باب علاج الحائض
تدلّ أخبار الباب وبعض ما يأتي في الباب الذي بعده [ على ]استحباب استعلاج الحائض والدّعاء لانقطاع دمها إذا خافت فوات الحجّ لو صبرت إلى انقضاء الحيض على عادتها ، وكذا إذا خافت فوات زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله بالمسجد ، وصرّح به العلماء الأخيار رضي اللّه عنهم .
باب الإحرام يوم التروية
يعني أنّ المستحبّ الإحرام للحجّ يوم التروية، ويجوز تقديمه في أشهر الحجّ، وإنّما حملناه على الاستحباب لما قد سبق من قوله عليه السلام : «وأمّا نحن فنحرم للحجّ أوّل ذي الحجّة ». ۱
وفي المنتهى : «ولا خلاف في أنّه لو أحرم المتمتّع والمكّي قبل ذلك في أيّام الحجّ فإنّه يجزيه ». ۲
وحكى فيه عن العامّة أنّ لهم في وقت الإحرام بالحجّ للمكّي قولين : يوم التروية، وهلال ذي الحجّة، وكأنّهم قالوا بذينك القولين في وقت استحبابه لا الوجوب ، فقد نسب طاب ثراه استحبابه يوم التروية إلى أكثرهم ، ۳ وعن بعضهم: أنّه يستحبّ للمكّي أن يحرم للحجّ من أوّل ذي الحجّة؛ ۴ ليدخل عليه شعث الحاجّ كما يدخل على غيره .
قوله في حسنة الحلبيّ : (وقد أزمع بالحجّ ) . [ ح 3 / 7709] الظاهر أنّ الباء في قوله بالحجّ بمعنى على أو لتأكيد التعدية، فإنّ أزمع إنّما يتعدّى بنفسه أو بعلى ، ففي القاموس : «أزمعت الأمر وعليه: أجمعته ». ۵ وحكى الجوهريّ عن الفرّاء أنّه قال : «أزمعته وأزمعت عليه بمعنى مثل أجمعته وأجمعت عليه ». ۶
قوله في خبر زرارة : (قال إذا جعلت شعب دُبّ عن۷يمينك والعقبة عن يسارك فلبِّ ) .] ح 6 / 7712] ظاهره التلبية العاقدة للإحرام ، وحمل في المشهور على الجهر بها، والشِعب: الطريق في الجبل. ۸ والدرب: الزقاق . ۹
وفي النهاية : «وقيل: هو بفتح الراء للنافذ منه، وبالسكون لغير النافذ ». ۱۰
1.لم أعثر عليه بهذه العبارة، نعم تقدّم بلفظ: «أمّا نحن فإذا رأينا هلال ذي الحجّة قبل أن نحرم فاتتنا المتعة». وسائل الشيعة، ج ۱۱، ص ۲۹۹، ح ۱۴۸۵۸.
2.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۷۱۴.
3.اُنظر: المجموع للنووي، ج ۷، ص ۱۸۱؛ بدائع الصنائع، ج ۲، ص ۱۵۰؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة، ج ۳، ص ۴۲۱؛ المغني لعبد اللّه بن قدامة، ج ۳، ص ۴۲۱.
4.المجموع للنووي، ج ۷، ص ۱۸۱؛ شرح صحيح مسلم، ج ۸ ، ص ۹۶ و ۱۶۲.
5.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۳۵ (زمع).
6.صحاح اللغة، ج ۳، ص ۱۲۲۶ (زمع).
7.في الكافي المطبوع: «على».
8.صحاح اللغة، ج ۱، ص ۱۵۶ (شعب).
9.لم أعثر على هذا المعنى.
10.النهاية، ج ۲، ص ۱۱۱ (درب).