225
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

الدِّينِ ، وَاعْتَدَلَتْ‏۱ مَعَالِمُ الْعَدْلِ ، وَجَرَتْ عَلى‏ أَذْلَالِهَا۲ السُّنَنُ ، قَصَلَحَ‏۳ بِذلِكَ الزَّمَانُ ، وَطَابَ بِهَا۴ الْعَيْشُ ، وَطُمِعَ فِي بَقَاءِ الدَّوْلَةِ ، وَيَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ.
وَإِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُ۵ وَالِيَهُمْ ، وَعَلَا الْوَالِي الرَّعِيَّةَ ، اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ ، وَظَهَرَتْ مَطَالِعُ‏۶ الْجَوْرِ ، وَكَثُرَ الْإِذْعَارُ۷ فِي الدِّينِ ، وَتُرِكَتْ مَعَالِمُ السُّنَنِ ، فَعُمِلَ بِالْهَوى‏ ، وَعُطِّلَتِ الْآثَارُ ، وَكَثُرَ۸ عِلَلُ النُّفُوسِ ، وَلَا يُسْتَوْحَشُ لِجَسِيمِ حَدٍّ عُطِّلَ ، وَلَا لِعَظِيمِ بَاطِلٍ أُثِّلَ ، فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ ، وَتَعِزُّ الْأَشْرَارُ ، وَتَخْرَبُ الْبِلَادُ ، وَتَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِنْدَ الْعِبَادِ .
فَهَلُمَّ أَيُّهَا النَّاسُ إِلَى التَّعَاوُنِ عَلى‏ طَاعَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالْقِيَامِ بِعَدْلِهِ ، وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ ، وَالْإِنْصَافِ لَهُ فِي جَمِيعِ حَقِّهِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ الْعِبَادُ إِلى‏ شَيْ‏ءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى التَّنَاصُحِ فِي ذلِكَ ، وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ - وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلَى رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ ، وَطَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ - بِبَالِغٍ حَقِيقَةَ مَا أَعْطَى اللَّهُ مِنَ الْحَقِّ أَهْلَهُ ، وَلكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى الْعِبَادِ النَّصِيحَةُ لَهُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ ، وَالتَّعَاوُنُ عَلى‏ إِقَامَةِ الْحَقِّ فِيهِمْ‏۹ .
ثُمَّ لَيْسَ‏۱۰ امْرُؤٌ - وَإِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ، وَجَسُمَتْ فِي الْحَقِّ فَضِيلَتُهُ - بِمُسْتَغْنٍ عَلى‏۱۱ أَنْ يُعَاوَنَ‏۱۲ عَلى‏ مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ حَقِّهِ ، وَلَا لِامْرِىً مَعَ ذلِكَ خَسَأَتْ‏۱۳ بِهِ الْأُمُورُ وَاقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ بِدُونِ مَا أَنْ يُعِينَ عَلى‏ ذلِكَ وَيُعَانَ عَلَيْهِ ، وَأَهْلُ الْفَضِيلَةِ فِي الْحَالِ وَأَهْلُ النِّعَمِ الْعِظَامِ أَكْثَرُ فِي ذلِكَ حَاجَةً ، وَكُلٌّ فِي الْحَاجَةِ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - شَرَعٌ سَوَاءٌ .

1.في بعض نسخ الكافي: «واعتدل».

2.في بعض نسخ الكافي: «إدلالها». وفي بعضها: «إخلالها».

3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فصلح».

4.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «به».

5.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندارني: + «على».

6.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «مطامع».

7.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «الإدغال».

8.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «كثرت».

9.في بعض نسخ الكافي: «بينهم». وفي بعضها: «منهم».

10.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ثمّ ليس».

11.هكذا في النسخة. وفي كلتا الطبعتين و جميع النسخ: «عن».

12.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «أن يعان».

13.في بعض نسخ الكافي: «حسبت». وفي بعضها: «حبست».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
224

متن الحديث التاسع والأربعين والخمسمائة

(خُطْبَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام)

۰.عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ‏۱الْمُؤَدِّبُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :
«خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام النَّاسَ بِصِفِّينَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَصَلّى‏ عَلى‏ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قَالَ :
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالى‏ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوَلَايَةِ أَمْرِكُمْ وَمَنْزِلَتِيَ الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ - عَزَّ ذِكْرُهُ - بِهَا مِنْكُمْ ، وَلَكُمْ عَلَيَ‏۲ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لِي عَلَيْكُمْ ، وَالْحَقُّ أَجْمَلُ الْأَشْيَاءِ فِي التَّرَاصُفِ‏۳ ، وَأَوْسَعُهَا فِي التَّنَاصُفِ ، لَا يَجْرِي لِأَحَدٍ إِلَّا جَرى‏ عَلَيْهِ ، وَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ إِلَّا جَرى‏ لَهُ ، وَلَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ ذلِكَ لَهُ ، وَ لَا يَجْرِيَ عَلَيْهِ ، لَكَانَ ذلِكَ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - خَالِصاً دُونَ خَلْقِهِ ؛ لِقُدْرَتِهِ عَلى‏ عِبَادِهِ ، وَلِعَدْلِهِ فِي كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ ضُرُوبُ قَضَائِهِ ، وَلكِنْ‏۴ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطِيعُوهُ ، وَجَعَلَ كَفَّارَتَهُمْ عَلَيْهِ بِحُسْنِ‏۵ الثَّوَابِ، تَفَضُّلًا مِنْهُ،۶ وَتَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِيدِ لَهُ أَهْلًا.
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً فَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلى‏ بَعْضٍ ، فَجَعَلَهَا تَتَكَافى‏ فِي وُجُوهِهَا ، وَيُوجِبُ‏۷ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَلَا يُسْتَوْجَبُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ ، فَأَعْظَمُ مِمَّا۸ افْتَرَضَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - مِنْ تِلْكَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِي عَلَى الرَّعِيَّةِ ، وَحَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْوَالِي، فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِكُلٍّ عَلى‏ كُلٍّ ، فَجَعَلَهَا نِظَامَ أُلْفَتِهِمْ‏۹ ، وَعِزّاً لِدِينِهِمْ ، وَقِوَاماً لِسَيْرِ۱۰ الْحَقِّ فِيهِمْ ، فَلَيْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِصَلَاحِ الْوُلَاةِ ، وَلَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إِلَّا بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ .
فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِيَّةُ إِلَى‏۱۱ الْوَالِي حَقَّهُ، وَأَدّى‏ إِلَيْهَا الْوَالِي كَذلِكَ، عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ، فَقَامَتْ مَنَاهِجُ

1.في الطبعة القديمة: «الحسن».

2.في بعض نسخ الكافي: - «عليّ».

3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «التواصف» بالواو.

4.في بعض نسخ الكافي: «ولكنّه».

5.في بعض نسخ الكافي: «حسن» بدون الباء.

6.هكذا في النسخة وبعض النسخ الكافي، وفي كلتا الطبعتين: + «وتطوّلاً بكرمه».

7.في بعض نسخ الكافي: «توجب».

8.. في الطبعة الجديدة والوافي: «ما».

9.في بعض نسخ الكافي: «نظاماً لاُلفتهم».

10.في بعض نسخ الكافي: «لسنن».

11.في بعض نسخ الكافي: «من».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69666
صفحه از 568
پرینت  ارسال به