395
شرح فروع الکافي ج5

باب أدنى ما يجزي من الهدي

الهدي ما يهدى إلى الحرم من النِّعم ، والهَديّ على فعيل مثله، وقد قرئ في قوله تعالى : «حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ»۱ بالتخفيف والتشديد معا ، والواحدة هديه وهَديّةٍ. ۲
ويجب أن يكون الهدي من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم ، قال اللّه تعالى : «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللّه ِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ»۳ ، وهذا ممّا لا خلاف فيه بين أهل العلم، وإنّما اختلفوا في الأفضل منها ، فالمشهور بين الأصحاب أنّه الإبل، ثمّ البقر، ثمّ الغنم . ۴
واحتجّوا عليه بصحيحة زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام في المتمتّع، قال : «وعليه الهدي »، فقلت : وما الهدي؟ فقال : «أفضله بدنة، وأوسطه بقرة، وأخسّه شاة»، ۵ ولأن ما كان أكثر لحما كان أنفع للفقراء .
وفي المنتهى: «ولذلك أجزأت البدنة مكان سبعة من الغنم ». ۶
ولما كان طيب اللحم في الغنم أنفع من كثرته مال طاب ثراه إلى تفصيل، فقال : «الإبل أفضل عند من اعتاد أكل لحمها، والشاة عند غيره، حيث نفي عنه البُعد ».
أقول : وهو قويّ، لما رواه عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «الكبش أفضل من الجزور ». ۷ وبذلك يجمع بينه وبين الصحيحة المتقدّمة .
وحكى طاب ثراه عن محيي الدِّين البغوي أنّه قال : أفضل النِّعم عندنا الغنم، لما ورد أنّه عليه السلام ذبح كبشين، ولأنّ الكبش نزل فداء للذبيح عليه السلام . ۸
واختلف في الذي يليه فقيل البقر ، وقيل الإبل ، وعن بعضهم، أنّ أفضلها الإبل معلّلاً بما ذكر من أنّها أكثر لحما وأعمّ نفعا ، ۹ وردّه بما عرفت .

1.البقرة (۲): ۱۹۶.

2.صحاح اللغة، ج ۶ ، ص ۲۵۳۳ (هدي).

3.الحج (۲۲) : ۲۸ .

4.الخلاف، ج ۶ ، ص ۴۳، المسألة ۴؛ تذكرة الفقهاء، ج ۸ ، ص ۲۵۸، المسألة ۵۹۶ ؛ الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۴۴۷، الدرس ۱۱۳.

5.تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۳۶، ح ۱۰۷؛ وسائل الشيعة، ج ۱۱، ص ۲۵۵، ح ۱۴۷۲۷؛ وج ۱۴، ص ۱۰۱، ح ۱۸۶۹۹.

6.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۷۴۰.

7.الكافي، باب ما يستحبّ من الهدي وما يجوز منه وما لا يجوز، ح ۸ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۱۱۰، ح ۱۸۷۳۵، وفيهما: «الكبش في أرضكم أفضل من الجزور».

8.اُنظر: الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة، ج ۳، ص ۵۳۳ ؛ الإنصاف للمرداوي، ج ۴، ص ۷۴؛ المغني لعبد اللّه بن قدامة، ج ۱۱، ص ۹۸.

9.اُنظر: المجموع للنووي، ج ۸ ، ص ۳۹۸.


شرح فروع الکافي ج5
394
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 172026
صفحه از 856
پرینت  ارسال به