139
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (أربعة أملاك) كأنّه جمع ملك، كجمل وأجمال.
وقوله: (وهم معتمّون) من الاعتمام وهو لبس العمامة.
وقوله: (كان صاحب أضياف) جمع الضيف، أي يدعوهم إلى طعامه كثيراً ويكرمهم ويحبّهم.
وقوله: «نَكِرَهُمْ» بكسر الكاف، أي لم يعرفهم.
«وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً».
الإيجاس: إضمار الخيفة في النفس، من الوجس، وهو فزعة القلب.
ويفهم من هذا الخبر أنّ خوفه منهم لعدم علمه بكونهم ملائكة. وقيل: لأنّه لمّا رآهم شبّاناً أقوياء، وكان ينزل طرفاً من البلد، وكانوا يمتنعون من تناول طعامه، لم يأمن أن يكون ذلك لبلاء؛ وذلك أنّ أهل ذلك الزمان إذا أكل بعضهم طعام بعض أمِنَه صاحب الطعام على نفسه وماله.
وقيل: إنّه ظنّهم لصوصاً يريدون به سوء.
وقيل: علم أنّهم ملائكة، فخاف أن يكون نزولهم لعذاب قومه حتّى «قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ»۱ بالعذاب والإهلاك، لا على قومك.۲(فلمّا رأى ذلك) الإيجاس.
(جبرئيل عليه السلام، حسر العمامة عن وجهه وعن رأسه).
يقال: حسرت العمامة عن رأسي والثوب عن بدني - كنصرت وضربت - أي كشفتها.
(فعرفه إبراهيم عليه السلام، فقال: أنت هو؟ فقال: نعم).
وقال بعض المفسّرين: «إنّهم دعوا اللَّه فأحيى العجل الذي كان ذبحه إبراهيم عليه السلام وشواه فطفر ورعى، فعلم حينئذٍ أنّهم رسل اللَّه».۳

1.هود (۱۱): ۷۰.

2.نقل الأقوال في مجمع البيان، ج ۵، ص ۳۰۶ و ۳۰۷ مع اختلاف في اللفظ وتلخيص.

3.نقله الطبرسي رحمة اللَّه عليه في مجمع البيان، ج ۵، ص ۳۰۷ بعنوان «قيل».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
138

جَبْرَئِيلُ عليه السلام : هذِهِ ثَالِثَةٌ .
ثُمَّ دَخَلَ وَدَخَلُوا مَعَهُ ، فَلَمَّا رَأَتْهُمُ امْرَأَتُهُ رَأَتْ هَيْئَةً حَسَنَةً ، فَصَعِدَتْ فَوْقَ السَّطْحِ ، وَصَفَّقَتْ‏۱ فَلَمْ يَسْمَعُوا فَدَخَّنَتْ .
فَلَمَّا رَأَوُا الدُّخَانَ أَقْبَلُوا يُهْرَعُونَ إِلَى الْبَابِ ، فَنَزَلَتْ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَتْ : عِنْدَهُ قَوْمٌ مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُمْ هَيْئَةً ، فَجَاؤُوا إِلَى الْبَابِ لِيَدْخُلُوهَا۲ ، فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ قَامَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : يَا قَوْمِ اتَّقُوا اللَّهَ «وَلا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِى أَ لَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ» فَقَالَ : «هؤُلَاءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ»۳فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحَلَالِ ، فَقَالُوا : «لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ»۴ ، فَقالَ : «لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِى إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ»۵ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام : لَوْ يَعْلَمُ أَيُّ قُوَّةٍ لَهُ .
فَكَاثَرُوهُ حَتّى‏ دَخَلُوا الْبَيْتَ».
قَالَ : «فَصَاحَ بِهِمْ‏۶ جَبْرَئِيلُ : يَا لُوطُ ، دَعْهُمْ يَدْخُلُونَ ، فَلَمَّا دَخَلُوا أَهْوى‏ جَبْرَئِيلُ نَحْوَهُمْ بِإِصْبَعِهِ‏۷ ، فَذَهَبَتْ أَعْيُنُهُمْ، وَهُوَ قَوْلُهُ : «فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ»۸ .
ثُمَّ نَادى‏ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : «إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ»۹وَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : إِنَّا بُعِثْنَا فِي إِهْلَاكِهِمْ ، فَقَالَ : يَا جَبْرَئِيلُ عَجِّلْ ، فَقَالَ : «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»۱۰».
قَالَ : «فَأَمَرَهُ فَتَحَمَّلَ وَ مَنْ مَعَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ».
قَالَ : «ثُمَّ اقْتَلَعَهَا جَبْرَئِيلُ بِجَنَاحِهِ‏۱۱ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ، ثُمَّ رَفَعَهَا حَتّى‏ سَمِعَ أَهْلُ سَمَاءِ الدُّنْيَا نُبَاحَ الْكِلَابِ وَ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ ، ثُمَّ قَلَبَهَا وَأَمْطَرَ عَلَيْهَا وَعَلى‏ مَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ» .

1.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي. وفي الطبعة القديمة: «وصعدت». وفي الطبعة الجديدة: «وصفّقت».

2.في بعض نسخ الكافي: «ليدخلوا».

3.هود (۱۱): ۷۸.

4.هود (۱۱): ۷۹.

5.هود (۱۱): ۸۰.

6.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: «به».

7.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي والوافي. وفي كلتا الطبعتين: «بإصبعه نحوهم».

8.القمر (۵۴): ۳۷.

9.هود (۱۱): ۸۱.

10.في الطبعة القديمة: «بجناحيه».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69466
صفحه از 568
پرینت  ارسال به