا جهل قال للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله: ائتنا بعلامة، فانشقّ القمر بنصفين، فقال أبو جهل: يا معشر قريش، قد سحركم محمّد، فوجّهوا رسلكم في الآفاق هل عاينوا القمر كذلك، فإن عاينوا شيئاً فهو آية وإلّا فذلك سحر، فوجّهوا رسلهم في الأرض، فإذا الناس كلّهم يتحدّثون في انشقاق القمر، فقال أبو جهل: هذا سحرٌ مستمرّ، فنزلت هذه الآية.۴
وقال بعضهم: المراد بآيات الأنفس خلقهم من تراب ثمّ من نطفة،۵ الآية. وقال بعضهم: الأمراض والبلايا.۶

1.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۱۲۰.

2.نقل عن عطاء وابن زيد. اُنظر: مجمع البيان، ج ۹، ص ۳۴؛ زاد المسير، ج ۷، ص ۶۹.

3.نقل عن الضحّاك. اُنظر: تفسير السمرقندي، ج ۳، ص ۲۲۲.

4.تفسير السمرقندي، ج ۳، ص ۲۲۲ مع اختلاف في اللفظ.

5.حكي عن الزجاج. اُنظر: مجمع البيان، ج ۹، ص ۳۴؛ زاد المسير، ج ۷، ص ۶۹.

6.حكي عن ابن عبّاس. اُنظر: تفسير الثعلبي، ج ۸، ص ۳۰۰؛ تفسير البغوي، ج ۴، ص ۱۱۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69660
صفحه از 568
پرینت  ارسال به