117
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(يأخذني على غير هذا الطريق) أي يدلّني على غير الطريق الذي كنت أردت سلوكه، ولعلّ غرضه صلى اللَّه عليه وآله من هذا أن لا يصادفه خالد.
(فاُتي برجلٍ من مزينة أو من جُهينة).
لعلّ الترديد من الراوي. و«مزينة» بضمّ الميم وفتح الزاء: قبيلة من مضر. و«جهينة» بالضمّ أيضاً: اسم قبيلة.
(قال) أبو عبد اللَّه عليه السلام: (فذكر له) أي ذكر ذلك الرجل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
(فأخذه معه) وسارَ به (حتّى انتهى إلى العقبة) التي كانت هناك، والعقبة - بالتحريك - : مرقى صعب في الجبال.
(فقال: من يصعدها) أي العقبة.
(حطّ اللَّه عنه) أي وضع ومحى‏ عنه ذنوبه.
(كما حطَّ اللَّه عن بني إسرائيل) أي عن طائفة منهم.
(فقال لهم:«ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ»).
قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ» يعني بيت المقدس. وقيل: أريحا، اُمروا به بعد التيه.۱«فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ». قيل: أي باب القرية أو القبّة التي كانوا يصلّون إليها، فإنّهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى‏ عليه السلام.
«سُجَّداً»: متطامنين مخبتين، أو ساجدين للَّه شكراً على إخراجكم من التيه.
«وَقُولُوا حِطَّةٌ» أي مسألتنا أو أمرك حطّة، وهي فعلة من الحطّ، كالجلسة.
وقيل: هي اسم من استحطّني وزره، أي سألني أن أحطّ عنه. وقيل: معناه: أمرنا حطّة، أي أن نحطّ في هذه القرية ونُقيم بها.۲«نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ» بسجودكم ودعائكم.
(فابتدرها) أي عاجل وأسرع إلى تلك العقبة.
(خيل) من (الأنصار).
الخيل - بالفتح - : الفرسان.

1.نقله البيضاوي في تفسيره، ج ۱، ص ۳۲۷ بعنوان «قيل».

2.اُنظر: تفسير البيضاوي، ج ۱، ص ۳۲۸.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
116

قَالَ : فَذَهَبَ بِأَبِي جَنْدَلٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْفَعُنِي إِلَيْهِ؟ قَالَ : وَلَمْ أَشْتَرِطْ لَكَ ، قَالَ : وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِأَبِي جَنْدَلٍ مَخْرَجاً» .

شرح‏

السند حسن.
قوله: (في غزوة الحديبيّة) بضمّ الحاء وفتح الدال.
قال الجزري: «فيه: ذكر الحديبيّة [كثيراً] وهي قرية قريبة من مكّة سمّيت باسم بئر هناك‏۱ ، وهي مخفّفة، وكثير من المحدِّثين يشدّدونها»۲ انتهى.
وقيل: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله محرماً بعمرة فصدّه المشركون، فصالحهم، ورجع ولم يدخل مكّة في ذلك العام، ودخلها في العام المقبل، وإنّما سمّيت هذه الرحلة غزوة مع أنّها كانت للعمرة لا للغزاء؛ لأنّها كانت في صورة الغزوة أو لقصدها على تقدير منع المشركين وعدم وقوع الصلح.۳(خرج في ذي القعدة) إلى قوله: (ولبسوا السلاح).
وذلك في سنة ستّ من الهجرة. وقيل: اتّفق ذلك في يوم الاثنين غرّة هذا الشهر، وساق معه الهدي، وأحرم بالعمرة من ذي الحليفة - كما قيل - ليأمن الناس من حربه، وليعلموا أنّه خرج زائراً.۴(قال: أبغوني رجلاً).
قال الفيروزآبادي: «بغيته أبغيه بُغاء وبُغاً وبُغيَةً - بضمّهنّ - وبغيته بالكسر: طلبته، كابتغيته. وأبغاه الشي‏ء: طلبه [له‏] كبغاه إيّاه كرماه، أو أعانه على طلبه».۵
وقال الجزري: «يُقال: أبغني كذا - بهمزة الوصل - أي اطلب لي، وابغني - بهمزة القطع - أي أعنّي على الطلب».۶

1.في المصدر: «فيها».

2.النهاية، ج ۱، ص ۳۴۹ (حدب).

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۲ مع اختلاف في اللفظ.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۲.

5.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۰۴ (بغى) مع التلخيص.

6.النهاية، ج ۱، ص ۱۴۳ (بغي).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69477
صفحه از 568
پرینت  ارسال به