وقيل: بنو بكر بن زيد بن مناة.۱«أَوْ جَاءُوكُمْ» عطف على الصلة، أي الذين جاءوكم كافّين عن قتالكم وقتال قومهم، استثنى عن المأمور بأخذهم وقتلهم من ترك المحاربين، فلحق بالمعاهدين، وأتى الرسول وكفّ عن قتال الفريقين، أو على صفة قوم وكأنّه قيل: إلّا الذين يصلون إلى قوم معاهدين، أو قوم كافّين عن القتال لكم وعليم، والأوّل أظهر لقوله: «فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ».
«حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» حال بإضمار «قد»، ويدلّ عليه «أن». قرى: «حَصِرَةٌ صدورهم» و«حصرات». أو بيان ل «جاؤكم».
وقيل: صفة محذوف، أي جاؤوكم قوماً حصرت صدورهم، وهم بنو مدلج (جاؤوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله) غير مقاتلين، والحصر: الضيق، والانقباض.۲«أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ» أي عن أنْ، أو لإنْ، أو كراهة أن يقاتلوكم.
(قال: نزلت في بني مدلج) بضمّ الميم وكسر اللّام: قبيلة من كنانة.
وقد يترائى أنّ قوله: (إنّا قد حصرت صدورنا) يكون تفسيراً لقوله تعالى: «حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» فلا تغفل.
والحصر - بالتحريك - : ضيق الصدر، وفعله كعلم.
وقوله عليه السلام: (واعدهم) من المواعدة، وهي أن يعد بعضهم بعضاً.
وفي بعض النسخ: «وادعهم» من الموادعة، وهي المهادنة، والمصالحة.
وقوله: (ثمّ يدعوهم) يعني إلى الإسلام.
متن الحديث الرابع والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَهُوَ فَرْقَدٌ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْحَمَّارِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى بَعَثَ أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ فِي إِهْلَاكِ قَوْمِ لُوطٍ :