الظاهر أنّ المراد بالصاحب هنا من يقتلهم ويستأصلهم بقرينة ما بعده، فالمراد بالأصحاب في قوله: (إنّ أصحابهم أولاد الزنى) بنو العبّاس وأتباعهم. ولعلّ وجه كونهم أولاد الزنا أنّ مهور نسائهم واُمّهات أولادهم من مال الإمام وهم غصبوه.
والضمير في قوله عليه السلام: (من سنينهم) لبني اُميّة، أو لبني العبّاس، والأوّل أظهر.
وفي بعض النسخ: «سِنيهم» وهو أولى.
وأمّا قوله عليه السلام: (إنّ اللَّه - عزّ وجلّ - يأمر الملك) إلى آخره، فقد مرّ مراراً وتكلّمنا عليه هناك، ونقول هنا: يحتمل أن يكون هذا الفلك غير الأفلاك المشهورة، واللَّه يعلم.
متن الحديث الثامن والثلاثين والخمسمائة
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«وُلْدُ الْمِرْدَاسِ مَنْ تَقَرَّبَ مِنْهُمْ أَكْفَرُوهُ ، وَمَنْ تَبَاعَدَ مِنْهُمْ أَفْقَرُوهُ ، وَمَنْ نَاوَاهُمْ قَتَلُوهُ ، وَمَنْ تَحَصَّنَ مِنْهُمْ أَنْزَلُوهُ ، وَمَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوهُ حَتّى تَنْقَضِيَ۱ دَوْلَتُهُمْ» .
شرح
السند حسن.
قوله: (ولد المرداس).
قال الفيروزآبادي:
رَدس القوم: رماهم بحجر. والحائط والأرض: دكّه بشيء صلِب عريض يُقال له المُردس والمِرداس. وردس الحجر بالحجر يردسه ويردسه: كسره وبالشيء ذهب به. والمِرداس: الرأس. وعبّاس بن مرداس السلمي صحابي شاعر شجاع سخيّ.۲
أقول: الظاهر أنّ المراد بالمرداس هنا عبّاس بن عبد المطّلب إمّا كناية باعتبار كونه سمي عبّاس بن مرداس السّلمي، فينتقل الذهن منه إليه، وإمّا استعارة باعتبار كلّ واحد من المعاني المذكورة بنوع من التقريب، ولا يبعد أن يُراد به الدوانيقي بالاعتبار الثاني. وما قيل من أنّه اُريد به السفّاح، وهو أوّل خليفة من ولد العبّاس، وإطلاقه عليه من باب