باب تقديم الطواف للمفرد
المشهور بين الأصحاب جواز تقديم طواف الزيارة والسعي للمفرد والقارن ولو اختياراً؛ لما رواه المصنّف في الباب ، وما رواه البزنطيّ، عن عبد الكريم، عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «إن كنت أحرمت بالمتعة فقدّمت يوم التروية فلا متعة لك، فاجعلها حجّة مفردة تطوف بالبيت ،وتسعى بين الصفا والمروة، ثمّ تخرج إلى منى ولا هدي عليك ». ۱
وأمّا طواف النساء فإنّما يجوز لهما أيضا تقديمه مع العذر كالمتمتّع؛ لموثّق إسحاق . ۲
ومنع ابن إدريس تقديم الطواف لهما مطلقا، سواء كان طواف الزيارة أو طواف النساء ، والظاهر أنّه إنّما منع ذلك اختياراً فقد قال : «القارن والمفرد حكمهما حكم المتمتّع، فإنّه لا يجوز لهما تقديم الطواف قبل الموقفين ، وكذا لا يجوز تقديم طواف النساء إلّا مع الضرورة ». ۳
وفي المنتهى:
«واحتجّ ابن إدريس على وجوب الترتيب بالإجماع . وجوابه أنّه ممنوع مع وجود الخلاف .
على أنّ شيخنا رحمه اللهقد ادّعى إجماع الطائفة على جواز التقديم، ۴ فكيف يصحّ له حينئذ دعوى الإجماع على خلافه والشيخ أعرف بمواضع الخلاف والوفاق. ۵
ومع التقديم يجدّد التلبية بعد ركعتي الطواف وجوبا أو ندبا، وهل ينقلب إحرامه بالحجّ عمرة مفردة أم لا؟ قد مضى القول فيهما في باب الإفراد، فليرجع إليه .
وقد نسب فيه القول بالمنع مطلقا إلى جمهور العامّة كافّة ، ۶ والأظهر الجواز .
قوله : (عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته ) .[ ح 3 / 7727] كذا في بعض النسخ، وفي بعض النسخ المصحّحة: عن زرارة، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، وهو المطابق لنسخ التهذيب ، ۷ والمراد بالاُمّ في قوله : «فإذا هو أخو عليّ بن الحسين لاُمّه» اُمّ ولد أبيه المربّية له عليه السلام وكان عليه السلام يسمّيها اُمّا ، واشتهرت بذلك الاسم . ۸
1.رواه المحقّق في المعتبر، ج ۲، ص ۷۹۴؛ والعلّامة في مختلف الشيعة، ج ۴، ص ۳۹. ولم أعثر عليه في الكتب الروائيّة.
2.الحديث الأوّل من الباب السابق من الكافي.
3.السرائر، ج ۱، ص ۵۷۵ ۵۷۶ .
4.الخلاف، ج ۲، ص ۳۵۰ ۳۵۱، المسألة ۱۷۵.
5.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۷۰۹.
6.نفس المصدر. اُنظر: تذكرة الفقهاء، ج ۸ ، ص ۱۴۴ ۱۴۵.
7.تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۴۵، ح ۱۳۶، و ص ۴۷۷ ـ ۴۷۸، ح ۱۶۸۸؛ وسائل الشيعة، ج ۱۱، ص ۲۸۳، ح ۱۴۸۱۰.
8.قال الفيض في الوافي، ج ۱۴، ص ۱۲۴۷ ۱۲۴۸: قد ثبت أنّ اُمّ عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليها كانت بكرا حين تزوّجها الحسين عليه السلام ، ولم تنكح بعده، بل ماتت نفساء بعلي بن الحسين عليهماالسلام، إلّا أنّه كانت للحسين عليه السلام اُمّ ولد قد ربّت علي بن الحسين عليهماالسلام واشتهرت بأنّها اُمّه؛ إذ لم يعرف اُمّا غيرها، فتزوّجت بعد الحسين وولدت هذا الرجل، فاشتهر بأنّه أخوه لاُمّه. انتهى.
أقول: ورد في ترجمة عبد الرحمن بن حبيب بن أردك المدني أنّه أخو عليّ بن الحسين لاُمّه، اُنظر: تهذيب الكمال، ج ۱۷، ص ۵۲ ، الرقم ۳۷۹۲؛ وج ۲۰، ص ۳۸۶، ترجمة عليّ بن الحسين برقم ۴۰۵۰؛ تاريخ مدينة دمشق، ج ۴۱، ص ۳۶۹، ترجمة عليّ بن الحسين (۴۸۷۵)؛ تهذيب التهذيب، ج ۶ ، ص ۱۴۵، الرقم ۳۲۶. هذا، وفي المعارف لابن قتيبة، ص ۲۱۵: عبد اللّه بن زبيد أخو عليّ بن الحسين لاُمّه.