عليه صلى اللَّه عليه وآله،۱ والأخبار الدالّة على أنّه صلى اللَّه عليه وآله أخبر وصيّه بما يفعلون به بعده،۲ فلابدّ من تخصيص الرّسل بغيره صلى اللَّه عليه وآله، أو تخصيص العلم المنفّى بالعلم المخصوص وهو العلم بطريق المشاهدة والعيان، أو يكون نفي العلم كناية عن كثرة مخالفة الاُمّة وعدم متابعتهم للأوصياء بحيث لا يحيط به العلم والبيان،۳ أو القول بأنّ ذلك القول منهم تخشّع وتذلّل وإظهار للعجز بمشاهدة جلال اللَّه مع علمه الشامل لكلّ صغير وكبير، فكان علمهم في جنبه ليس بعلم. وأمّا القول بأنّ العرض عليه عرض مجمل، فيقال: عملت اُمّتك كذا، أو عرض من غير تعيين العامل، فبعيد جدّاً، يظهر ذلك لمن تأمّل في الأخبار الدالّة على العرض.۴
متن الحديث الخامس والثلاثين والخمسمائة
(حَدِيثُ إِسْلَامِ عَلِيٍّ عليه السلام)
۰.ابْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام : ابْنُ كَمْ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَوْمَ أَسْلَمَ؟
فَقَالَ :«أَوَ كَانَ كَافِراً قَطُّ؟ إِنَّمَا كَانَ لِعَلِيٍّ عليه السلام حَيْثُ بَعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَسُولَهُ صلى اللَّه عليه وآله عَشْرُ سِنِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ كَافِراً ، وَلَقَدْ آمَنَ بِاللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - وَرَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله۵ ، وَسَبَقَ النَّاسَ كُلَّهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله وَإِلَى الصَّلَاةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَكَانَتْ أَوَّلُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ، وَكَذلِكَ فَرَضَهَا اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى مَنْ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُصَلِّيهَا بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ ، وَيُصَلِّيهَا عَلِيٌّ عليه السلام مَعَهُ بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ مُدَّةَ عَشْرِ سِنِينَ، حَتّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَخَلَّفَ عَلِيّاً عليه السلام فِي أُمُورٍ لَمْ يَكُنْ يَقُومُ بِهَا أَحَدٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنْ مَكَّةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَذلِكَ يَوْمُ الْخَمِيسِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْبَعْثِ۶ ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ لِاثْنَيْ عَشَرَ۷ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، فَنَزَلَ بِقُبَا ،
1.الكافي، ج ۱، ص ۲۱۹ و ۲۲۰، باب عرض الأعمال على النبي صلّى اللَّه عليه وآله والأئمّة عليهم السلام.
2.الكافي، ج ۱، ص ۲۸۱ و ۲۸۲، باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا... ، ح ۴.
3.في المصدر: - «أو يكون نفي العلم كناية» إلى هنا.
4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۸۰ مع التلخيص.
5.في كلتا الطبعتين: «وبرسوله».
6.في كلتا الطبعتين: «المبعث».
7.في كلتا الطبعتين: «لأثنتي عشرة».