11
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

(فقال: اذكر حاجتك، فقلت: [هذا] النبيّ المبعوث فيكم) أي حاجتي لقاء النبيّ المبعوث فيكم، أو لقاؤه حاجتي، أو النبيّ المبعوث فيكم أين هو.
وأمّا كيفيّة إسلام سلمان، فقد روى الصدوق‏رحمة اللَّه عليه في كتاب الإكمال - بسند فيه إرسال - عن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: قلت: يابن رسول اللَّه، ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي؟
قال: «نعم‏۱ ، حدّثني أبي عليه السلام أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وسلمان الفارسي وأبا ذرّ وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان: يا أبا عبد اللَّه، ألا تخبرنا بمبدأ أمرك؟ فقال سلمان: واللَّه يا أمير المؤمنين، لو أنّ غيرك سألني ما أخبرته؛ أنا كنت رجلاً من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزاً على والديّ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيدٍ لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيهما رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ عيسى‏ روح اللَّه، وأنّ محمّداً حبيب اللَّه، فرصف حبّ‏۲ محمّد في لحمي ودمي فلم يهنئني طعام ولا شراب، فقالت لي اُمّي: يا بنيّ، ما لكَ اليوم لم تسجد لمطلع الشمس؟ قال: فكابرتها حتّى سكتت، فلمّا انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلّق في السقف، فقلت لاُمّي: ما هذا الكتاب؟ فقالت: يا روزبه، إنّ هذا كتاب لمّا رجعنا من عيدنا رأيناه معلّقاً، فلا تقرب ذلك المكان؛ فإنّك إن قربته قتلك أبوك. قال: فجاهدتها حتّى جنَّ الليل ونام أبي واُمّي، فقمتُ وأخذت الكتاب فإذا فيه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا عهد من اللَّه إلى آدم أنّه خلق من صلبه نبيّاً يُقال له محمّد، يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن عبادة الأوثان. يا روزبه، أنت وصيّ عيسى فآمن واترك المجوسيّة.
قال: فصعقت صعقةً وزادني شدّة، قال: فعلم أبي واُمّي بذلك، فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة وقالوا لي: إن رجعت [وإلّا] قتلناك، فقلت لهم: افعلوا بي ما شئتم، حبّ محمّد لا يذهب من صدري! قال سلمان: واللَّه‏۳ ما كنت أعرف العربيّة قبل قراءتي الكتاب، ولقد

1.في المصدر: - «نعم».

2.في المصدر: «فرسخ وصف محمّد» بدل «فرصف حبّ محمّد». والرصف: ضمّ الشي‏ء إلى الشي‏ء ونظمه، والرَّصيف: المحكم الرصين. اُنظر: لسان العرب، ج ۹، ص ۱۲۱ (رصف).

3.في المصدر: - «واللَّه».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
10

أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يَا أَبَا ذَرٍّ انْطَلِقْ إِلى‏ بِلَادِكَ ، فَإِنَّكَ تَجِدُ ابْنَ عَمٍّ لَكَ قَدْ مَاتَ ، وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ غَيْرُكَ ، فَخُذْ مَالَهُ ، وَأَقِمْ عِنْدَ أَهْلِكَ حَتّى‏ يَظْهَرَ أَمْرُنَا .
قَالَ : فَرَجَعَ أَبُو ذَرٍّ ، فَأَخَذَ۱ الْمَالَ ، وَأَقَامَ عِنْدَ أَهْلِهِ حَتّى‏ ظَهَرَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ».
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «هذَا حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ وَإِسْلَامِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَمَّا حَدِيثُ سَلْمَانَ ، فَقَدْ سَمِعْتَهُ» .
فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ سَلْمَانَ .
فَقَالَ : «قَدْ سَمِعْتَهُ» وَلَمْ يُحَدِّثْهُ لِسُوءِ أَدَبِهِ .

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (وأخطأ) يعني ذلك الرجل في قوله.
(إمّا إسلام سلمان فقد عرفته).
ادّعى علمه بكيفيّة إسلام سلمان، وهذا خطأ منه؛ لسوء الأدب، وقد حرم عن معرفة كيفيّة إسلامه، كما سيجي‏ء في آخر الحديث.۲(أنّ أبا ذرّ كان في بطن مرّ) بفتح الميم.
قال الفيروزآبادي: «بطن مرٍّ، ويُقال له: مرّ الظهران، موضع على مرحلة من مكّة».۳(فهشّ بعصاه على الذئب).
قال في القاموس: «هشّ الورق يهشّه ويهشّه: خبطه بعصا ليتحات».۴
وقال: «خبطه [يخبطه‏] : ضربه شديداً».۵(فقال لامرأته: هلمّي مزودي وإداوتي).
قال في القاموس: «المِزود، كمنبر: وعاء الزاد».۶
وقال: «الإداوة - بالكسر - : المطهرة»۷ .

1.في بعض نسخ الكافي: «وأخذ».

2.في حاشية النسخة: «الخبر - خ ل».

3.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۳۳ (مرر).

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۲۹۳ (هشش).

5.القاموس المحيط، ج ۲؛ ص ۳۵۶ (خبط).

6.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۲۹۳ (زود).

7.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۸ (أدو).

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 69663
صفحه از 568
پرینت  ارسال به