قَالَ : فَذَهَبَ بِأَبِي جَنْدَلٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْفَعُنِي إِلَيْهِ؟ قَالَ : وَلَمْ أَشْتَرِطْ لَكَ ، قَالَ : وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِأَبِي جَنْدَلٍ مَخْرَجاً» .
شرح
السند حسن.
قوله: (في غزوة الحديبيّة) بضمّ الحاء وفتح الدال.
قال الجزري: «فيه: ذكر الحديبيّة [كثيراً] وهي قرية قريبة من مكّة سمّيت باسم بئر هناك۱ ، وهي مخفّفة، وكثير من المحدِّثين يشدّدونها»۲ انتهى.
وقيل: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله محرماً بعمرة فصدّه المشركون، فصالحهم، ورجع ولم يدخل مكّة في ذلك العام، ودخلها في العام المقبل، وإنّما سمّيت هذه الرحلة غزوة مع أنّها كانت للعمرة لا للغزاء؛ لأنّها كانت في صورة الغزوة أو لقصدها على تقدير منع المشركين وعدم وقوع الصلح.۳(خرج في ذي القعدة) إلى قوله: (ولبسوا السلاح).
وذلك في سنة ستّ من الهجرة. وقيل: اتّفق ذلك في يوم الاثنين غرّة هذا الشهر، وساق معه الهدي، وأحرم بالعمرة من ذي الحليفة - كما قيل - ليأمن الناس من حربه، وليعلموا أنّه خرج زائراً.۴(قال: أبغوني رجلاً).
قال الفيروزآبادي: «بغيته أبغيه بُغاء وبُغاً وبُغيَةً - بضمّهنّ - وبغيته بالكسر: طلبته، كابتغيته. وأبغاه الشيء: طلبه [له] كبغاه إيّاه كرماه، أو أعانه على طلبه».۵
وقال الجزري: «يُقال: أبغني كذا - بهمزة الوصل - أي اطلب لي، وابغني - بهمزة القطع - أي أعنّي على الطلب».۶
1.في المصدر: «فيها».
2.النهاية، ج ۱، ص ۳۴۹ (حدب).
3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۲ مع اختلاف في اللفظ.
4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۵۲.
5.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۰۴ (بغى) مع التلخيص.
6.النهاية، ج ۱، ص ۱۴۳ (بغي).