275
شرح فروع الکافي ج5

باب الوقوف على الصفا والدّعاء

استحبابهما مجمعٌ عليه ، وكذا إطالتهما بقدر قراءة سورة البقرة ، وكفاك في ذلك ما رواه المصنّف في الباب .
واعلم أنّه يفهم من حسنة معاوية بن عمّار ۱ توقّف رؤية البيت على الصعود إلى الصفا، وهو المستفاد من كلام بعض علماء الفريقين أيضا ، ففي تعليقات المحقّق الشيخ عليّ قدس سره على الإرشاد : «ويستحبّ الصعود على الصفا بحيث يرى البيت ». ۲
وفي المسالك : «والمستحبّ الصعود على الصفا بحيث يرى البيت ، وذلك يحصل بالدرجة الرابعة ». ۳
وفي الوجيز : ورقى في الصفا مقدار قامة حتّى يقع بصره على الكعبة .
وفي العزيز : ويرقى على الصفا بقدر قامة رجل حتّى يتراءى له البيت ويقع بصره عليه ». ۴
وظنّ أنّه ليس كذلك، بل يتراءى من غير صعود، وإن لم أجزم الآن بذلك لبُعد عهدي عنه .
ويدلّ عليه أيضا صحيحة عبد الرحمن بن الحجّاج، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن النساء يطفن على الدواب، أيجزيهنّ أن يقفن تحت الصفا والمروة؟ فقال : «نعم بحيث يرين البيت ». ۵
ولعلّ المراد في هذه الحسنة الترقّي إليه بحيث يرى الحجر الأسود، فإنّ رؤيته متوقّفة عليه جزما ، ويشعر بذلك قوله عليه السلام : «وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود»، واستقباله مستحبّ أيضا على ما هو صريح الأصحاب والأخبار .
وقد ورد في هذه الحسنة الأمر بالخروج من الباب الذي خرج منه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو الباب المقابل للحجر، وقد دخل في المسجد لكنّه معلم بإسطوانتين، فليخرج من بينهما، والأفضل أن يخرج من الباب الموازي لهما أيضا، على ما صرّح به جماعة من الأصحاب .
ومثلها خبر عبد الحميد، ۶ والأمر فيهما للاستحباب إجماعا .
قال طاب ثراه: «والمراد بالأحزاب الذين تحزّبوا من الكفّار عام الخندق، وهو سنة ستّ أو خمس ». انتهى، ويحتمل الأعمّ .
قوله : (عن عبد الحميد بن سعيد ) إلخ .] ح 4 / 7622] في بعض النسخ عبد الحميد بن سعد ، والأوّل مطابق لما قاله النجاشيّ، ۷ والثاني محكي عن البرقي، ۸ وهو مجهول الحال .
والسقاية بكسر السين: إناء يشرب منه . ۹
قال طاب ثراه : «بنو عبد المطّلب كانوا يستقون من زمزم في الحياض ويسقون الناس ».

1.هي الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي؛ تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۴۶، ح ۴۸۱؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۶ ۴۷۷، ح ۱۸۲۴۵.

2.على أعثر عليه.

3.مسالك الأفهام، ج ۲، ص ۳۵۶.

4.فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۴۲.

5.الحديث الخامس من باب الاستراحة في السعي والركوب فيه من الكافي؛ تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۵۶، ح ۵۱۷ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۹۸، ح ۱۸۲۹۹.

6.الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي؛ ورواه الصدوق في الفقيه، ج ۲، ص ۴۱۲، ح ۲۸۴۷؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۵، ح ۱۸۲۴۳.

7.رجال النجاشي، ص ۲۴۶، الرقم ۶۴۸ ، والموجود فيه: «سعد».

8.جامع الرواة للأردبيلي، ج ۱، ص ۴۴۰.

9.النهاية، ج ۲، ص ۳۸۲ (سقا).


شرح فروع الکافي ج5
274

باب استلام الحجر بعد الركعتين وشرب ماء زمزم قبل الخروج إلى الصفا والمروة

أجمع الأصحاب على استحباب استلام الحجر، والشرب من ماء زمزم، والصبّ منه على الجسد حين الخروج إلى السعي من الدلو الذي بحذاء الحجر الأسود . ۱
وقال طاب ثراه : «قد استحبّ العلماء الإكثار من الشرب من ماء زمزم حتّى قيل: الشرب منه من تمام الحجّ ». ۲
وفي مسند أبي داوود الطيالسيّ : «زمزم مباركة، وهي طعام طُعم وشفاء سُقم ». ۳
ويدلّ عليه زائداً على ما رواه المصنّف ما رواه الشيخ قدس سره في الصحيح عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام . وفي الصحيح عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيداللّه الحلبيّ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قالا : قال : «يستحبّ أن تستقي من ماء زمزم دلواً أو دلوين، فتشرب منه وتصبّ على رأسك وجسدك، وليكن ذلك من الدلو الذي بحذاء الحجر ». ۴
وفي الفقيه : وقال الصادق عليه السلام : «ماء زمزم [ شفاء ]لما شرب له ». ۵
وروي: «أنّه من رَوِي من ماء زمزم أحدث له به شفاء وصُرِف عنه داء» ۶ «وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة ». ۷
ومن طريق العامّة أيضا: «ماء زمزم لمّا شرب له ». ۸
واعلم أنّ لزمزم أسماء ، ففي صحيحة معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : «أسماء زمزم: رَكْضَةُ جبرئيل عليه السلام ، وسُقيا إسماعيل عليه السلام ، وحُفيرَة عبد المطّلب، وزمزم، والمضنونة، ۹ والسقيا، وطعام طعم، وشفاء سقم ». ۱۰

1.اُنظر: المختصر النافع، ص ۹۵؛ شرائع الإسلام، ج ۱، ص ۲۰۳؛ الجامع للشرائع، ص ۲۰۱؛ إرشاد الأذهان، ج ۱، ص ۳۲۷؛ تبصرة المتعلّمين، ص ۹۸؛ قواعد الأحكام، ج ۱، ص ۴۳۰؛ الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۴۰۹، الدرس ۱۰۶؛ مسالك الأفهام، ج ۲، ص ۳۵۵ ۳۵۶؛ مدارك الأحكام، ج ۸ ، ص ۲۰۲.

2.اُنظر: عمدة القاري، ج ۹، ص ۲۷۶ ۲۷۷.

3.مسند الطيالسي، ص ۶۱ .

4.تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۴۵، ح ۴۷۸؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۴، ح ۱۸۲۴۱ .

5.الفقيه، ج ۲، ص ۲۰۸، ح ۲۱۶۴؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۴۵، ح ۱۷۶۵۹ .

6.الفقيه، ج ۲، ص ۲۰۸، ح ۲۱۶۵؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۴۵، ح ۱۷۶۶۰ .

7.الفقيه، ج ۲، ص ۲۰۸، ح ۲۱۶۶؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۴۵، ح ۱۷۶۶۱ .

8.مسند أحمد، ج ۳، ص ۳۵۷ و ۳۷۲؛ سنن ابن ماجة، ج ۲، ص ۱۰۱۸، ح ۳۰۶۲؛ المستدرك للحاكم، ج ۱، ص ۴۷۳؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج ۵ ، ص ۱۴۸ و ۲۰۲.

9.في متن الأصل: «المصونة». ومثله في وسائل الشيعة، وما اثبتناه في هامش الأصل مع علامة خ ل، وهو الموافق للمصدر.

10.تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۴۵، ح ۴۷۹؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۴۷۴، ح ۱۸۲۴۲ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 172318
صفحه از 856
پرینت  ارسال به