553
شرح فروع الکافي ج5

باب ما يقال عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام

ما ذكره قدس سره زيارة عامّة لجميع الأوقات، وقد وردت له عليه السلام زيارات متظافرة عامّة ومخصوصة بأوقات خاصّة ، ولنذكر هناك بعضا من الزيارات التيّ لها مزيّة عظيمة ، فمنها : زيارة عامّة رواها الشيخ في التهذيب عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام فتوضّأ واغتسل وامش على هنيتك ۱ ، وقل : اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذي أَكْرَمَني بِمَعْرِفَة رَسُولِ اللّه صلى الله عليه و آله ، وَمَنْ فَرَضَ طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ بِالْاءيمانِ ، واَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذي سَيّرَني في بِلادِهِ ، وحَمَلَني على دوابّه ، وطوى لي البعيد ، ودفعَ عنّي المكروه حتّى أَدْخَلَني حَرَمَ أَخي رَسُولِهِ ، فَأَرانيهِ في عافِيَةٍ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذي جَعَلَني مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ ، الحمدُ للّه ِ الذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتدي لولا أنْ هدانا اللّه ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَا اللّه ُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّا عَبْدُ اللّه ِ وَأَخْو رَسُولهِ عليهماالسلام . ثمّ تدنو من القبر وتقول :
السلامُ من اللّه والتسليمُ على محمّدٍ أَمينِ اللّه ِ عَلى رسالتهِ ، وَعَزائِمِ أَمْرِهِ ، ومعدن الوحي والتنزيل ، اَلْخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، والشاهِد على الخلق ، السِّراج المُنير ، والسلام عليه ورحمة اللّه وبركاته .
اللّهُمَّ صلِّ على محمّدٍ وأهل بيته المظلومين أفضل وأكمل وأرفع وأنفع وأشرف ما صلّيت على أنبياك وأصفيائك .
اَللّهُمَ صَلِّ عَلى أَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَأَخي رَسُولِكَ ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ ، اَلَّذي بعثته بعلمكَ ، وجعلته هاديا لمن شئتَ من خلقك، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّانِ الدّينِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّه ِ وَبَرَكاتُهُ .
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، اَلْقَوّامينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ ، اَلْمُطَهَّرينَ الَّذينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنصاراً لِدينِكَ ، وَحَفَظَةً على سِرِّكَ ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِكَ ، وَأَعْلاما لِعِبادِكَ ، وصلِّ عليهم جميعا ما استطعت، السلام على خالصة اللّه من خلقه ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ الَّذينَ قامُوا بِأَمْرِك ، وَآزَرُوا أَوْلِياءَ اللّه ِ ، وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللّه .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ حبيب اللّه ِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللّه ِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللّه ِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ ، السلام عليك يا عمود الدِّين ووارث علم الأوّلين والآخرين، وصاحب المقام والصراط المستقيم ، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، واتّبعت الرسول، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته ، ووفيت بعهد اللّه ، وجاهدت في اللّه حقّ جهاده، ونصحت للّه ولرسوله ، وجُدتَ بنفسك صابراً ، مجاهداً عن دين اللّه موفيا لرسوله ، طالبا لما عند اللّه ، راغبا فيما وعد اللّه من رضوانه ، مضيت للذي كنت عليه شاهداً وشهيداً ومشهوداً ، جزاك اللّه عن رسوله وعن الإسلام وعن أهله أفضل الجزاء، ولعن اللّه مَن قتلك ، ولعن اللّه من شايع على قتلك ، ولعن اللّه مَن خالفك، ولعن اللّه من افترى عليك وظلمك وغصبك، ۲ ومن بلغه ذلك فَرَضيَ به ، أنا إلى اللّه منهم بريء ، ولعن اللّه اُمّةً خالفتك ، واُمّة جحدت ولايتك، واُمّةً تظاهرت عليك ، واُمّةً قاتلتك ، واُمّةً خذلتك وخذَّلت عنك ، الحمد للّه الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود ، اللّهمَّ العن اُمّةً قتلت أنبياءك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك ، وأصلِهم حرَّ نارك، والعن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللّات والعزّى والجبت والطاغوت، وكلّ ندٍّ يدعى من دون اللّه ، وكلّ محدث مفترٍ ، اللّهمَّ العنهم وأشياعهم وأتباعهم ومحبيهم وأولياءهم وأعوانهم ومحبّيهم لعنا كثيراً ، [ اللهمّ العن قتلة الحسين ثلاثا اللهمّ عذّبهم عذابا لا تعذّبه أحدا من العالمين، وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا وُلاة ] أمرك] ، وأعد لهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك.
