كان أسير، فأطلقه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، فمضى، وغسل ثيابه، واغتسل، ثمّ أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وحسُن إسلامه.۱
وفي بعض كتب السِّير: أنّه خرج معتمراً، فاُسر بنجد، فجاؤوا به، فأصبح مربوطاً باُسطوانة عند باب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فرآه فقال له: إنّي مخيّرك واحدة من ثلاث.۲
متن الحديث الثامن والخمسين والأربعمائة
۰.عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو وَجْزَةَ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ وَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَ وُلِدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ اللَّيْلَةَ؟ فَقَالُوا : لَا ، قَالَ : فَوُلِدَ إِذاً بِفِلَسْطِينَ غُلَامٌ اسْمُهُ أَحْمَدُ بِهِ شَامَةٌ كَلَوْنِ الْخَزِّ الْأَدْكَنِ ، وَيَكُونُ هَلَاكُ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْيَهُودِ عَلى يَدَيْهِ ، قَدْ أَخْطَأَكُمْ وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ .
فَتَفَرَّقُوا وَسَأَلُوا فَأُخْبِرُوا أَنَّهُ وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غُلَامٌ ، فَطَلَبُوا الرَّجُلَ فَلَقُوهُ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ وُلِدَ فِينَا وَاللَّهِ غُلَامٌ ، قَالَ : قَبْلَ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ ، أَوْ بَعْدَ مَا قُلْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا : قَبْلَ أَنْ تَقُولَ لَنَا ، قَالَ : فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ حَتّى نَنْظُرَ إِلَيْهِ .
فَانْطَلَقُوا حَتّى أَتَوْا أُمَّهُ ، فَقَالُوا : أَخْرِجِي ابْنَكِ حَتّى نَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ ابْنِي وَاللَّهِ لَقَدْ سَقَطَ ، وَمَا سَقَطَ كَمَا تَسْقُطُ۳ الصِّبْيَانُ ، لَقَدِ اتَّقَى الْأَرْضَ بِيَدَيْهِ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ نُورٌ حَتّى نَظَرْتُ إِلى قُصُورِ بُصْرى ، وَسَمِعْتُ هَاتِفاً فِي الْجَوِّ يَقُولُ : لَقَدْ وَلَدْتِيهِ سَيِّدَ الْأُمَّةِ ، فَإِذَا وَضَعْتِيهِ۴ ، فَقُولِي : أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ ، وَسَمِّيهِ مُحَمَّداً .
قَالَ الرَّجُلُ : فَأَخْرِجِيهِ ، فَأَخْرَجَتْهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَلَّبَهُ ، وَنَظَرَ إِلَى۵ الشَّامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَخَرَّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، فَأَخَذُوا الْغُلَامَ ، فَأَدْخَلُوهُ إِلى أُمِّهِ ، وَقَالُوا : بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا أَفَاقَ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا لَكَ وَيْلَكَ؟ قَالَ۶ : ذَهَبَتْ نُبُوَّةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، هذَا وَاللَّهِ مَنْ۷ يُبِيرُهُمْ.
1.اُنظر: الثقات لابن حبان، ج ۱، ص ۲۸۰ و ۲۸۱؛ شرح السير الكبير، ج ۱، ص ۱۳۰، الرقم ۱۲۵؛ اُسد الغابة، ج ۱، ص ۲۴۶ و ۲۴۷؛ الإصابة لابن حجر، ج ۱، ص ۵۲۵، الرقم ۹۶۲.
2.اُنظر: الاستيعاب لابن عبد البرّ، ج ۱، ص ۲۱۴؛ الطبقات الكبرى، ج ۵، ص ۵۵۰؛ السيرة النبويّة لابن هشام، ج ۴، ص ۱۰۵۳.
3.في كلتا الطبعتين: «يسقط».
4.في بعض نسخ الكافي: «وضعته».
5.في بعض نسخ الكافي: - «إلى».
6.في بعض نسخ الكافي: «فقال».
7.في كثير من نسخ الكافي: - «من».