281
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(بل يسلّط اللَّه عليكم قوماً فينتقم لي منكم) إشارة إلى تسليط الظلمة والجبابرة عليهم من بنى اُميّة والحجّاج وغيرهم حتّى فعلوا بهم ما فعلوا.
(فلا دنياكم استمتعتم بها)؛ لكونكم مغلوبين مقهورين في أيّام دولتهم، أو لأنّهم يقتلونكم فلا تستمتعون من العيش والدّنيا.
(ولا آخرة لكم صرتم إليها)؛ لعدم متابعتكم لحكم اللَّه، ومخالفتكم لوليّ الأمر، وذلك هو الخسران المبين.
(فبعداً وسحقاً لأصحاب السعير).
قيل: أي هلاكاً لهم. ونصبه بفعل من جنسه.
قال الفيروزآبادي: «البُعد: معروف، والموت، وفعلهما ككرم وفرح، بُعداً وبَعَداً له: أبعدهُ اللَّه. والبُعد والبِعاد: اللّعن. وأبعده اللَّه: نحّاه عن الخير، ولعنه».۱
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: «فَسُحْقاً لِاَصْحَابِ السَّعِيرِ»۲: «فأسحقهم اللَّه سحقاً، أي أبعدهم من رحمته».۳
وقال الجوهري: «السُّحْق - بالضمّ - : البُعد. يُقال: سُحقاً له، وكذلك السُّحُق مثل عُسر وعُسُر. وأسحقه اللَّه، أي أبعده»۴ انتهى.
والسّعير: النار، أو لهبها.

متن الحديث الواحد والخمسين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ حُمْرَانُ ، فَقَالَ : جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ ، لَوْ حَدَّثْتَنَا مَتى‏ يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ فَسُرِرْنَا بِهِ؟
فَقَالَ :
«يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ لَكَ أَصْدِقَاءَ وَ إِخْوَاناً وَمَعَارِفَ ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَا مَضى‏ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَكَانَ

1.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۷۸ (بعد) مع التلخيص.

2.الملك (۶۷): ۱۱.

3.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۳۶۳.

4.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۹۵ (سحق) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
280

(اُولئك هم الملفحون) إشارة إلى المسارعين إلى الإجابة الراضين بقضائه، أو إلى الحكّام المفهوم من الحاكم.
(وفي نسخة: ولا وحشة) ومعناه أنّه إذا عمل الحاكم بحكم اللَّه لا يستوحش من مفارقة رعيّته عنه بسبب ذلك، أو لا يستوحش لأجل تزلزله في حكمه وعدم رسوخه فيه.
والظاهر أنّ تلك النسخة إلى قوله: (اُولئك لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) بدل من قوله: «ولا خشية عليه من ذلك اُولئك هم المفلحون».
وقال بعض الشارحين: «إنّ تلك النسخة نسخة الجمع بعد قوله: هم المفلحون» وقال: «قوله: ولا وحشة، معطوف على قوله: ولا خشية».۱
وقوله عليه السلام: (وقد عاتبتكم بدرّتي) إلى قوله: (أن أضربكم بسيفي).
العتاب: مذاكرة المُوجِدَة، وتواصف الغضب. والدِرّة - بالكسر - : التي يضرب بها.
وقال الفيروزآبادي: «السوط: الخَلط، والمقرعة؛ لأنّها تخلّط اللّحم بالدّم».۲
أقول: يظهر من هذا الخبر أنّ السوط أعظم وأشدّ من الدرّة.
وقال الجزري:
فيه: لا يرعوى، أي لا ينكفّ ولا ينزجر. وقد ارعوى عن القبيح يرعوي إرعواء. وقيل: الإرعواء: الندم على الشي‏ء، والانصراف عنه وتركه.۳
وقوله عليه السلام: (ويقيم أودَكم) عطف على «تريدون».
الأوَد - محرّكة - : العوج. وبالتسكين: الإعوجاج. يُقال: أود الشي‏ء - كعلم - أَوداً: اعوجّ. وأداه: حناه، وعطفه.
(ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي).
قال الفيروزآبادي: «شراه يشريه: ملكه بالبيع، وباعه، كاشترى، فيهما ضدّ».۴
ولعلّ المراد بصلاحهم ما يرونه صلاحاً بزعمهم عن مشتهيات أنفسهم، وبفساده عليه السلام متابعتهم في ذلك والمجاراة والمماشاة معهم في ذلك وعدم منعهم منه. والحاصل أنّي لا أطلب صلاحكم بالظلم والجور وبما لم يأمرني ربّي، فأكون قد أصلحتكم بإفساد نفسي.

1.لم نعثر على قائله.

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۶۷ (سوط) مع التلخيص.

3.النهاية، ج ۲، ص ۲۳۶ (رعى) مع التلخيص.

4.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۴۷ (شرى).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69623
صفحه از 568
پرینت  ارسال به