تعريف لمنتهاه. ورضاه تعالى عن العبد عبارة عن إفاضته الخيرات في الدُّنيا والآخرة، ومنها تشريفهم بالقُرب.۱(فإذا اجتهدتم ادعوا).
لعلّ المراد إذا بالغتم في طاعة اللَّه فاسألوه التوفيق للمزيد. وفي بعض النسخ: «فإذا جهدتم»، أي إذا وقعتم في الجهد والمشقّة فادعوا اللَّه - عزّ وجلّ - لكشفها.
(دياركم لكم جنّة).
لعلّ المراد ديار الدُّنيا، أي أنتم فيها تكسبون الجنّة، فكأنّكم في الجنّة.
أو المراد الجنّة المعنويّة كما مرّ. ويحتمل أن يكون المراد ديار الآخرة، أي أنّها داركم التي خلقتم لها لا دار الدُّنيا.
متن الحديث السادس والخمسين والخمسمائة
۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلٍ۲:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِجَعْفَرٍ عليه السلام حِينَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ : أَيُّ شَيْءٍ أَعْجَبُ مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ : رَأَيْتُ حَبَشِيَّةً مَرَّتْ۳ وَعَلى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ ، فَمَرَّ رَجُلٌ ، فَزَحَمَهَا ، فَطَرَحَهَا وَوَقَعَ الْمِكْتَلُ عَنْ رَأْسِهَا ، فَجَلَسَتْ ، ثُمَّ قَالَتْ : وَيْلُكَ۴ مِنْ دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ إِذَا جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ ، وَأَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ . فَتَعَجَّبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله» .
شرح
السند ضعيف على قول الأكثر.
قوله: (وعلى رأسها مكتل).
المكتل - كمنبر - : زنبيل يسع خمسة عشر صاعاً.
1.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۷.
2.في الطبعة القديمة: «الفضيل».
3.في بعض نسخ الكافي: + «عليّ».
4.هكذا في النسخة و بعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ويل لك».