17
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

فَفَرِحَتْ قُرَيْشٌ بِذلِكَ ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَدْ فَرِحُوا ، قَالَ : قَدْ۱ فَرِحْتُمْ ، أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْطُوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَتَحَدَّثُ بِهَا أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ يَقُولُ : يَسْطُو بِمِصْرِهِ؟!» .

شرح‏

السند حسن موثّق.
قوله: (إلى ملأٍ من قريش).
في القاموس: «الملأ كجبل الجماعة».۲
وقال البيضاوي: «الملأ: الجماعة يجتمعون للتشاور، لا واحد له كالقوم، وأبو وجزة بالزاء المعجمة».۳(وعتبة بن ربيعة) بضمّ العين وسكون التاء.
(فقال أوُلِد)؛ الهمزة للاستفهام.
(قال: فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد).
قال الفيروزآبادي:
فلسطون وفلسطين - وقد تفتح فاؤهما - : كورة بالشام، وبلد بالعراق، تقول في حال الرفع بالواو، وفي النصب والجرّ بالياء، أو تلزمها الياء في كلّ حال».۴
أقول: المراد هنا بفلسطين سرّ من رأى، ولعلّ المراد بالمولود فيها صاحب الزمان عليه السلام، فتأمّل.
وقال الفاضل الإسترآبادي:
مذكور في الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدِّمين عليهم السلام أنّه يولد في مكّة رجلٌ معصوم اسمه أحمد، كنيته أبو القاسم، وكذلك في قرية من قرى العراق أحدهما نبيّ والآخر إمام، ومذكور فيها الليلة التي يولد فيها أحد الأحمدين.۵(به شامة كلون الخزّ الأدكن).
الشامة - بتخفيف الميم - : الخال، وهو علامة تخالف لون البدن التي هي فيه، وأصلها:

1.في بعض نسخ الكافي: - «قد».

2.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۸ (ملأ) مع التلخيص.

3.تفسير البيضاوي، ج ۱، ص ۵۳۹.

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۷۸ (فلسط).

5.نقله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۲۱.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
16

كان أسير، فأطلقه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، فمضى، وغسل ثيابه، واغتسل، ثمّ أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وحسُن إسلامه.۱
وفي بعض كتب السِّير: أنّه خرج معتمراً، فاُسر بنجد، فجاؤوا به، فأصبح مربوطاً باُسطوانة عند باب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فرآه فقال له: إنّي مخيّرك واحدة من ثلاث.۲

متن الحديث الثامن والخمسين والأربعمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :
«لَمَّا وُلِدَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلى‏ مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو وَجْزَةَ بْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ وَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَقَالَ : أَ وُلِدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ اللَّيْلَةَ؟ فَقَالُوا : لَا ، قَالَ : فَوُلِدَ إِذاً بِفِلَسْطِينَ غُلَامٌ اسْمُهُ أَحْمَدُ بِهِ شَامَةٌ كَلَوْنِ الْخَزِّ الْأَدْكَنِ ، وَيَكُونُ هَلَاكُ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْيَهُودِ عَلى‏ يَدَيْهِ ، قَدْ أَخْطَأَكُمْ وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ .
فَتَفَرَّقُوا وَسَأَلُوا فَأُخْبِرُوا أَنَّهُ وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ غُلَامٌ ، فَطَلَبُوا الرَّجُلَ فَلَقُوهُ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ وُلِدَ فِينَا وَاللَّهِ غُلَامٌ ، قَالَ : قَبْلَ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ ، أَوْ بَعْدَ مَا قُلْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا : قَبْلَ أَنْ تَقُولَ لَنَا ، قَالَ : فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ حَتّى‏ نَنْظُرَ إِلَيْهِ .
فَانْطَلَقُوا حَتّى‏ أَتَوْا أُمَّهُ ، فَقَالُوا : أَخْرِجِي ابْنَكِ حَتّى‏ نَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ ابْنِي وَاللَّهِ لَقَدْ سَقَطَ ، وَمَا سَقَطَ كَمَا تَسْقُطُ۳ الصِّبْيَانُ ، لَقَدِ اتَّقَى الْأَرْضَ بِيَدَيْهِ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ نُورٌ حَتّى‏ نَظَرْتُ إِلى‏ قُصُورِ بُصْرى‏ ، وَسَمِعْتُ هَاتِفاً فِي الْجَوِّ يَقُولُ : لَقَدْ وَلَدْتِيهِ سَيِّدَ الْأُمَّةِ ، فَإِذَا وَضَعْتِيهِ‏۴ ، فَقُولِي : أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ ، وَسَمِّيهِ مُحَمَّداً .
قَالَ الرَّجُلُ : فَأَخْرِجِيهِ ، فَأَخْرَجَتْهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَلَّبَهُ ، وَنَظَرَ إِلَى‏۵ الشَّامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَخَرَّ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، فَأَخَذُوا الْغُلَامَ ، فَأَدْخَلُوهُ إِلى‏ أُمِّهِ ، وَقَالُوا : بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا أَفَاقَ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا لَكَ وَيْلَكَ؟ قَالَ‏۶ : ذَهَبَتْ نُبُوَّةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، هذَا وَاللَّهِ مَنْ‏۷ يُبِيرُهُمْ.

1.اُنظر: الثقات لابن حبان، ج ۱، ص ۲۸۰ و ۲۸۱؛ شرح السير الكبير، ج ۱، ص ۱۳۰، الرقم ۱۲۵؛ اُسد الغابة، ج ۱، ص ۲۴۶ و ۲۴۷؛ الإصابة لابن حجر، ج ۱، ص ۵۲۵، الرقم ۹۶۲.

2.اُنظر: الاستيعاب لابن عبد البرّ، ج ۱، ص ۲۱۴؛ الطبقات الكبرى، ج ۵، ص ۵۵۰؛ السيرة النبويّة لابن هشام، ج ۴، ص ۱۰۵۳.

3.في كلتا الطبعتين: «يسقط».

4.في بعض نسخ الكافي: «وضعته».

5.في بعض نسخ الكافي: - «إلى».

6.في بعض نسخ الكافي: «فقال».

7.في كثير من نسخ الكافي: - «من».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69700
صفحه از 568
پرینت  ارسال به