وقوله عليه السلام: (من هاهنا) إشارة إلى استبداد ابن قياما برأيه وعدم اتّباع أثَر إمامته.
(أُتي ابن قياما ومن قال بقوله) في الوقف. و«اُتي» على البناء للمفعول، أي أشرف عليه الشيطان وأغواه.
قال الفيروزآبادي: «اُتي [فلان] كعُني: أشرف عليه العدوّ».۱
وقيل: أي هلك هو ومَن تبعه حيث لم ينصبه عليه السلام للاقتداء به.۲
وفي القاموس: «اُتي عليه الدهر: أهلكه»۳ انتهى. وفيه شيء يظهر بأدنى التفات.
(قال: ثمّ ذكر ابن السرّاج) كأنّه أحمد بن بشر السرّاج كان من الواقفة.
وقوله: (لورثة أبي الحسن) أي الكاظم عليه السلام.
وقوله: (وهذا إقرار) يعني أنّ قوله لورثة أبي الحسن عليه السلام لا لأبي الحسن إقرار منه بموت موسى بن جعفر عليهما السلام.
(ولكن أيّ شيء ينفعه)؛ يعني لا ينتفع بذلك الإقرار إمّا لعدم إقراره بإمامة الرضا عليه السلام، أو لإضلاله كثيراً من الناس، وتوبة المضلّ أن يهدى من أضلّه حيّاً وميّتاً، وهو محال عادةً.
وقيل: عدم نفعه لأنّ توبة العالم بالشيء المنكر له في هذا الوقت لا ينفعه».۴
ولعلّ كلمة «من» في قوله: (من ذلك) بيان للشيء، و«ذلك» إشارة إلى الإقرار المفهوم من تلك الوصيّة.
والموصول في قوله: (ممّا قال) عبارة عن الوصيّة المذكورة. ويحتمل كون «من» صلة للنفع، ولا يبعد كون العطف للتفسير.
(ثمّ أمسك) أي ثمّ احتبس الرضا عليه السلام عن الكلام.
متن الحديث السادس والأربعين والخمسمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَمَّادٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اسْتِشَارَتَكَ إِيَّاهُمْ فِي