337
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قوله: (لقد جاءنا رسول من أنفسنا).
قيل: أي من جنسنا عربيّ مثلنا،۱ فيكون حكاية عن قول المؤمنين كقوله: «رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا»۲.
(عزيزٌ عليه) أي شديد شاقّ على ذلك الرسول.
(ما عنِتنا) أي عنتنا ولقاءنا المكروه لكمال شفقته علينا.
قال الفيروزآبادي: «العنت - محرّكة - : الفساد، والإثم، والهلاك، ودخول المشقّة على الإنسان، ولقاء الشدّة، والزنا، والوهي، والانكسار، واكتساب المآثم».۳(حريصٌ علينا) أي على إيماننا وصلاح شأننا.
(بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم).
قيل: الرأفة كون القلب بحيث يتأثّر عن وصول الأذى إلى الغير، والرحمة ميل القلب إلى الإحسان.۴
وقال البيضاوي: «قدّم الأبلغ منهما وهو رؤوف؛ لأنّ الرأفة شدّة الرحمة محافظة على الفواصل».۵
واعلم أنّ هذه القراءة مخالفة لما في أيدي الناس.
وقال بعض الأفاضل:
كأنّ المراد بقوله عليه السلام (هكذا أنزل اللَّه) أنّه تعالى أنزله ليقرأه بعد قراءة قوله تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ» الآية، تصديقاً له.۶
ولا يخفى بُعده، واللَّه يعلم.

متن الحديث السبعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ :
عَنِ الرِّضَا عليه السلام :
«فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا» قُلْتُ : هكَذَا؟ قَالَ :

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۴۴.

2.البقرة (۲): ۲۸۶.

3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۵۳ (عنت) مع التلخيص.

4.لم نعثر على قائله.

5.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۸۱ مع اختلاف يسير في اللفظ.

6.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۴۴ مع اختلاف في اللفظ.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
336

لَهُمْ الْجَنَّةَ - إلى قوله - عزّ وجلّ: - التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ»1، قال البيضاوي:
«التائبون» رفع على المدح، أي هم التائبون، والمراد بهم المؤمنون المذكورون، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذور تقديره: التائبون [من‏] أهل الجنّة وإن لم يجاهدوا، لقوله: «وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى»2، أو خبره ما بعده، أي التائبون عن الكفر على الحقيقة هم الجامعون لهذه الخصال. وقرئ بالياء نصباً على المدح، أو جرّاً صفة للمؤمنين،3 انتهى.
ونسب الشيخ الطبرسي رحمة اللَّه عليه‏4 وصاحب الكشّاف‏5 قراءة «التابئين العابدين» إلى آخرها بالياء إلى عبد اللَّه بن مسعود واُبيّ والأعمش.
(فقال لا) أي لا تقرأها بالواو، بل (اقرأ: التائبين العابدين، إلى آخرها) بالياء.
(فسئل عن العلّة في ذلك) أي عن سبب قراءتها بالياء.
(فقال عليه السلام: اشترى من المؤمنين التائبين العابدين) أي أنّها أوصاف للمؤمنين.
وفيه دلالة على جواز الفصل بين الصفة والموصوف بالاثنين.

متن الحديث التاسع والستّين والخمسمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«هكَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ : لَقَدْ جَاءَنَا رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِنَا عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتْنَا حَرِيصٌ عَلَيْنَا بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ» .

شرح‏

السند ضعيف.

1.التوبة (۹): ۱۱۱ - ۱۱۲.

2.النساء (۴): ۹۵.

3.تفسير البيضاوي، ج ۳، ص ۱۷۵.

4.مجمع البيان، ج ۵، ص ۱۲۸.

5.الكشّاف، ج ۲، ص ۲۱۶.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69492
صفحه از 568
پرینت  ارسال به