مع صلته خبر آخر لقوله: «هم»، وأنّه إشارة إلى وجه التشبيه لتشبيههم بالمصابيح؛ يعني هم الذين يستضيء بهم سائر الخلق في ظلمات الجهل، كما يستضيؤون بأنوار المصابيح في ظلمات الليل.
وقوله عليه السلام: (إلّا ليوافق أو ليخالف) أي ليختبر فيظهر موافقته أو مخالفته.
متن الحديث الثامن عشر والخمسمائة
۰.أَحْمَدُ۱، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«عَادَيْتُمْ فِينَا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ وَالْأَزْوَاجَ ، وَثَوَابُكُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَا إِنَّ أَحْوَجَ مَا تَكُونُونَ إِذَا بَلَغَتِ الْأَنْفُسُ إِلى هذِهِ» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ .
شرح
السند صحيح.
قوله: (أحوج ما تكونون) يعني في وقت تكون حاجتكم إلينا وإلى ولايتنا أشدّ وأكثر.
قال الفيروزآبادي: «الحوج: السلامة، والاحتياج. وقد حاج واحتاج. وبالضم: الفقر. والحاجة معروف»۲ انتهى.
وقال بعض الشارحين:
أي أسلم وقت تكونون فيه وقت بلوغ النفس إلى الحلق، فإنّكم ترون فيه من الروح والراحة ما لا يخطر على قلب بشر، أو أشدّ وقت تكونون محتاجين إلى الثواب والكرامة هو هذا الوقت، فلذا أخّره إليه، انتهى، فتأمّل.۳
متن الحديث التاسع عشر والخمسمائة
0.عَنْهُ4 ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيًّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَمَّارِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
1.السند معلّق على سابقه، ويروي عن أحمد، محمّد بن يحيى.
2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۸۴ (حوج) مع التلخيص.
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۱.
4.الضمير راجع إلى محمّد بن يحيى المذكور في سند الحديث ۵۱۷.