301
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (فزحمها).
في القاموس: «الزِحام - بالكسر - : المضايقة. زحمه - كمنعه - زَحْماً وزحاماً: ضايقه».۱
وقوله: (من ديّان يوم الدِّين).
الدّيّان في صفته تعالى للمبالغة من الدَّين بمعنى الجزاء والمكافأة.
وقوله: (فتعجّب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله).
كان تعجّبه صلى اللَّه عليه وآله من صدور مثل هذا الكلام الدالّ على كمال الإيمان بيوم الجزاء، أو على تهديد الظالم من خشيته في بلد الشرك. ويحتمل أن يكون تعجّبه صلى اللَّه عليه وآله من جرأتها على نسبة الجلوس إليه تعالى.

متن الحديث السابع والخمسين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ۲، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«إِنَّ آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ ، فَنَظَرَ لَيْلَةً فِي النُّجُومِ ، فَأَصْبَحَ وَهُوَ يَقُولُ لِنُمْرُودَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً ، قَالَ : وَمَا هُوَ؟ قَالَ : رَأَيْتُ مَوْلُوداً يُولَدُ فِي أَرْضِنَا يَكُونُ هَلَاكُنَا عَلى‏ يَدَيْهِ ، وَلَا يَلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتّى‏ يُحْمَلَ بِهِ» .
قَالَ : «فَتَعَجَّبَ مِنْ ذلِكَ ، وَقَالَ : هَلْ حَمَلَتْ بِهِ النِّسَاءُ؟ قَالَ : لَا»
قَالَ : «فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ ، فَلَمْ يَدَعِ امْرَأَةً إِلَّا جَعَلَهَا فِي الْمَدِينَةِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهَا ، وَوَقَعَ‏۳ آزَرُ بِأَهْلِهِ ، فَعَلِقَتْ بِإِبْرَاهِيمَ صلى اللَّه عليه وآله ، فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ ، فَأَرْسَلَ‏۴ إِلى‏ نِسَاءٍ مِنَ الْقَوَابِلِ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لَا يَكُونُ فِي الرَّحِمِ شَيْ‏ءٌ إِلَّا عَلِمُوا۵ بِهِ ، فَنَظَرْنَ فَأَلْزَمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَا فِي الرَّحِمِ‏۶ الظَّهْرَ ، فَقُلْنَ : مَا نَرى‏ فِي بَطْنِهَا شَيْئاً ، وَكَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ أَنَّهُ سَيُحْرَقُ بِالنَّارِ ، وَلَمْ يُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ سَيُنْجِيهِ» .

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۱۲۴ (زحم) مع اختلاف في اللفظ.

2.في الطبعة القديمة: «الخزّاز» بالزاي المعجمة، وهو سهو على التحقيق.

3.في بعض نسخ الكافي: «وواقع».

4.في كثير من نسخ الكافي: «فأرسلوا».

5.هكذا في النسخة و كثير من نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «علمن».

6.في الطبعة القديمة: + «إلى».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
300

تعريف لمنتهاه. ورضاه تعالى عن العبد عبارة عن إفاضته الخيرات في الدُّنيا والآخرة، ومنها تشريفهم بالقُرب.۱(فإذا اجتهدتم ادعوا).
لعلّ المراد إذا بالغتم في طاعة اللَّه فاسألوه التوفيق للمزيد. وفي بعض النسخ: «فإذا جهدتم»، أي إذا وقعتم في الجهد والمشقّة فادعوا اللَّه - عزّ وجلّ - لكشفها.
(دياركم لكم جنّة).
لعلّ المراد ديار الدُّنيا، أي أنتم فيها تكسبون الجنّة، فكأنّكم في الجنّة.
أو المراد الجنّة المعنويّة كما مرّ. ويحتمل أن يكون المراد ديار الآخرة، أي أنّها داركم التي خلقتم لها لا دار الدُّنيا.

متن الحديث السادس والخمسين والخمسمائة

۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلٍ‏۲:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِجَعْفَرٍ عليه السلام حِينَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ : أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَعْجَبُ مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ : رَأَيْتُ حَبَشِيَّةً مَرَّتْ‏۳ وَعَلى‏ رَأْسِهَا مِكْتَلٌ ، فَمَرَّ رَجُلٌ ، فَزَحَمَهَا ، فَطَرَحَهَا وَوَقَعَ الْمِكْتَلُ عَنْ رَأْسِهَا ، فَجَلَسَتْ ، ثُمَّ قَالَتْ : وَيْلُكَ‏۴ مِنْ دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ إِذَا جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ ، وَأَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ . فَتَعَجَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله» .

شرح‏

السند ضعيف على قول الأكثر.
قوله: (وعلى رأسها مكتل).
المكتل - كمنبر - : زنبيل يسع خمسة عشر صاعاً.

1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۷.

2.في الطبعة القديمة: «الفضيل».

3.في بعض نسخ الكافي: + «عليّ».

4.هكذا في النسخة و بعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ويل لك».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69662
صفحه از 568
پرینت  ارسال به