نبيّ اللَّه وخالصته أن يستعجل فيما علم أنّ اللَّه تعالى أمر بتأخيره.
(قال: فأمره) يعني جبرئيل عليه السلام بالخروج من القرية الظالمة أهلها.
(فتحمّل ومن معه إلّا امرأته).
التحمّل: الاحتمال، والنفر والتنقّل، أي ارتحل أو احتمل متاعه. والواو بمعنى «مع» لا للعطف؛ لأنّه يلزم على الأوّل العطف على الضمير المرفوع المتّصل من غير فصل ولا تأكيد، وعلى الثاني العطف على المحذوف.
قيل: فيه دلالة واضحة على أنّه عليه السلام لم يخرج معه امرأته، بل خلّفها مع قومها، وهذا أحد القولين للمفسّرين. وقيل: أخرجها وأمر أن لا يلتفت منهم أحد إلى وراءه، فلمّا سمعت في الطريق هدّة العذاب وصوت وقع الأرض التفتت إلى الخلف وقالت: يا قوماه، فأدركها حجر فقتلها.۱(قال: ثمّ اقتلعها) إلى آخره.
الاقتلاع: الاستلاب. ونباح الكلب - بالضمّ - : تصويته.
قال الزمخشري:
سجّيل: كلمة معرّبة «سنك كل» بدليل قوله: «حِجَارَةً مِنْ طِينٍ».۲ وقيل: هي من أسجله: إذا أرسله؛ لأنّها تُرسل على الظالمين. ويدلّ عليه قوله: «لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً». [و] قيل: ممّا كتب اللَّه أن يعذّب به من السجلّ وسجّل لفلان.۳
متن الحديث الخامس والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«وَاللَّهِ لَلَّذِي۴ صَنَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما السلام كَانَ خَيْراً لِهذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا
1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۶۲. ونسب الزمخشري كلا القولين إلى الرواية في الكشّاف، ج ۲، ص ۲۸۴.
2.الذاريات (۵۱): ۳۳.
3.الكشّاف، ج ۲، ص ۲۸۴ مع اختلاف يسير في اللفظ.
4.في بعض نسخ الكافي وشرح المازندراني ومرآة العقول: «الذي».