199
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(شديد التشمير).
يُقال: شمّر الثوب تشميراً: إذا رفعه. وشمّر في الأمر: إذا خفّ فيه. وتشمّر للأمر: تهيّأ له. والمراد هنا شدّة الاجتهاد في العبادة.
وقوله: (كأنّه شامت) على صيغة اسم الفاعل من الشماتة، وهي الفرح ببليّة العدوّ.
وقوله: (فينخر ويكسع).
قال في القاموس: «نخر ينخُر وينخِر نخيراً: مدّ الصوت في خياشيمه».۱
وقال: «كسعه - كمنعه - : ضرب دبره بيده، أو بصدر قدمه».۲
وأقول: الظاهر أنّ هذا منه حقيقة؛ لأنّه جسم، وإنّما فعل ذلك فرحاً وشعفاً.
وقيل: يحتمل أن يكون استعارة على سبيل التمثيل.۳

متن الحديث الواحد والأربعين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ حَمْدَانَ‏۴بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :
«لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام يَوْمَ الْغَدِيرِ ، صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرْخَةً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ ، فَقَالُوا : يَا سَيِّدَهُمْ وَمَوْلَاهُمْ ، مَا ذَا دَهَاكَ ، فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِكَ هذِهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ : فَعَلَ هذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً ، فَقَالُوا : يَا سَيِّدَهُمْ ، أَنْتَ كُنْتَ لآِدَمَ .
فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَمَا تَرى‏ عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ‏۵ ، فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ ، فَقَالَ : أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ لآِدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ ، وَلَمْ يَكْفُرْ بِالرَّبِّ ، وَ هؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ ، وَكَفَرُوا بِالرَّسُولِ .
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَأَقَامَ النَّاسُ غَيْرَ عَلِيٍّ ، لَبِسَ إِبْلِيسُ تَاجَ الْمُلْكِ ، وَنَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۹ (نخر).

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۷۸ (كسع).

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۹.

4.في الطبعة القديمة: «أحمد».

5.في بعض نسخ الكافي والوافي: «يطرب».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
198

شرح‏

السند حسن على الأصحّ.
قوله: (فخصموهم بحجّة عليّ عليه السلام) أي غلب هؤلاء الثلاثة على الأنصار بحجّة هي عليّ عليه السلام، أي تدلّ على أحقّيته عليه السلام بالخلافة؛ لأنّ خلاصة تلك الحجّة قرابتهم من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، كما يدلّ عليه قولهم: (يا معشر الأنصار) إلى قولهم: (وقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: الأئمّة من قريش).
وقد روى في أخبار متكثّرة مستفيضة أنّه عليه السلام احتجّ عليهم بهذه الحجّة في مواضع؛ منها: ما ذكره الشيخ الطبرسي رحمة اللَّه عليه في كتاب الاحتجاج: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا اُحضر لبيعة أبي بكر قالوا له: بايع أبا بكر، فقال عليّ عليه السلام: «أنا أحقُّ بهذا الأمر منه، وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتجتم عليهم بالقرابة من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وأخذتموها۱ منّا أهل البيت غصباً، ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم بمكانكم من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله؟! فأعطوكم المقادة وسلّموا لكم الإمارة، وأنا احتججت عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله حيّاً وميّتاً، وأنا وصيّه ووزيره، ومستودع سرّه وعلمه، وأنا الصدِّيق الأكبر، وأنا [الفاروق الأعظم‏] أوّل من آمن به وصدّقه، وأحسنكم بلاءً في جهاد المشركين، وأعرفكم بالكتاب والسنّة، وأفقهكم في الدِّين، وأعلمكم بعواقب الاُمور، وأذربكم لساناً، وأثبتكم جناناً، فعلى ما تنازعونا هذا الأمر، إنصفونا إن كنتم تخافون اللَّه من أنفسكم، واعرفوا لنا من‏۲ الأمر مثل ما عرفته الأنصار لكم، وإلّا فبوؤا بالظلم [والعدوان ]وأنتم تعلمون».۳ الخبر.
(ما يرضى أن يبايعوه).
في كتاب الاحتجاج: «ما يرضى الناس أن يبايعوه».۴
وقوله: (في ظلّة بني ساعدة).
الظلّة - بالضمّ - : ما يستظلّ به. والظلّة أيضاً: شي‏ء كهيئة الصّفة يستتر به من الحرّ والبرد.
وقوله: (بين عينيه سجّادة) بفتح السّين وتشديد الجيم: أثر السجود في الجبهة.

1.في المصدر: «وتأخذونه».

2.في المصدر: - «من».

3.الاحتجاج، ج ۱، ص ۹۵.

4.الاحتجاج، ج ۱، ص ۱۰۶. وفيه: «أن يبايعوا له».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69464
صفحه از 568
پرینت  ارسال به