شرح
السند مجهول.
قوله: (أربعة أملاك) كأنّه جمع ملك، كجمل وأجمال.
وقوله: (وهم معتمّون) من الاعتمام وهو لبس العمامة.
وقوله: (كان صاحب أضياف) جمع الضيف، أي يدعوهم إلى طعامه كثيراً ويكرمهم ويحبّهم.
وقوله: «نَكِرَهُمْ» بكسر الكاف، أي لم يعرفهم.
«وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً».
الإيجاس: إضمار الخيفة في النفس، من الوجس، وهو فزعة القلب.
ويفهم من هذا الخبر أنّ خوفه منهم لعدم علمه بكونهم ملائكة. وقيل: لأنّه لمّا رآهم شبّاناً أقوياء، وكان ينزل طرفاً من البلد، وكانوا يمتنعون من تناول طعامه، لم يأمن أن يكون ذلك لبلاء؛ وذلك أنّ أهل ذلك الزمان إذا أكل بعضهم طعام بعض أمِنَه صاحب الطعام على نفسه وماله.
وقيل: إنّه ظنّهم لصوصاً يريدون به سوء.
وقيل: علم أنّهم ملائكة، فخاف أن يكون نزولهم لعذاب قومه حتّى «قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ»۱ بالعذاب والإهلاك، لا على قومك.۲(فلمّا رأى ذلك) الإيجاس.
(جبرئيل عليه السلام، حسر العمامة عن وجهه وعن رأسه).
يقال: حسرت العمامة عن رأسي والثوب عن بدني - كنصرت وضربت - أي كشفتها.
(فعرفه إبراهيم عليه السلام، فقال: أنت هو؟ فقال: نعم).
وقال بعض المفسّرين: «إنّهم دعوا اللَّه فأحيى العجل الذي كان ذبحه إبراهيم عليه السلام وشواه فطفر ورعى، فعلم حينئذٍ أنّهم رسل اللَّه».۳