31
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند حسن.
قوله: (والسويق المحمّص والمحلّى).
السويق: معروف. والمحمّص، بالصّاد المهملة فيما رأيناه من النسخ. قال الفيروزآبادي: «حبّ محمّص - كمعظّم - : مقلوّ».۱
وفي نسخ الفقيه بالضاد المعجمة، وهو أظهر؛ فإنّهم قد يحمّضون السّويق تحميضاً بالسّماق ونحوه، وقد يحلّونه تحلية بالسكر والعسل وغيرهما. وعلى ما في نسخ الكتاب يكون تقييد السويق وتوصيفه بالمحمّض للتوضيح؛ لأنّ السويق هو الدقيق المتّخذ من الحبّ المشويّ. قال الجوهري: «حلّيت الطعام: جعلته حلواً. وربّما قالوا: حلأت السويق، همزوا ما ليس بمهموز»۲ انتهى.

متن الحديث الثامن والستّين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً ، فَأَلْقى‏ إِلَيَّ ثِيَاباً ، وَقَالَ :
«يَا وَلِيدُ ، رُدَّهَا عَلى‏ مَطَاوِيهَا» فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «رَحِمَ اللَّهُ الْمُعَلَّى بْنَ خُنَيْسٍ».
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ شَبَّهَ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْهِ بِقِيَامِ الْمُعَلّى‏ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : «أُفٍّ لِلدُّنْيَا، أُفٍّ لِلدُّنْيَا ؛ إِنَّمَا الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ يُسَلِّطُ اللَّهُ فِيهَا عَدُوَّهُ عَلى‏ وَلِيِّهِ ، وَإِنَّ بَعْدَهَا دَاراً لَيْسَتْ هكَذَا».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَأَيْنَ تِلْكَ الدَّارُ؟
فَقَالَ : «هاهُنَا» وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ» .

شرح‏

السند حسن.
قوله: (ردّها على مطاويها) أي اطوِها على ما كانت قبل نشرها.
قال الفيروزآبادي: «مطاوي الحيّة والأمعاء والبطن [والحشم‏] والثوب: اطواءها، الواحد:

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۹۹ (حمص).

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۱۹ (حلا).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
30

هنا الأخير؛ لتقدّم ذكر الإبرة.
والتزوّد: أخذ الزاد وحمله.

متن الحديث السادس والستّين والأربعمائة

۰.عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام ، قَالَ :
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مِنْ شَرَفِ الرَّجُلِ أَنْ يُطَيِّبَ زَادَهُ إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرِهِ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (من شرف الرجل) أي علوّه ونجابته ومجده.
(أن يطيّب زاده) بتخفيف الياء، أو تشديدها، والثاني أظهر.
يُقال: طاب الشي‏ء يطيب طيباً، أي لذّ، وزكا، وهو طيّب، وطيّبته أنا، والطيب أيضاً: الحلال. والطيّب: خلاف الخبيث.
والظاهر أنّ المراد بتطييب الزاد ما يعمّ الكمّ والكيف، ولا يعدّ إسرافاً مع المكنة. وقيل: بشرط أن لا يبلغ حدّ التكلّف المشعر بالإدلال والتفاخر.۱
وقوله: (إذا خرج في سفره) يدلّ بمفهومه على عدم استحباب التطييب في غير السفر. ولعلّ دلالة المفهوم غير معتبرة هاهنا، أو نقول: إنّ الزاد طعام يتّخذ للسفر، فالتقييد من باب التوضيح لا غير.

متن الحديث السابع والستّين والأربعمائة

۰.عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إِذَا سَافَرَ إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ تَزَوَّدَ مِنْ أَطْيَبِ الزَّادِ : مِنَ اللَّوْزِ وَالسُّكَّرِ وَالسَّوِيقِ الْمُحَمَّصِ وَالْمُحَلّى‏» .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۶.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69443
صفحه از 568
پرینت  ارسال به