قَلِيلٌ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : «وَما تُغْنِى الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ»۱».
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَانُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ۲ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله» .
شرح
السند حسن كالصحيح.
قوله: (في قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة يونس عليه السلام: «وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ».
قال الفيروزآبادي:
نذر بالشي - كفرح - : علمه فحذّره. وأنذره بالأمر إنذاراً ونَذراً - ويضمّ وبضمّتين - ونذيراً: أعلمه، وحذّره وخوّفه في إبلاغه. والاسم: النذري بالضمّ، والنُذُر بضمّتين. ومنه: «فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ»۳ أي إنذاري.۴
وقال الشيخ الطبرسي رحمة اللَّه عليه:
معناه: ولا تغني هذه الدلالات والبراهين الواضحة مع كثرتها وظهورها ولا الرسل المخوّفة عن قوم لا ينظرون في الأدلّة تفكّراً وتدبّراً وما يريدون الإيمان.
وقيل: ما تُغني معناه: أيّ شيء تغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلّوا بها، فيكون ما للاستفهام، انتهى.۵(قال: لمّا اُسري برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله).
في القاموس:
السرى - كهدى - : سير عامّة الليل، سرى يسري سُرىً وأسرى واسترى وسرى به وأسراه وبه و «أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً» تأكيد، أو معناه سيّره.۶
أقول منه ومن كلام بعض الأفاضل۷ : إنّ سرى وأسرى بمعنى، والباء في «أسرى به» إمّا للتعدية، أو للتقوية.
وقيل: المفعول في الآية محذوف، أي أسرى البراق بعبده، أي جعله يسري به، وإنّما
1.يونس (۱۰): ۱۰۱.
2.في أكثر نسخ الكافي: «ورسوله».
3.القمر (۵۴): ۱۶.
4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۴۰ (نذر).
5.مجمع البيان، ج ۵، ص ۲۳۴.
6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۱ (سري) مع التلخيص.
7.هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۲۴.