باب الدُّعاء عند استقبال الحجر واستلامه
في شرح اللمعة :
الاستلام بغير همز: المسّ من السِلام بالكسر، وهي الحجارة بمعنى مسّ السِّلام أو من السلام، وهو التحيّة ، وقيل : بالهمز من اللّامة، وهي الدرع كأنّه اتّخذه جُنّة وسِلاحا . ۱
واستلام الحجر مستحبّ على المشهور؛ لحسنة معاوية بن عمّار، ۲ وكذا تقبيله. وحمل عليه الأمر بهما في بعض الأخبار، ونقل عن سلّار وجوبهما؛ ۳ نظراً إلى ظاهر الأمر .
قوله في خبر أبي بصير : (ثمّ ذكر كما ذكر) ] ح 2 / 7495] يعني قوله : «اللّهمَّ أمانتي أدّيتها»، إلى آخره .
ويظهر من قوله عليه السلام : «فستقبله» ومن مثله في أخبار متكثّرة وجوب استقبال الحجر عند الشروع في الطواف .
وأيّد بما روي أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا دخل المسجد استقبل الحجر واستلمه . ۴
والمشهور بين الأصحاب استحبابه، وجواز قيامه بجعل يساره إلى الكعبة محاذيا أوّل جزء من مقاديم بدنه لأوّل جزء من الحجر، بحيث يمرّ عليه بعد نيّة الطواف بجميع بدنه ، وكأنّهم جمعوا بذلك بين ما ذكر ومرسلة حريز، ۵ فإنّ ذلك ظاهر المحاذاة التي فيها، وهو أحد قولي الشافعيّ ، وفي قوله الآخر قال بوجوبه ، ۶ وعلى الأوّل فهل يجب استقباله بجميع البدن أم يكفي ببعضه؟ الظاهر الأوّل وإن قلنا باستحباب الاستقبال كما يجب ذلك في استقبال القبلة .
1.شرح اللمعة، ج ۲، ص ۲۵۴ ۲۵۵.
2.الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.
3.المراسم العلويّة، ص ۱۱۳ ۱۱۴؛ وحكاه عنه العلّامة في مختلف الشيعة، ج ۴، ص ۱۹۵.
4.المغني لابن قدامة، ج ۳، ص ۳۸۴؛ الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة، ج ۳، ص ۳۸۳.
5.الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي.
6.فتح العزيز، ج ۷، ص ۲۹۳؛ المجموع للنووي، ج ۸ ، ص ۱۳ و ۲۹؛ روضة الطالبين، ج ۲، ص ۳۶۰.