193
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

الاستعارة،۱ ففيه أنّ ولد العبّاس لم يملكوا الخلافة، بل سائر الخلفاء العبّاسيّة من ولد الدوانيقي أخي السفّاح، فتأمّل.
(من تقرّب منهم أكفروه).
في القاموس: «أكفره، أي دعاه كافراً».۲ ولعلّ المراد هنا: جعلوه كافراً.
(ومن ناواهم) أي عاداهم.
(قتلوه).
قال الفيروزآبادي في المهموز: «نأواه مناوأة ونواءً: فاخره وعاداه».۳(ومَن تحصّن) أي تحفّظ في الحصن وتوقّى به.
(منهم أنزلوه) أي عن حصنه وحرزه، أو عن رتبته ومنزلته.

متن الحديث التاسع والثلاثين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ۴بْنِ أَيْمَنَ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله جَالِساً إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَرَحَّبَ بِهَا ، وَأَخَذَ بِيَدِهَا وَأَقْعَدَهَا ، ثُمَّ قَالَ : ابْنَةُ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ ، دَعَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُؤْمِنُوا ، وَكَانَتْ نَارٌ يُقَالُ لَهَا : نَارُ الْحَدَثَانِ ، تَأْتِيهِمْ كُلَّ سَنَةٍ ، فَتَأْكُلُ بَعْضَهُمْ ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنْ رَدَدْتُهَا عَنْكُمْ تُؤْمِنُونَ؟ قَالُوا : نَعَمْ».
قَالَ : «فَجَاءَتْ فَاسْتَقْبَلَهَا بِثَوْبِهِ فَرَدَّهَا ، ثُمَّ تَبِعَهَا حَتّى‏ دَخَلَتْ كَهْفَهَا ، وَدَخَلَ مَعَهَا ، وَجَلَسُوا عَلى‏ بَابِ الْكَهْفِ وَهُمْ يَرَوْنَ أَلَّا يَخْرُجَ أَبَداً ، فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ : هذَا هذَا ، وَكُلُّ هذَا مِنْ ذَا ،۵ زَعَمَتْ‏۶ بَنُو عَبْسٍ‏۷ أَنِّي لَا أَخْرُجُ وَجَبِينِي يَنْدى‏ ، ثُمَّ قَالَ : تُؤْمِنُونَ بِي؟ قَالُوا : لَا [قَالَ :] فَإِنِّي مَيِّتٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۵ مع التلخيص.

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۲۹ (كفر).

3.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۳۱ (نوأ).

4.في الطبعة القديمة وأكثر نسخ الكافي: «عمرو».

5.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني والوافي: «من مؤذ».

6.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني: «أزعمت».

7.في بعض نسخ الكافي: «بنو عيس».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
192

الظاهر أنّ المراد بالصاحب هنا من يقتلهم ويستأصلهم بقرينة ما بعده، فالمراد بالأصحاب في قوله: (إنّ أصحابهم أولاد الزنى) بنو العبّاس وأتباعهم. ولعلّ وجه كونهم أولاد الزنا أنّ مهور نسائهم واُمّهات أولادهم من مال الإمام وهم غصبوه.
والضمير في قوله عليه السلام: (من سنينهم) لبني اُميّة، أو لبني العبّاس، والأوّل أظهر.
وفي بعض النسخ: «سِنيهم» وهو أولى.
وأمّا قوله عليه السلام: (إنّ اللَّه - عزّ وجلّ - يأمر الملك) إلى آخره، فقد مرّ مراراً وتكلّمنا عليه هناك، ونقول هنا: يحتمل أن يكون هذا الفلك غير الأفلاك المشهورة، واللَّه يعلم.

متن الحديث الثامن والثلاثين والخمسمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :
«وُلْدُ الْمِرْدَاسِ مَنْ تَقَرَّبَ مِنْهُمْ أَكْفَرُوهُ ، وَمَنْ تَبَاعَدَ مِنْهُمْ أَفْقَرُوهُ ، وَمَنْ نَاوَاهُمْ قَتَلُوهُ ، وَمَنْ تَحَصَّنَ مِنْهُمْ أَنْزَلُوهُ ، وَمَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوهُ حَتّى‏ تَنْقَضِيَ‏۱ دَوْلَتُهُمْ» .

شرح‏

السند حسن.
قوله: (ولد المرداس).
قال الفيروزآبادي:
رَدس القوم: رماهم بحجر. والحائط والأرض: دكّه بشي‏ء صلِب عريض يُقال له المُردس والمِرداس. وردس الحجر بالحجر يردسه ويردسه: كسره وبالشي‏ء ذهب به. والمِرداس: الرأس. وعبّاس بن مرداس السلمي صحابي شاعر شجاع سخيّ.۲
أقول: الظاهر أنّ المراد بالمرداس هنا عبّاس بن عبد المطّلب إمّا كناية باعتبار كونه سمي عبّاس بن مرداس السّلمي، فينتقل الذهن منه إليه، وإمّا استعارة باعتبار كلّ واحد من المعاني المذكورة بنوع من التقريب، ولا يبعد أن يُراد به الدوانيقي بالاعتبار الثاني. وما قيل من أنّه اُريد به السفّاح، وهو أوّل خليفة من ولد العبّاس، وإطلاقه عليه من باب

1.في بعض نسخ الكافي: «ينقضي».

2.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۱۹ (ردس).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69512
صفحه از 568
پرینت  ارسال به