(بل يسلّط اللَّه عليكم قوماً فينتقم لي منكم) إشارة إلى تسليط الظلمة والجبابرة عليهم من بنى اُميّة والحجّاج وغيرهم حتّى فعلوا بهم ما فعلوا.
(فلا دنياكم استمتعتم بها)؛ لكونكم مغلوبين مقهورين في أيّام دولتهم، أو لأنّهم يقتلونكم فلا تستمتعون من العيش والدّنيا.
(ولا آخرة لكم صرتم إليها)؛ لعدم متابعتكم لحكم اللَّه، ومخالفتكم لوليّ الأمر، وذلك هو الخسران المبين.
(فبعداً وسحقاً لأصحاب السعير).
قيل: أي هلاكاً لهم. ونصبه بفعل من جنسه.
قال الفيروزآبادي: «البُعد: معروف، والموت، وفعلهما ككرم وفرح، بُعداً وبَعَداً له: أبعدهُ اللَّه. والبُعد والبِعاد: اللّعن. وأبعده اللَّه: نحّاه عن الخير، ولعنه».۱
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: «فَسُحْقاً لِاَصْحَابِ السَّعِيرِ»۲: «فأسحقهم اللَّه سحقاً، أي أبعدهم من رحمته».۳
وقال الجوهري: «السُّحْق - بالضمّ - : البُعد. يُقال: سُحقاً له، وكذلك السُّحُق مثل عُسر وعُسُر. وأسحقه اللَّه، أي أبعده»۴ انتهى.
والسّعير: النار، أو لهبها.
متن الحديث الواحد والخمسين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلَهُ حُمْرَانُ ، فَقَالَ : جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ ، لَوْ حَدَّثْتَنَا مَتى يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ فَسُرِرْنَا بِهِ؟
فَقَالَ :«يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ لَكَ أَصْدِقَاءَ وَ إِخْوَاناً وَمَعَارِفَ ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَا مَضى مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَكَانَ