161
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

مع صلته خبر آخر لقوله: «هم»، وأنّه إشارة إلى وجه التشبيه لتشبيههم بالمصابيح؛ يعني هم الذين يستضي‏ء بهم سائر الخلق في ظلمات الجهل، كما يستضيؤون بأنوار المصابيح في ظلمات الليل.
وقوله عليه السلام: (إلّا ليوافق أو ليخالف) أي ليختبر فيظهر موافقته أو مخالفته.

متن الحديث الثامن عشر والخمسمائة

۰.أَحْمَدُ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى‏ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :
«عَادَيْتُمْ فِينَا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ وَالْأَزْوَاجَ ، وَثَوَابُكُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَا إِنَّ أَحْوَجَ مَا تَكُونُونَ إِذَا بَلَغَتِ الْأَنْفُسُ إِلى‏ هذِهِ» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ حَلْقِهِ .

شرح‏

السند صحيح.
قوله: (أحوج ما تكونون) يعني في وقت تكون حاجتكم إلينا وإلى ولايتنا أشدّ وأكثر.
قال الفيروزآبادي: «الحوج: السلامة، والاحتياج. وقد حاج واحتاج. وبالضم: الفقر. والحاجة معروف»۲ انتهى.
وقال بعض الشارحين:
أي أسلم وقت تكونون فيه وقت بلوغ النفس إلى الحلق، فإنّكم ترون فيه من الروح والراحة ما لا يخطر على قلب بشر، أو أشدّ وقت تكونون محتاجين إلى الثواب والكرامة هو هذا الوقت، فلذا أخّره إليه، انتهى، فتأمّل.۳

متن الحديث التاسع عشر والخمسمائة

0.عَنْهُ‏4 ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيًّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَمَّارِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ

1.السند معلّق على سابقه، ويروي عن أحمد، محمّد بن يحيى.

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۸۴ (حوج) مع التلخيص.

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۱.

4.الضمير راجع إلى محمّد بن يحيى المذكور في سند الحديث ۵۱۷.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
160

عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، قَالَ :
بَيْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : «إِنَّ الشِّيعَةَ الْخَاصَّةَ الْخَالِصَةَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» .
فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَرِّفْنَاهُمْ حَتّى‏ نَعْرِفَهُمْ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: «مَا قُلْتُ لَكُمْ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: «أَنَا الدَّلِيلُ عَلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلِيٌّ نَصْرُ الدِّينِ ، وَمَنَارُهُ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَهُمُ الْمَصَابِيحُ الَّذِينَ يُسْتَضَاءُ بِهِمْ» .
فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُوَافِقاً لِهذَا؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : «مَا وُضِعَ الْقَلْبُ فِي ذلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَّا لِيُوَافِقَ أَوْ لِيُخَالِفَ ، فَمَنْ كَانَ قَلْبُهُ مُوَافِقاً لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ كَانَ نَاجِياً ، وَمَنْ كَانَ قَلْبُهُ مُخَالِفاً لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ كَانَ هَالِكاً» .

شرح‏

السند مجهول.
قوله صلى اللَّه عليه وآله: (إنّ الشيعة الخاصّة الخالصة) هم الذين يتابعونه صلى اللَّه عليه وآله في أفعاله وأقواله جميعاً.
وقوله: (منّا أهل البيت) خبر «إنّ».
وفي هذا تصريح بأنّ خلّص الشيعة في عداد أهل بيت النبوّة.
وقوله: (عليّ نصرالدِّين) يعني أنّه عليه السلام ناصر الدِّين ومُعين أهله، والحمل على المبالغة؛ لكونه عليه السلام كاملاً في أحكام الدِّين، مروّجاً له، دافعاً عنه باللِّسان والسّنان، حافظاً له من الزيادة والنقصان.
(ومناره) بالهاء. وفي بعض النسخ بالتاء.
والمنار والمنارة: موضع النور، والمسرجة، أي ما يوضع فيه السّراج، والمراد أنّه عليه السلام محلّ أنوار العلوم الإلهيّة التي يهتدى ويستضاء بها.
(أهل البيت) خبر مبتدأ محذوف، أو منصوب بتقدير «أعني». وعلى نسخة التاء مجرور على الإضافة.
ولعلّ المراد بأهل البيت حينئذٍ الشيعة الخلّص المذكورون، أو ما يعمّ الأئمّة عليهم السلام.
(وهم المصابيح الذين يُستضاء بهم).
ضمير الجمع في الموضعين راجع إلى أهل البيت بأحد المعنيين، والظاهر أنّ الموصول

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69476
صفحه از 568
پرینت  ارسال به