أللهمّ وأدخِل على قتلة أنصار رَسولك وأنصار أمير المؤمنين، وعلى قتلة الحسين وأنصارِ الحسين وقتلة مَن قُتل فِي ولاية آل محمّد عليهم السلام أجمعين عذابا مضاعفا في أسفلِ درك الجحيم لا يُخفَّف عَنهم وهم فيه مُبلسون، ملعونون ناكسوا رؤوسهم قدعاينوا الندامة والخزي الطويل بقتلهم عترة نبيّك ورسولك وأتباعهم من عبادك الصالحين.
أللهمّ العنهم في مستسرّ السرّ وظاهر العلانية وسمائك وأرضك. اللهمّ اجعل لي لسان] صدقٍ في أوليائك وحبّب إليَّ مشاهدهم حتّى تلحقني بهم ، وتجعلني لهم تبعا في الدّنيا والآخرة يا أرحم الراحمين .
واجلس عند رأسه عليه السلام وقل :
سلامُ اللّه وسلام ملائكته المقرّبين والمسلمين بقلوبهم والناطقين بفضلك والشاهدين على أنّك صادقٌ صدِّيق عليك يا مولاي ، صلّى اللّه على روحك وبدنك، طهرٍ طاهرٍ مطهّرٍ من طهرٍ طاهرٍ مطهّر ، أشهدُ لك يا وليّ اللّه ووليّ رسوله بالإبلاغ ۳ والأداء، وأشهد أنّك حبيب اللّه ، وأنّك باب اللّه ، وأنّك وجه اللّه الذي منه يؤتى ، وأنّك سبيل اللّه ، وأنّك عبدُ اللّه ، وأنّك أخو رسوله ، أتيتُكَ وافداً لعظيم حالك ومنزلتك عند اللّه ، وعند رسوله ، متقرِّبا إلى اللّه بزيارتك ، طالبا خلاص رقبتي ، متعوِّذاً بك من نار استحققتها بما جنيت على نفسي ، أتيتُك انقطاعا إليك وإلى ولدك الخلف من بعدك على تزكية الحقّ ، فقلبي لكم مسلّم، وأمري لكم متّبعٌ ، ونصرتي لكم مُعدّةٌ ، أنا عبد اللّه ومولاك، وفي طاعتك الوافد إليك ، ألتمسُ بذلك كمال المنزلة عند اللّه وأنت ممّن أمرني اللّه بصلته، وحثّني على برّه ، ودلّني على فضله ، وهداني لحبّه ورغّبني في الوفادة إليه، وألهمني طلب الحوائج من عنده ، أنتم أهل بيت سَعِدَ مَن تولّاكم ، ولا يخيب مَن أتاكم، ولا يخسر من يهواكم ، ولا يسعد مَن عاداكم ، لا أجدُ أحداً أفزعُ إليه خيراً لي منكم ، أنتم أهلُ بيت الرحمة ، ودعائم الدِّين ، وأركان الأرض، والشجرة الطيّبة .
اللّهمَّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك وآل رسولك ، ولا تردّ استشفاعي بهم إليك ، اللّهمَّ أنتَ مننتَ عليَّ بزيارة مولاي أمير المؤمنين وولايته ومعرفته، فاجعلني ممّن ينصره وممّن ينتصر به، ومُنَّ عليَّ بنصري لدينك في الدُّنيا والآخرة ، اللّهمَّ إنّي أحيا على ما حيي عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأموت على ما مات عليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام . ۴
ومنها: زيارة يوم الغدير، روى الشيخ قدس سره في المصباح:
السلام على رسول اللّه ، السلام على أمين اللّه على وحيه وعزائم أمره ، والخاتِم لما سبق والفاتح لما استُقْبل ، والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة اللّه وبركاته. السلام على أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول اللّه وخليفته والقائم بالأمر مِنْ بعده سيّد الوصيّين ورحمة اللّه وبركاته.
السلام على فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله سيّدة نساء العالمين.
السلام على الحسن والحسين سيّدَىْ شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين.
السلام على الأئمّة الراشدين ، السلام على الأنبياء والمرسلين ، السلام على الملائكة المقرّبين ، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين.
ثمّ امشِ حتّى تقف على القبر وتستقبله بوجهك ، وتجعل القبلة بين كتفيك وتقول:
السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، السلام عليك يا وليّ اللّه ، السلام عليك يا صفوة اللّه ، السلام عليك يا حبيب اللّه ، السلام عليك يا عمود الدين ، السلام عليك يا وصيّ رسول اللّه وخاتم النبيّين ، السلام عليك يا سيّد الوصيّين ، السلام عليك يا حجّة اللّه على الخلق أجمعين . السلام عليك أيّها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وعنه مسؤولون ، السلام عليك أيّها الصدّيق الأكبر ، السلام عليك أيّها الفاروق الأعظم ، السلام عليك يا أمين اللّه ، السلام عليك يا خليل اللّه وموضع سرّه وعَيبة علمه وخازن وحيه ، بأبي أنت واُمّي يا مولاي يا أميرالمؤمنين ، يا حجّة الخصام ، بأبي أنت وأمّي يا باب المقام. أشهد أنّك حبيب اللّه وخاصّة اللّه وخالصته ، أشهد أنّك عمود الدّين ووارث علم الأوّلين والآخِرين وصاحب المَيْسم والصراط المستقيم.
أشهد أنّك قد بَلَّغت عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما استُودِعْتَ ، وحَلَّلْتَ حلاله وحَرَّمْتَ حرامه وأقمت أحكام اللّه ولم تتعدَّ حدود اللّه ، وعبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين.
أشهد أنّك أقمت الصلاة، وآتيتَ الزكاةَ، وأمرت بالمعروف، ونهيتَ عن المنكر، واتّبعتَ الرسول، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته، وجاهدت في اللّه حقّ جهاده، ونصحت للّه ولرسوله، وَجُدْتَ بنفسك صابرا محتسبا، وعن دين اللّه مجاهدا، ولرسوله صلى الله عليه و آله موقيا، ولما عند اللّه طالبا، وفيما وعد راغبا ، ومضيت للّذي كنتَ عليه شهيدا وشاهدا ومشهودا ، فجزاك اللّه عن رسوله صلى الله عليه و آله وعن الإسلام وأهله أفضل الجزاء. لعن اللّه من ظلمك، ولعن اللّه من افترى عليك وغصبك ، ولعن اللّه من قتلك، ولعن اللّه من بايع على قتلك، ولعن اللّه من بلغه ذلك فَرَضِيَ به ، إنّا إلى اللّه منهم بُرآءٌ .
لعن اللّه اُمّةً خالفتك، واُمّة جَحَدَتْ ولايتك، واُمّةً تَظاهَرَتْ عليك، واُمّةً قتلتك ، واُمّةً حادَتْ عنك واُمّةً خذلتك .
اللّهُمَّ الْعَنْ الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللّاتَ والعُزّى وكلَّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دونك وكلَّ ملحدٍ مفترٍ.
الحمدللّه الذي جعل النار مثواهم وبئس الوِردُ المَوْرُود ، اللّهمَّ العَنْ قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لَعْناتك وأصْلِهِم حرَّ نارك .
اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ وأشياعَهِم وأتباعَهم وأولياءهم أعوانهم ومحبّيهم لَعْنا كثيرا لا انقطاع له ولا أجَلَ .
أللّهُمَّ إنّي أبرأُ إليك من جميع أعدائك وأسألك أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد وأن تجعل لي لسان صدق في أوليائك وتحبَّبْ إليَّ مَشاهدَهُمْ حتّى تُلحقني بهم ، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين .
ثُمَّ تَحَوَّلْ إلى عند رأسه صلى الله عليه و آله ، فقل :
سلام اللّه وسلام ملائكته المقرّبين والمسلّمين لك بقلوبهم والناطقين بفضلك والشاهدين على أنّك صادقٌ صدّيقٌ ، عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، صلّى اللّه عليك وعلى روحك وبدنك ، وأشهد أنّك طُهْرٌ طاهرٌ مُطَهَّرٌ .
وأشهد لك يا وليَّ اللّه ووليَّ رسوله بالبلاغ والأداء .
وأشهد أنّك جَنْبُ اللّه وأنّك وجه اللّه الّذي يُؤتى منه وأنك سبيل اللّه وأنّك عبداللّه وأخو رسوله .
أتيتك متقرّبا إلى اللّه بزيارتك في خلاص نفسي ، متعوّذا من نار استَحَقَّها مثلي بما جنيتُ على نفسي .
أتيتك انقطاعا إليك وإلى وليّك الخَلَف مِنْ بعدك على الحقّ ، فقلبي لك مسلّمٌ ، وأمري لك مُتَّبِـعٌ ، ونصرتي لك معدَّةٌ ، وأنا عبداللّه ومولاك في طاعتك الوافدُ إليك ، ألتَمِسُ بذلك كمال المنزلة عند اللّه ، وأنت يا مولاي مَنْ أمرني اللّه بصلته ، وحثّني على برّه ، ودلّني على فضله ، وهداني لحبّه ، ورغّبني في الوفادة إليه ، وألهمني طلب الحوائج عنده .
أنتم أهل بيت يَسْعَدُ من تولّاكم ، ولا يخيب مَنْ يهواكم، ولا يَسْعَدُ من عاداكم ، ولا أجد أحدا أفزَعُ إليه خيرا لي منكم ، أنتم أهل بيت الرحمة ودعائم الدين وأركان الأرض والشجرة الطيّبة .
أللّهُمَّ لا تُخَيِّبْ توجّهي إليك برسولك وآل رسولك واستشفاعي بهم إليك ، أنت مننتَ عَلَيَّ بزيارة مولاي أميرالمؤمنين وولايته ومعرفته ، فاجعلني ممّن ينصره وينتصر به ، ومُنَّ عَلَيَّ بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة .
أللّهُمَّ إنّي أحيِى على ما حَيِيَ عليه مولاي عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأموت على ما مات عليه.
