(شديد التشمير).
يُقال: شمّر الثوب تشميراً: إذا رفعه. وشمّر في الأمر: إذا خفّ فيه. وتشمّر للأمر: تهيّأ له. والمراد هنا شدّة الاجتهاد في العبادة.
وقوله: (كأنّه شامت) على صيغة اسم الفاعل من الشماتة، وهي الفرح ببليّة العدوّ.
وقوله: (فينخر ويكسع).
قال في القاموس: «نخر ينخُر وينخِر نخيراً: مدّ الصوت في خياشيمه».۱
وقال: «كسعه - كمنعه - : ضرب دبره بيده، أو بصدر قدمه».۲
وأقول: الظاهر أنّ هذا منه حقيقة؛ لأنّه جسم، وإنّما فعل ذلك فرحاً وشعفاً.
وقيل: يحتمل أن يكون استعارة على سبيل التمثيل.۳
متن الحديث الواحد والأربعين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ حَمْدَانَ۴بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام يَوْمَ الْغَدِيرِ ، صَرَخَ إِبْلِيسُ فِي جُنُودِهِ صَرْخَةً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ ، فَقَالُوا : يَا سَيِّدَهُمْ وَمَوْلَاهُمْ ، مَا ذَا دَهَاكَ ، فَمَا سَمِعْنَا لَكَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِكَ هذِهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ : فَعَلَ هذَا النَّبِيُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ يُعْصَ اللَّهُ أَبَداً ، فَقَالُوا : يَا سَيِّدَهُمْ ، أَنْتَ كُنْتَ لآِدَمَ .
فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّهُ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، وَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَمَا تَرى عَيْنَيْهِ تَدُورَانِ فِي رَأْسِهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، صَرَخَ إِبْلِيسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ۵ ، فَجَمَعَ أَوْلِيَاءَهُ ، فَقَالَ : أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ لآِدَمَ مِنْ قَبْلُ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ ، وَلَمْ يَكْفُرْ بِالرَّبِّ ، وَ هؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ ، وَكَفَرُوا بِالرَّسُولِ .
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَأَقَامَ النَّاسُ غَيْرَ عَلِيٍّ ، لَبِسَ إِبْلِيسُ تَاجَ الْمُلْكِ ، وَنَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ
1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۹ (نخر).
2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۷۸ (كسع).
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۹.
4.في الطبعة القديمة: «أحمد».
5.في بعض نسخ الكافي والوافي: «يطرب».