الْقُرْآنِ وَحُدُودَ الْإِسْلَامِ .
لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوى ، أَلَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالى أَفْضَلَ الثَّوَابِ ، وَأَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَالْمَآبِ ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - الدُّنْيَا لِلْمُتَّقِينَ ثَوَاباً ، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ، انْظُرُوا أَهْلَ دِينِ اللَّهِ فِيمَا أَصَبْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَتَرَكْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَجَاهَدْتُمْ بِهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ ، أَ بِحَسَبٍ ، أَمْ بِنَسَبٍ ، أَمْ بِعَمَلٍ ، أَمْ بِطَاعَةٍ ، أَمْ زَهَادَةٍ ، وَفِيمَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ رَاغِبِينَ ، فَسَارِعُوا إِلى مَنَازِلِكُمْ - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - الَّتِي أُمِرْتُمْ بِعِمَارَتِهَا ، الْعَامِرَةِ الَّتِي لَا تَخْرَبُ ، الْبَاقِيَةِ الَّتِي لَا تَنْفَدُ ، الَّتِي دَعَاكُمْ إِلَيْهَا ، وَحَضَّكُمْ عَلَيْهَا ، وَرَغَّبَكُمْ فِيهَا ، وَجَعَلَ الثَّوَابَ عِنْدَهُ عَنْهَا ، فَاسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ - عَزَّ ذِكْرُهُ - بِالتَّسْلِيمِ لِقَضَائِهِ ، وَالشُّكْرِ عَلى نَعْمَائِهِ ، فَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِهذَا فَلَيْسَ مِنَّا وَلَا إِلَيْنَا ، وَإِنَّ الْحَاكِمَ يَحْكُمُ بِحُكْمِ اللَّهِ ، وَلَا خَشْيَةَ عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
وَ فِي نُسْخَةٍ : «وَلَا وَحْشَةَ ، وَأُولئِكَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ».
وَقَالَ : «وَقَدْ عَاتَبْتُكُمْ بِدِرَّتِيَ الَّتِي أُعَاتِبُ بِهَا أَهْلِي فَلَمْ تُبَالُوا ، وَضَرَبْتُكُمْ بِسَوْطِيَ الَّذِي أُقِيمُ بِهِ حُدُودَ رَبِّي فَلَمْ تَرْعَوُوا ، أَ تُرِيدُونَ أَنْ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي؟ أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ الَّذِي تُرِيدُونَ ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ ، وَلكِنْ لَا أَشْتَرِي صَلَاحَكُمْ بِفَسَادِ نَفْسِي ، بَلْ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَوْماً ، فَيَنْتَقِمُ لِي مِنْكُمْ ، فَلَا دُنْيَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ، وَلَا آخِرَةَ صِرْتُمْ إِلَيْهَا ، فَبُعْداً وَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (ولد أبي بكر) الظاهر أنّه عبد الرحمن بن الملعون.
(يطلبون منه التفضيل لهم) أي على سائر الناس في العطايا وغيره.
(الحمد للَّه وليّ الحمد).
الوليّ: ضدّ العدوّ. وقيل: المراد بوليّ الحمد هنا مستحقّ حقيقة الحمد، أو جميع أفراده؛ لأنّ المحامد كلّها له، أو منه.۱
وقيل: أي الأولى به، أو المتولّي لحمد نفسه، كما ينبغي له بإيجاد ما يدلّ على كماله