201
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

وقوله: (وقعد في الزنية).
في بعض النسخ: «الوثبة» بدل «الزنية» وفسّرت بالوسادة.
قال الجوهري: «الوِثاب - بكسر الواو - : المقاعد. وتقول: وثّبه توثيباً، أي أقعده على وسادةٍ، وربّما قالوا: وثّبه وسادة: إذا طرحها ليقعد عليها».۱
وفي بعضها: «الزُبية» بضمّ الزاء وسكون الباء الموحّدة وتخفيف الياء، وهي حفرة في موضع عال يصاد بها الذئب أو الأسد.
(ثمّ قال لهم: اطربوا) من الطرب - بالتحريك - وهو خفّة تُصيب الإنسان لشدّة حزن أو سرور، وفعله كعلم.
ويحتمل كونه من الإطراب، أي وليُطرِب بعضكم بعضاً.
«وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ» أي حقّق ظنّه فيهم بتكذيب الرسول وردّ الخلافة عن أهلها، أو وجده صادقاً.
«فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ» لم يتّبعوه في العصيان وهم المخلصون.

متن الحديث الثاني والأربعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما السلام ، قَالَ :
«أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَوْماً كَئِيباً حَزِيناً ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : مَا لِي أَرَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَئِيباً حَزِيناً؟ فَقَالَ : وَكَيْفَ لَا أَكُونُ كَذلِكَ وَ قَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي هذِهِ أَنَّ بَنِي تَيْمٍ وَبَنِي عَدِيٍّ وَبَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي هذَا يَرُدُّونَ النَّاسَ عَنِ الْإِسْلَامِ الْقَهْقَرى‏ . فَقُلْتُ : يَا رَبِّ ، فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي؟ فَقَالَ : بَعْدَ مَوْتِكَ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (كئيباً حزيناً).

1.الصحاح، ج ۱، ص ۲۳۱ (وثب) مع التلخيص.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
200

فِي الْزِّنْيَةِ۱ ، وَجَمَعَ خَيْلَهُ وَرَجْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : اطْرَبُوا ؛ لَا يُطَاعُ اللَّهُ حَتّى‏ يَقُومَ الْإِمَامُ‏۲ » .
وَتَلَا أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»۳قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «كَانَ تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَالظَّنُّ مِنْ إِبْلِيسَ حِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ ، فَظَنَّ بِهِمْ إِبْلِيسُ ظَنّاً ، فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (يا سيّدهم ومولاهم).
مقتضى الظاهر: قالوا: يا سيّدنا ومولانا، وإنّما غيّره عليه السلام لئلّا يوهم انصرافه إليه، وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل إضافته إلى نفسه، وإن كان حكاية، كما قيل في قوله تعالى: «أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ»۴.۵(ماذا دهاك) أي أيّ داهيةٍ أصابك.
قال الجوهري: «الدّاهية: الأمر العظيم. وما دهاك، أي ما أصابك».۶(فقالوا: يا سيّدهم أنت كنت لآدم) أي قال شياطينه تسليةً له: أنت الذي كنت خصماً لآدم ومغوياً له مع وفور علمه وكماله وعقله وفهمه، فإغواء هؤلاء الجهلة الحمقاء ليس ببديع عندك.
وقوله: (وقال أحدهما لصاحبه) يعني أبا بكر وعمر.
وقوله: (وهؤلاء نقضوا العهد، وكفروا بالرسول)؛ فإنّهم نقضوا ميثاقه، وأنكروا رسالته، ونسبوا قوله إلى الهوى والجنون.
قيل: وإنّما لم يقل: وكفروا بالرّبّ، مع أنّه الأنسب بالسابق؛ للإشعار بأنّ الكفر بالرسول كفرٌ بالربّ.۷

1.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي. وفي بعض نسخ الكافي: «الزبية». وفي كلتا الطبعتين: «الوثبة».

2.في كثير من نسخ الكافي: «إمام».

3.سبأ (۳۴): ۲۰.

4.النور (۲۴): ۷.

5.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۰۷.

6.الصحاح، ج ۶، ص ۲۳۴۴ (دهي) مع التلخيص.

7.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۹.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69611
صفحه از 568
پرینت  ارسال به