291
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قَلِيلٌ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ : «وَما تُغْنِى الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ»۱».
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَانُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ‏۲ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله» .

شرح‏

السند حسن كالصحيح.
قوله: (في قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة يونس عليه السلام: «وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ».
قال الفيروزآبادي:
نذر بالشي - كفرح - : علمه فحذّره. وأنذره بالأمر إنذاراً ونَذراً - ويضمّ وبضمّتين - ونذيراً: أعلمه، وحذّره وخوّفه في إبلاغه. والاسم: النذري بالضمّ، والنُذُر بضمّتين. ومنه: «فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ»۳ أي إنذاري.۴
وقال الشيخ الطبرسي رحمة اللَّه عليه:
معناه: ولا تغني هذه الدلالات والبراهين الواضحة مع كثرتها وظهورها ولا الرسل المخوّفة عن قوم لا ينظرون في الأدلّة تفكّراً وتدبّراً وما يريدون الإيمان.
وقيل: ما تُغني معناه: أيّ شي‏ء تغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلّوا بها، فيكون ما للاستفهام، انتهى.۵(قال: لمّا اُسري برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله).
في القاموس:
السرى - كهدى - : سير عامّة الليل، سرى يسري سُرىً وأسرى واسترى وسرى به وأسراه وبه و «أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً» تأكيد، أو معناه سيّره.۶
أقول منه ومن كلام بعض الأفاضل‏۷ : إنّ سرى وأسرى بمعنى، والباء في «أسرى به» إمّا للتعدية، أو للتقوية.
وقيل: المفعول في الآية محذوف، أي أسرى البراق بعبده، أي جعله يسري به، وإنّما

1.يونس (۱۰): ۱۰۱.

2.في أكثر نسخ الكافي: «ورسوله».

3.القمر (۵۴): ۱۶.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۰ (نذر).

5.مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۳۴.

6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۱ (سري) مع التلخيص.

7.هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۴.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
290

أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ربّاهم بالعلم والكمال،۱ ففيه أنّ الربّ إذا اُطلق أو اُضيف إلى العباد لا يراد به غيره تعالى.
قال الجوهري: «ربّ كلّ شي‏ء: مالكه. والربّ: اسم من أسماء اللَّه عزّ وجلّ، ولا يُقال في غيره إلّا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهليّة للملك».۲

متن الحديث الرابع والخمسين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَما تُغْنِى الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ»۳قَالَ :
«لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ بِالْبُرَاقِ ، فَرَكِبَهَا فَأَتى‏ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَلَقِيَ مَنْ لَقِيَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام ، ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَ أَصْحَابَهُ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتُ مِنَ اللَّيْلَةِ ، وَقَالَ‏۴ جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ بِالْبُرَاقِ ، فَرَكِبْتُهَا ، وَآيَةُ ذلِكَ أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لِأَبِي سُفْيَانَ عَلى‏ مَاءٍ لِبَنِي فُلَانٍ ، وَقَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ أَحْمَرَ ، وَقَدْ هَمَّ الْقَوْمُ فِي طَلَبِهِ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّمَا جَاءَ الشَّامَ وَهُوَ رَاكِبٌ سَرِيعٌ ، وَلكِنَّكُمْ قَدْ أَتَيْتُمُ الشَّامَ وَعَرَفْتُمُوهَا ، فَسَلُوهُ عَنْ أَسْوَاقِهَا وَأَبْوَابِهَا وَتُجَّارِهَا .
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ الشَّامُ؟ وَكَيْفَ‏۵ أَسْوَاقُهَا؟».
قَالَ : «وَكَانَ‏۶ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْ‏ءِ لَايَعْرِفُهُ شُقَّ عَلَيْهِ حَتّى‏ يُرى‏ ذلِكَ فِي وَجْهِهِ».
قَالَ : «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذلِكَ إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هذِهِ الشَّامُ قَدْ رُفِعَتْ لَكَ‏۷ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَإِذَا هُوَ بِالشَّامِ بِأَبْوَابِهَا۸ وَأَسْوَاقِهَا وَتُجَّارِهَا ، فَقَالَ‏۹ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الشَّامِ ، فَقَالُوا لَهُ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي كُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ ، فَلَمْ يُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا

1.استظهره المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۳.

2.الصحاح، ج ۱، ص ۱۳۰ (ربب).

3.يونس (۱۰): ۱۰۱.

4.في الطبعة القديمة: «وقد» بدل «وقال».

5.في بعض نسخ الكافي: «كيف» بدون الواو. وفي بعضها: - «كيف».

6.في الطبعة القديمة: «كان» بدون الواو.

7.في بعض نسخ الكافي: «إليك».

8.. في بعض نسخ الكافي: «وأبوابها».

9.في أكثر نسخ الكافي: «وقال».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69656
صفحه از 568
پرینت  ارسال به