15
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ أَسَرَتْهُ خَيْلُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَالَ : اللَّهُمَّ أَمْكِنِّي مِنْ ثُمَامَةَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إِنِّي مُخَيِّرُكَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ : أَقْتُلُكَ ، قَالَ : إِذاً تَقْتُلَ عَظِيماً1 ؛ أَوْ أُفَادِيكَ ، قَالَ : إِذاً تَجِدَنِي غَالِياً ؛ أَوْ أَمُنُّ عَلَيْكَ ، قَالَ : إِذاً تَجِدَنِي شَاكِراً ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ مَنَنْتُ عَلَيْكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَدْ وَاللَّهِ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَيْثُ رَأَيْتُكَ ، وَمَا كُنْتُ لِأَشْهَدَ بِهَا وَأَنَا فِي الْوَثَاقِ» .

شرح‏

السند حسن موثّق.
قوله: (إنّ ثمامة بن أثال).
قال الفيروزآبادي: «ثمام - كغراب - : نبت، واحدته بهاء. وثُمامة بن اُثال صحابيّ».۲
وقال: «الاُثال - كسحاب وغراب - : المجد، والشرف».۳
وفي المُغرب: الاُثال - بالضمّ - : المجد، والمال، وبه سمّي والد ثمامة بن اُثال الحنفي، واُبال تصحيف».۴(أسرته خيل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله)
قال الجوهري: «الخيل: الفرسان».۵(قال: إذاً تجدني غالياً).
الغالي: ضدّ الرخيص، أي يلزم عليَّ إذاً أن اُعطيك فداءً عظيماً.
(وما كنت لأشهد بها) أي بالشهادة المذكورة.
(وأنا في الوثاق).
في القاموس: «الوثاق - ويكسر - : ما يشدّ به».۶
وذكرت العامّة في كتب رجالهم أنّ ثمامة بن اُثال ابن النعمان الحنفي سيّد أهل الميامة

1.في بعض نسخ الكافي: + «قال».

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۸۴ (ثمم) مع التلخيص والتصرّف.

3.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۲۷ (أثل).

4.المغرب، ص ۱۹ (أثل).

5.الصحاح، ج ۴، ص ۱۶۹۱ (خيل).

6.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۲۸۸ (وثق).


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
14

فمدَّ يده وقال: بسم اللَّه كُلوا، ومدّ القوم جميعاً أيديهم وأكلوا، فقلت في نفسي: هذه أيضاً علامة. قال: فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله التفاتة، فقال: يا روزبه، تطلب خاتم النبوّة؟ فقلت: نعم، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوّة معجوم بين كتفيه عليه شعرات، قال: فسقطتُ على قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله اُقبّلها، فقال لي: يا روزبه، ادخل على هذه المرأة وقُل لها: يقول لكِ محمّد بن عبد اللَّه تبيعينا هذا الغلام، فدخلتُ فقلت لها: يا مولاتي إنّ محمّد بن عبد اللَّه يقول لك: تبيعينا هذا الغلام؟ فقالت: قُل له: لا اُبيعك إلّا بأربع مائة نخلة مائتي نخلة منها صفراء، ومأتي نخلة منها حمراء، قال: فجئت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله فأخبرته، فقال: ما أهون ما سألتْ، ثمّ قال: قُم يا علي فاجمع هذا النوى كلّه، فأخذهُ وغرسهُ وقال‏۱ : اسقه فسقاه أمير المؤمنين عليه السلام، فما بلغ آخره حتّى خرج النخل ولحق بعضه بعضاً، فقال لي: ادخل فيها وقل لها: يقول لك محمّد بن عبد اللَّه: خُذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا، قال: فدخلتُ عليها وقلت ذلك، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت: واللَّه لا أبيعكه إلّا بأربعمائة نخلة كلّها صفراء. قال: [فهبط ]جبرئيل عليه السلام، فمسح جناحه على النخل، فصار كلّه أصفر [قال: ]ثمّ [قال لي: ]قُل لها: إنّ محمّداً يقول لكِ: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا، [قال:] فقلت لها [ذلك ]فقالت: واللَّه لنخلة من هذه أحبُّ إليَّ من محمّد ومنك، فقلت لها: واللَّه ليومٌ مع محمّد أحبُّ منك ومن كلّ شي‏ء [أنت‏] فيه. فأعتقني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسمّاني سلمان.
قال الصدوق‏رحمة اللَّه عليه: كان اسم سلمان روزبه بن خشبوذان، وما سجد قطّ لمطلع الشمس، وإنّما كان يسجد للَّه - عزّ وجلّ - وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقيّة، وكان أبواه يظنّان أنّه إنّما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم، وكان سلمان وصيّ وصيّ عيسى‏ عليه السلام في أداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصيّة من المعصومين وهو آبي عليه السلام، وقد ذكر قوم أنّ آبي هو أبو طالب، وإنّما اشتبه الأمر به؛ لأنّ أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر أوصياء عيسى‏ عليه السلام فقال: آبي، فضعفه الناس فقالوا أبى، ويقال له بردة أيضاً.۲

متن الحديث السابع والخمسين والأربعمائة

1.في المصدر: «فجمعه وأخذه فغرسه، ثمّ قال».

2.كمال الدين، ص ۱۶۱، ح ۲۱ و ذيله.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69456
صفحه از 568
پرینت  ارسال به