ثمّ انكبَّ على القبر وقبّله وضَعْ خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر ، ثمّ انفتلْ إلى القبله وتَوَجَّهْ إليها وأنت في مقامك عند الرأس ، فصلِّ ركعتين : تقرأ في الاُولى منهما فاتحة الكتاب وسورة الرحمن ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة يس ، ثمّ تشهّدْ وتسلّمْ ، فإذا سلّمت فسبّحْ تسبيح الزهراء عليهاالسلام وادعُ .
ثمّ اسجد للّه شكرا وقل في سجودك :
أللّهُمَّ إليك توجّهت ، وبك اعتصمت ، وعليك توكّلت ، أللّهمَّ أنت ثقتي ورجائي ، فاكفني ما أهمّني وما لا يهمّني وما أنت أعلم به منّي ، عزّ جارك ، وجلّ ثناؤك ، ولا إله غيرك ، صلّ على محمّد وقرّب فرجهم .
ثمّ ضعْ خدّك الأيمن على الأرض وقلْ : إرحمْ ذُلّي بين يديك وتضرّعي إليك ووحشتي من العالم واُنسي بك يا كريم (ثلاثا).
ثمَّ ضعْ خدّك الأيسر على الأرض وقل : لا إله إلّا أنت ربّي حقّا حقّا ، سجدتُ لك يا ربّ تعبّدا ورقّا ، أللّهمَّ إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم (ثلاثا).
ثمَّ عُدْ إلى السجود وقل : شكرا شكرا (مائة مرّةً) .
فتقوم فتصلَّي أربع ركعات تقرأ فيها بمثل ما قرأت به في الركعتين ويجزيك أن تقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر ، وسورة الإخلاص ، ويُجزَيك إذا عدلت عن ذلك ما تيسّر لك من القرآن تكمل بالأربع ستّ ركعات : الركعتان الاُوّلتان منها لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام ، والأربع لزيارة آدم و نوح عليهماالسلام ، ثمّ تُسبِّحُ تسبيح الزهراء عليهاالسلاموتستغفر لذنبك وتدعوا بما بَدا لك .
وتحوّل إلى الرجلين فتقف وتقول : السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، أنت أوّل مظلوم وأوّل مغصوب حقُّه ، صبرت واحتسبتَ حتّى أتاك اليقين ، أشهد أنك لقيت اللّه وأنت شهيد ، عذّب اللّه ُ قاتلك بأنواع العذاب ، جئتك زائرا عارفا بحقّك ، مستبصرا بشأنك ، معاديا لأعدائك ، ألقى اللّه على ذلك ربّي إن شاء اللّه ، ولي ذنوب كثيرة فاشفعْ لي عند ربّك، فإنّ لك عند اللّه مقاما معلوما وجاها واسعا وشفاعة ، وقد قال اللّه : «وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَا لِمَنِ ارْتَضَى وَ هُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ» ، صلّى اللّه عليك وعلى روحك وبدنك ، وعلى الأئمّة من ذرّيتك صلاة لايُحصيها إلّا هو ، وعليكم أفضل السلام ورحمة اللّه وبركاته . ۵
ثمّ صلِّ لكلّ منهما ركعتين، وقل بعد كلّ ركعتين ما سنذكره عقيب زيارة عاشوراء .
ثمّ تحوّل إلى عند رجلي أمير المؤمنين عليه السلام وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، أنت أوّل مظلوم وأوّل مغصوب حقّه ، صبرت واحتسبت حتّى أتاك اليقين ، أشهد أنّك لقيت اللّه وأنت شهيد ، عذَّب اللّه من قاتلك بأنواع العذاب ، جئتك زائراً ، عارفا بحقّك ، مستبصراً بشأنك ، معاديا لأعدائك ، مواليا لأوليائك ، ألقى على ذلك ربّي إن شاء اللّه ولي ذنوب كثيرة، فاشفع لي عند ربّك، فإنّ لك عند ربّك مقاما محموداً معلوما، وجاها واسعا وشفاعة، وقد قال اللّه تعالى : «وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ»۶ ، صلّى اللّه عليك وعلى روحك وبدنك وعلى الأئمّة من ذرّيّتك صلاةً لا يحصيها إلّا هو، وعليكم أفضل الصلاة والسلام ورحمة اللّه وبركاته ».
وعن الصادق عليه السلام : «مضى أبي عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام فانكبّ عليه وبكى وقال :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمينَ اللّه ِ فى أَرْضِهِ ، وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِى اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى دَعاكَ اللّه ُ إِلى جِوارِهِ ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ ، وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ . اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، راضِيةً بِقَضائِكَ ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ ، مَحْبُوبَةً في أَرْضِكَ وَسَمائِك ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ ، شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ ، مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ ، مُتَزَوِّدةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزائِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ ، مُفارِقَةً لِأَخْلاقِ أَعْدائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ .
