203
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

يَشَأْ صَلَاحَهُ فَقَدْ شَاءَ فَسَادَهُ اضْطِرَاراً ، فَكَذلِكَ لَا تُحَدِّثُوا بِالْحِكْمَةِ غَيْرَ أَهْلِهَا فَتَجْهَلُوا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَأْثَمُوا ، وَلْيَكُنْ أَحَدُكُمْ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ الْمُدَاوِي : إِنْ رَأى‏ مَوْضِعاً لِدَوَائِهِ ، وَإِلَّا أَمْسَكَ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (أنّ التارك شفاء المجروح).
الشفاء - بالكسر والمدّ - : الدواء، يُقال: شفاه اللَّه من مرضه، أي الذي ترك معالجة المجروح ومداواه مع قدرته عليه، من جرحه الجرح - بالفتح - مصدر جرحه، كمنعه: إذا كلّمه. وبالضمّ: الاسم منه.
وكلمة «من» تعليليّة، كما قيل في قوله تعالى: «خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»۱.
ولعلّ المراد بالجرح ما يعمّ الأمراض والآلام والمصاب.
(شريك لجارحه لا محاله) بفتح الميم، أي لابدّ. وأصل المَحالة الحيلة.
وقوله عليه السلام: (والتارك لإشفائه).
قال الجوهري: «شفاه اللَّه من مرضه شفاءً - ممدود - وأشفيتك الشي‏ء: أعطيتكه تستشفي به. ويقال: أشفاه اللَّه عسلاً: إذا جعل له شفاء، حكاه أبو عبيد».۲
وقوله: (اضطراراً) أي ضرورة وبديهة، أو البتّة.
وقوله: (فتجهّلوا) يحتمل كونه من الجهل، أي تكوّتوا، أو تصيّروا جهلة، أو من التجهيل على بناء المفعول.
قال الفيروزآبادي: «جهله - كسمعه - جهلاً: ضدّ علمه. وعليه: أظهر الجهل. وجهّله تجهيلاً: نسبه إلى الجهل».۳
وقيل: لعلّ المراد بالجهل أو التجهيل وضع الحكمة في غير موضعها وتضييعها.۴
وقوله: (فليكن أحدكم) أي كلّ واحد منكم.
وفي هذا الخبر دلالة على جواز معالجة المريض وحثّ عليه، بل على وجوبها

1.الحشر (۵۹): ۲۱.

2.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۹۴ (شفي) مع التلخيص.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۵۳ (جهل).

4.لم نعثر على قائله.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
202

الحزن: خلاف السرور. والكآبة: سوء الحال، والانكسار من الحزن، وفعله كفرح.
وقوله: (أنّ بني تيم) هم بني تَيم بن مرّة رهط أبي بكر.
(وبني عديّ) كغنيّ: رهط عمر.
(وبني اُميّة) رهط عثمان.
وقوله: (القهقرى) هي الرجوع إلى خلفٍ من غير التوجّه إلى جهة المشي.
وقيل: فيه تنبيه على أنّ ارتدادهم عن الإسلام بنحو خاصّ، وهو خروجهم منه مع ادّعائهم له وعدم صرف وجههم عنه بالمرّة.۱

متن الحديث الثالث والأربعين والخمسمائة

۰.جَمِيلٌ‏۲، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما السلام ، قَالَ :
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعَانَ بِقَوْمٍ حَتّى‏ إِذَا ظَفِرَ بِعَدُوِّهِ قَتَلَهُمْ ، لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَ قَوْمٍ كَثِيرٍ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (لضربت أعناق قوم كثير) هم المنافقون الذين سبق ذكرهم.

متن الحديث الرابع والأربعين والخمسمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ‏۳، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«كَانَ الْمَسِيحُ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ التَّارِكَ شِفَاءَ الْمَجْرُوحِ مِنْ جُرْحِهِ شَرِيكٌ لِجَارِحِهِ لَا مَحَالَةَ ، وَذلِكَ أَنَّ الْجَارِحَ أَرَادَ فَسَادَ الْمَجْرُوحِ ، وَالتَّارِكَ لِإِشْفَائِهِ لَمْ يَشَأْ صَلَاحَهُ ، فَإِذَا۴ لَمْ

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۹۰.

2.السند معلّق على سابقه، ويروي عن جميل، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن حديد.

3.في بعض نسخ الكافي: «عبد اللَّه بن القاسم بن أبي نجران».

4.في بعض نسخ الكافي: «وإذا».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69444
صفحه از 568
پرینت  ارسال به