339
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قال بعض المفسّرين:
أي تترك [تبليغ‏] بعض ما يوحى إليك، وهو ما يخالف رأي المشركين مخافة ردّهم واستهزائهم به، ولا يلزم من توقّع الشي‏ء لوجود ما يدعو إليه وقوعه؛ لجواز أن يكون ما يصرف عنه، وهو عصمة الرسل عن الخيانة في الوحي مانعاً «وَضائِقٌ بِهِ» أي بذلك البعض وتبليغه «صَدْرُكَ» وعارض لك أحياناً ضيق صدر مخافة «أَنْ يَقُولُوا»، أو لأن يقولوا: «لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ» ينفقه في الاستمتاع كالملوك «أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ» يصدّقه: وقيل: الضمير في «به» مبهم يفسّره «أن يقولوا».۱
ورووا عن ابن عبّاس أنّ رؤساء مكّة من قريش أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فقال: يا محمّد، إن كنت رسولاً فحوّل لنا جبال مكّة ذهباً، أو ائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوّة، فأنزل اللَّه: «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ»۲ أي بعض القرآن، وهو ما فيه سبّ آلهتهم، فلا تبلّغهم إيّاه دفعاً لشرّهم وخوفاً منهم.
(فقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لمّا نزل قديد) كزبير: اسم واد وموضع بين الحرمين.
وقوله: (في شنّ).
قال الفيروزآبادي: «الشن وهي بهاء القربة الخلق الصغيرة».۳
وكان المراد بقوله: (واللَّه ما دعاه) ما دعا رسول اللَّه عليه السلام عليّاً عليه السلام. (إلى حقّ ولا إلى باطل إلّا أجابه إليه).
والحاصل: أنّه إنّما سأل تلك المنازل لعليّ عليه السلام لوفور محبّته له، وسبب تلك المحبّة كثرة انقياده له في كلّ ما دعاه إليه وأمره به، ولذا يختلق فيه تلك المفتريات. ويظهر من هذا التفسير أنّ المراد ببعض ما يوحى ما نزل في عليّ عليه السلام.

متن الحديث الثاني والسبعين والخمسمائة

0.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا

1.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۲۲۴ مع التلخيص واختلاف في اللفظ.

2.مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۴۹.

3.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۴۰ (شنن).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
338

«هكَذَا نَقْرَؤُهَا ، وَهكَذَا تَنْزِيلُهَا» .

شرح‏

السند موثّق.
قوله: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ»۱ إلى آخره.
في سورة التوبة: «ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا»۲، وفي موضع آخر منها: «فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا»۳، والظاهر أنّ المراد هنا الثانية تبدّل قوله عليه وعلى رسوله.

متن الحديث الحادي و السبعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ فِي هذِهِ الْآيَةِ :«فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ»۴فَقَالَ :
«إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمَّا نَزَلَ قُدَيْدَ قَالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُوَالِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَفَعَلَ ، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُوَاخِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَفَعَلَ ، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَجْعَلَكَ وَصِيِّي فَفَعَلَ ، فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ : وَاللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِي شَنٍّ بَالٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ ، فَهَلَّا سَأَلَ رَبَّهُ مَلَكاً يَعْضُدُهُ عَلى‏ عَدُوِّهِ ، أَوْ كَنْزاً يَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ فَاقَتِهِ ، وَاللَّهِ مَا دَعَاهُ إِلى‏ حَقٍّ وَلَا بَاطِلٍ إِلَّا أَجَابَهُ إِلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى‏ «فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ»إِلى‏ آخِرِ الْآيَةِ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (في هذه الآية) في سورة هود عليه السلام: «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ».

1.الفتح (۴۸): ۲۶.

2.التوبة (۹): ۲۶.

3.التوبة (۹): ۴۰.

4.هود (۱۱): ۱۲.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69649
صفحه از 568
پرینت  ارسال به