باب الوقوف على الصفا والدّعاء
استحبابهما مجمعٌ عليه ، وكذا إطالتهما بقدر قراءة سورة البقرة ، وكفاك في ذلك ما رواه المصنّف في الباب .
واعلم أنّه يفهم من حسنة معاوية بن عمّار ۱ توقّف رؤية البيت على الصعود إلى الصفا، وهو المستفاد من كلام بعض علماء الفريقين أيضا ، ففي تعليقات المحقّق الشيخ عليّ قدس سره على الإرشاد : «ويستحبّ الصعود على الصفا بحيث يرى البيت ». ۲
وفي المسالك : «والمستحبّ الصعود على الصفا بحيث يرى البيت ، وذلك يحصل بالدرجة الرابعة ». ۳
وفي الوجيز : ورقى في الصفا مقدار قامة حتّى يقع بصره على الكعبة .
وفي العزيز : ويرقى على الصفا بقدر قامة رجل حتّى يتراءى له البيت ويقع بصره عليه ». ۴
وظنّ أنّه ليس كذلك، بل يتراءى من غير صعود، وإن لم أجزم الآن بذلك لبُعد عهدي عنه .
ويدلّ عليه أيضا صحيحة عبد الرحمن بن الحجّاج، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن النساء يطفن على الدواب، أيجزيهنّ أن يقفن تحت الصفا والمروة؟ فقال : «نعم بحيث يرين البيت ». ۵
ولعلّ المراد في هذه الحسنة الترقّي إليه بحيث يرى الحجر الأسود، فإنّ رؤيته متوقّفة عليه جزما ، ويشعر بذلك قوله عليه السلام : «وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود»، واستقباله مستحبّ أيضا على ما هو صريح الأصحاب والأخبار .
وقد ورد في هذه الحسنة الأمر بالخروج من الباب الذي خرج منه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو الباب المقابل للحجر، وقد دخل في المسجد لكنّه معلم بإسطوانتين، فليخرج من بينهما، والأفضل أن يخرج من الباب الموازي لهما أيضا، على ما صرّح به جماعة من الأصحاب .
ومثلها خبر عبد الحميد، ۶ والأمر فيهما للاستحباب إجماعا .
قال طاب ثراه: «والمراد بالأحزاب الذين تحزّبوا من الكفّار عام الخندق، وهو سنة ستّ أو خمس ». انتهى، ويحتمل الأعمّ .
قوله : (عن عبد الحميد بن سعيد ) إلخ .] ح 4 / 7622] في بعض النسخ عبد الحميد بن سعد ، والأوّل مطابق لما قاله النجاشيّ، ۷ والثاني محكي عن البرقي، ۸ وهو مجهول الحال .
والسقاية بكسر السين: إناء يشرب منه . ۹
قال طاب ثراه : «بنو عبد المطّلب كانوا يستقون من زمزم في الحياض ويسقون الناس ».
1.هي الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي؛ تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۴۶، ح ۴۸۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۶ ۴۷۷، ح ۱۸۲۴۵.
2.على أعثر عليه.
3.مسالك الأفهام، ج ۲، ص ۳۵۶.
4.فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۴۲.
5.الحديث الخامس من باب الاستراحة في السعي والركوب فيه من الكافي؛ تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۵۶، ح ۵۱۷ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۹۸، ح ۱۸۲۹۹.
6.الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي؛ ورواه الصدوق في الفقيه، ج ۲، ص ۴۱۲، ح ۲۸۴۷؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۵، ح ۱۸۲۴۳.
7.رجال النجاشي، ص ۲۴۶، الرقم ۶۴۸ ، والموجود فيه: «سعد».
8.جامع الرواة للأردبيلي، ج ۱، ص ۴۴۰.
9.النهاية، ج ۲، ص ۳۸۲ (سقا).