هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) منع الماء عن المشركين في يوم بدر؟

السؤال :

هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) منع الماء عن المشركين في يوم بدر؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.



الجواب :

الرواية الواردة بمنع النبي (صلى الله عليه وآله) المشركين عن الماء في معركة بدر معارضة بما ذكره ابن إسحاق وابن الأثير من أن المشركين وردوا الحوض فأمر النبي(صلى الله عليه وآله) المسلمين بعدم اعتراضهم. (الكامل في التاريخ ۲: ۱۲۲) وعند الترجيح، ترجح رواية ابن إسحاق وابن الأثير وغيرها فهي تنسجم مع الخلق الرفيع للنبي (صلى الله عليه وآله) ومبادئ الإسلام بعدم منع الماء عن أحد لأنه من المشتركات التي أباحها الله سبحانه للناس أجمعين.

وقال السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)):والصحيح هو الرواية التي تقول: إن المسلمين لم يكونوا على الماء، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سأل الوادي فأتخذوا الحياض، وشربوا وسقوا الركائب واغتسلوا وملئوا الأسقية (الواردة، في الكشاف للزمخشري ۲: ۲۰۳، وتفسير ابن كثير ۳: ۲۹۲ غير أنه لم يذكر اتخاذ الحياض، وهو كما أشار إليه تعالى، حين قال: (( إِذ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ وَلِيَربِطَ عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدَامَ )) (الأنفال:۱۱).

وقد ذكر أيضاً أن الماء كان في مكان نزول المشركين وأما مكان نزول المسلمين فلا ماء فيه فارسل الله عليهم السماء ومن هذا يظهر أن رواية منع الماء غير صحيحة أصلاً ولا تصلح حتى للمعارضة. (انظر الصحيح من سيرة النبي الأعظم ۵: ۳۰).