165
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند مجهول، أو موثّق على أن يكون حسين الجمّال ابن أبي سعيد المكاري.
قوله: (في قول اللَّه عزّ وجلّ) في سورة حم فصّلت: «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا» أي يقولون في القيامة.
«رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ».
قال البيضاوي: «يعني شيطاني النوعين الحاملين على الضلالة والعصيان. وقيل: هما إبليس وقابيل؛ فإنّهما سنّا الكفر والقتل».۱«نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا».
قيل: أي ندسّهما ونطأهما انتقاماً منهما وإذلالاً لهما.۲
وقيل: نجعلهما في الدرك الأسفل.۳«لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ».
قيل: يعني أسفل منّا مكاناً أو ذلاًّ.۴
وعن ابن عبّاس: ليكونا أشدّ عذاباً منّا.۵(قال هما) يعني أبا بكر وعمر، والظاهر أنّه تفسير للجنّ والإنس.
وقوله: (وكان فلان شيطاناً)؛ يعني أنّ عثمان أيضاً كان شيطاناً، فيندرج في الجنّ.
وقيل: الظاهر أنّه عليه السلام فسّر الإنس بهما والجنّ بالثالث.۶
وقيل: المراد بفلان عمر، أي الجنّ المذكور في الآية عمر، وإنّما سمّي به لأنّه كان شيطاناً؛ إمّا لأنّه كان شرك شيطان لكونه ولد زنا، أو لأنّه في المكر والخديعة كالشيطان، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر،۷ انتهى.
أقول: يفهم من هذا الخبر أنّ المراد بالآية التالية لهذه الآية عليّ عليه السلام وشيعته.

1.تفسير البيضاوي، ج ۵، ص ۱۱۴.

2.اُنظر: مجمع البيان، ج ۹، ص ۲۰.

3.نقله البيضاوي في تفسيره، ج ۵، ص ۱۱۴ بعنوان «قيل».

4.نقل عنه الطبرسى رحمة اللَّه عليه في مجمع البيان، ج ۹، ص ۲۰.

5.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۳.

6.القائل هو العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۸۸.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
164

والرفق: ضدّ العنف. وقيل: رفق به كنصر.
ولعلّ المراد بالشيعة هنا ضعفاؤهم، أو أوساطهم، أي لا تكلّفونهم بما يشقّ عليهم في العلم والعمل؛ فإنّهم لا يقدرون على احتمال ما يحتمله الكمّل من العلماء والأقوياء، بل ادعوهم إلى العلم والعمل برفق ليكملوا.
روى المصنّف رحمة اللَّه عليه في الاُصول عن أبي جعفر عليه السلام: «أنّ المؤمنين على منازلهم؛ منهم على واحدة، ومنهم على اثنين، ومنهم على ثلاث - حتّى عدّ إلى السبع - فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو، وعلى صاحب الثنتين ثلاثاً لم يقو - حتّى عدّ إلى السبع - وعلى هذه الدرجات»۱ .
وفي حديث آخر: «إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، ومن كسر مؤمناً فعليه جبره»۲ .
وقيل في شرح حديث الكتاب: المراد التحريض على التقيّة؛ أي لا تحمّلوا الناس بترك التقيّة على رقاب شيعتنا.
(وارفقوا بهم) أي بالمخالفين؛ فإنّهم لا يصبرون على أذاكم كما تصبرون عنهم، ولا يخفى بُعده من العبارة.۳

متن الحديث الثاني والعشرين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ :«رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ»۴قَالَ :
«هُمَا» ثُمَّ قَالَ : «وَكَانَ فُلَانٌ شَيْطَاناً» .

1.الكافي، ج ۲، ص ۴۵، ح ۳ مع التلخيص واختلاف يسير في اللفظ.

2.الكافي، ج ۲، ص ۴۵، ح ۲.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۸۷.

4.فصّلت (۴۱): ۲۹.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69630
صفحه از 568
پرینت  ارسال به