ثمّ وضع خدّه على قبره وقال :
اَللّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ ، وَأَعْلامُ الْقاصِدينَ إِلَيْكَ واضِحَةٌ ، وَأَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ ، وَأَصْواتَ الدّاعينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ ، وَأَبْوابَ الْاءِجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ ، وَالْاءِغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ ، وَالْاءِعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ ، وَأَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ ، وَأَرْزاقَكَ إِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ ، وَعَوائِدَ الْمَزيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ ، وَجَوائِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ ، وَعَوائِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ ، وَمَوائِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ ، وَمَناهِلَ الظِّماءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ .
اَللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائي ، وَاقْبَلْ ثَنائي ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أَوْلِيائي ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِىٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائي ، وَمُنْتَهى مُنايَ ، وَغايَةُ رَجائي في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ .
فإذا أردت وداعه فقف على القبر كوقوفك في ابتداء زيارتك، وقل :
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، أَسْتَوْدِعُكَ اللّه َ وَأَسْتَرْعيكَ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ ، آمَنّا بِاللّه ِ وَبِالرُّسُلِ وَبِما جاءَتْ بِهِ ، وَدَعَتْ إِلَيْهِ ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ ، اللّهمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ . اَللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي إِيّاهُ ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ فَإِنّي أَشْهَدُ في مَماتي عَلى ما شَهِدْتُ عَلَيْهِ في حَياتي ، أَشْهَدُ أَنَّ أَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِيّا ، وَالْحَسَنَ ، وَالْحُسَيْنَ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلَيٍّ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ أَئِمَّتي ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْهِمْ فى أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا أَعْداءٌ ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَآءُ ، وَأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللّه ِ ، وَالْمَلائِكَةِ ، وَالنّاسِ أَجْمَعينَ ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ ، وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلُهُمْ .
اَللّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَعَلِيٍّ ، وَفاطِمَةَ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ ، وَعَلِيٍّ ، وَمُحَمَّدٍ ، وَجَعْفَرٍ ، وَمُوسى ، وَعَلِيٍّ ، وَمُحَمَّدٍ ، وَعَلِيٍّ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُجَّةِ ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْني مَعَ هؤُلاءِ الْمُسَمَّيْنَ الْأَئِمَّةِ . اَللّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنا لَهُمْ بِالطّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالْمَحَبَّةِ وحُسْنِ الْمُؤازَرَةِ وَالتَّسْليمِ ».

1.أي على رسلك.

2.في الهامش: «غصب حقّك خ ل».

3.في المصدر: «بالبلاغ».

4.تهذيب الأحكام، ج ۶ ، ص ۲۵ ۲۸، ح ۵۳ .

5.مصباح المتهجّد، ص ۷۴۱ ۷۴۶.

6.الأنبياء (۲۱) : ۲۸ .


شرح فروع الکافي ج5
552
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 172067
صفحه از 856
پرینت  ارسال به