والرفق: ضدّ العنف. وقيل: رفق به كنصر.
ولعلّ المراد بالشيعة هنا ضعفاؤهم، أو أوساطهم، أي لا تكلّفونهم بما يشقّ عليهم في العلم والعمل؛ فإنّهم لا يقدرون على احتمال ما يحتمله الكمّل من العلماء والأقوياء، بل ادعوهم إلى العلم والعمل برفق ليكملوا.
روى المصنّف رحمة اللَّه عليه في الاُصول عن أبي جعفر عليه السلام: «أنّ المؤمنين على منازلهم؛ منهم على واحدة، ومنهم على اثنين، ومنهم على ثلاث - حتّى عدّ إلى السبع - فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة اثنتين لم يقو، وعلى صاحب الثنتين ثلاثاً لم يقو - حتّى عدّ إلى السبع - وعلى هذه الدرجات»۱ .
وفي حديث آخر: «إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، ومن كسر مؤمناً فعليه جبره»۲ .
وقيل في شرح حديث الكتاب: المراد التحريض على التقيّة؛ أي لا تحمّلوا الناس بترك التقيّة على رقاب شيعتنا.
(وارفقوا بهم) أي بالمخالفين؛ فإنّهم لا يصبرون على أذاكم كما تصبرون عنهم، ولا يخفى بُعده من العبارة.۳
متن الحديث الثاني والعشرين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُمِّيُّ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْجَمَّالِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :«رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ»۴قَالَ :«هُمَا» ثُمَّ قَالَ : «وَكَانَ فُلَانٌ شَيْطَاناً» .