طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، وَوَاللَّهِ۱ لَقَدْ نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ : «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ» إِنَّمَا هِيَ طَاعَةُ الْإِمَامِ ، وَطَلَبُوا الْقِتَالَ ، فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ مَعَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، قالُوا : «رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ»۲نُجِبْ دَعْوَتَكَ ، وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ، أَرَادُوا تَأْخِيرَ ذلِكَ إِلَى الْقَائِمِ عليه السلام» .
شرح
السند ضعيف.
قوله: (واللَّه للذي صنعه الحسن بن عليّ عليهما السلام) من الصلح مع معاوية.
(كان خيراً لهذه الاُمّة ممّا طلعت عليه الشمس)؛ إذ به كانت نجاتهم من القتل، والاستئصال في زمن دولة الباطل، وبه بقاء دين الحقّ وأهله.
(وواللَّه لقد نزلت هذه الآية)؛ قال اللَّه - عزّ وجلّ - في سورة النساء: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» أي عن القتال مع الكفّار.
«وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ» واشتغلوا بهما وبما اُمرتم به من الطاعات. «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً».۳
قال البيضاوي في قوله تعالى: «لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ»: «استزادة في مدّة الكفّ عن القتال حذر الموت، ويحتمل أنّهم ما تفوّهوا به، ولكن قالوه في أنفسهم، فحكى اللَّه عنهم»۴ انتهى.
وقال اللَّه سبحانه في سورة إبراهيم عليه السلام: «وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ».۵
قال البيضاوي:
يعني يوم القيامة، أو يوم الموت؛ فإنّه أوّل أيّام عذابهم، وهو مفعول ثان ل «أنذر».