221
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

يَدُورُونَ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فِي الْقِبْلَةِ؟» .
قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللَّهِ‏۱ شَيْ‏ءٌ لَا أَعْرِفُهُ ، وَلَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ يَذْكُرُهُ .
فَقَالَ لِي : «كَمِ السُّكَيْنَةُ مِنَ الزُّهَرَةِ جُزْءاً فِي ضَوْئِهَا؟» .
قَالَ : قُلْتُ : هذَا - وَاللَّهِ - نَجْمٌ، مَا سَمِعْتُ بِهِ وَلَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ يَذْكُرُهُ .
فَقَالَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَأَسْقَطْتُمْ نَجْماً بِأَسْرِهِ ، فَعَلى‏ مَا تَحْسُبُونَ؟» .
ثُمَّ قَالَ : «فَكَمِ الزُّهَرَةُ مِنَ الْقَمَرِ جُزْءاً فِي ضَوْئِهِ؟»
قَالَ : فَقُلْتُ‏۲ : هذَا شَيْ‏ءٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
قَالَ : «فَكَمِ الْقَمَرُ جُزْءاً مِنَ الشَّمْسِ فِي ضَوْئِهَا؟» .
قَالَ : قُلْتُ : مَا أَعْرِفُ هذَا .
قَالَ : «صَدَقْتَ» ، ثُمَّ قَالَ : «مَا بَالُ الْعَسْكَرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، فِي هذَا حَاسِبٌ ، وَفِي هذَا حَاسِبٌ ، فَيَحْسُبُ هذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ ، وَيَحْسُبُ هذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ ، ثُمَّ يَلْتَقِيَانِ ، فَيَهْزِمُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ ، فَأَيْنَ كَانَتِ النُّجُومُ‏۳ ؟».
قَالَ : فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ ذلِكَ ، قَالَ : فَقَالَ : «صَدَقْتَ ؛ إِنَّ أَصْلَ الْحِسَابِ حَقٌّ ، وَلكِنْ لَا يَعْلَمُ ذلِكَ إِلَّا مَنْ عَلِمَ مَوَالِيدَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (فأدَرْتُها).
قيل: كأنّه زعم أنّ حركة الفلك في جميع الآفاق دحويّة۴ .
(قال: فقال: فإن كان الأمر على ما تقول) إلى قوله: (في القبلة).
قيل: المراد بالأمر دور الفلك المبيّن بإدارة القلنسوة، وكأنّه أدارها مثل دور عرض تسعين، كما هو المتعارف في إدارة القلنسوة، ولذا قال عليه السلام: كما تقول، ولم يقل

1.في بعض نسخ الكافي: «واللَّه هذا».

2.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «قلت» بدون الفاء.

3.هكذا في النسخة وأكثر نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «النحوس».

4.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۱۶.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
220

المحبّة هو العمل بالطاعة، على أنّ لنا أن نقول: إنّه يحبّ العاصي إذا تاب، لا مطلقاً؛ لقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ»۱ والتوبة طاعة، فسبب المحبّة هو الطاعة وغفران ذنوبه تفضّلاً، لا يوجب المحبّة.
لا يُقال: لو تمّ ما ذكرتم، لزم أن تكون خلافة الأوّل حقّاً وطاعة؛ لأنّه تعالى رضي عنه حيث قال: «لَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»۲ وهو كائن داخلاً فيهم، فحينئذٍ يُقال: أخبرني عن اللَّه - عزّ وجلّ - رضي عنه يوم رضي، وهو يعلم أنّه يدّعي الخلافة ويحملها أم لم يعلم، إلى آخر ما ذكر.
لأنّا نقول: دخوله في المؤمنين ممنوع، بل هو أوّل البحث، ولو سلّم فالرضا دائر مع الإيمان وجوداً وعدماً، ومثله لا يجري في المحبّة؛ لأنّ قوله صلى اللَّه عليه وآله: يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله يفيد استمرار المحبّة، وهو لا يتحقّق إلّا باستمرار سببه، بخلاف الرِّضا، فليتأمّل.۳

متن الحديث الثامن والأربعين والخمسمائة

۰.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ حَمَّادٍ الْأَزْدِيِّ ، عَنْ هِشَامٍ الْخَفَّافِ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
«كَيْفَ بَصَرُكَ بِالنُّجُومِ؟» .
قَالَ : قُلْتُ : مَا خَلَّفْتُ بِالْعِرَاقِ أَبْصَرَ بِالنُّجُومِ مِنِّي .
فَقَالَ : «كَيْفَ دَوَرَانُ الْفَلَكِ عِنْدَكُمْ؟» .
قَالَ : فَأَخَذْتُ قَلَنْسُوَتِي عَنْ رَأْسِي فَأَدَرْتُهَا .
قَالَ : فَقَالَ : «فَإِنْ‏۴ كَانَ الْأَمْرُ عَلى‏ مَا تَقُولُ ، فَمَا بَالُ بَنَاتِ النَّعْشِ‏۵ وَالْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ لَا يُرَوْنَ

1.البقرة (۲): ۲۲۲.

2.الفتح (۴۸): ۱۸.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۹۹.

4.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «إن» بدون الفاء.

5.في بعض نسخ الكافي: «بنات نعش».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69467
صفحه از 568
پرینت  ارسال به