الاربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) - الصفحه 75

وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين ، مَن أحبّه فقد أحبّني و مَن أطاعه أطاعني ، فبشّره بذلك .
فقلت : قد بشّرته يا ربّ .
فقال : أنا عبداللّه وفي قبضته فإن يعذّبني فبذنوبي لم يظلم شيئا ، و إن تمّم لي ما وعدني فهو أولى .
وقد دعوت له ، فقلت له : اللهمّ اجعل قلبه نورا ، واجعل رفيقه الإيمان بك .
قال: فقبلت ذلك غير أ نّي مختصّه بشيء من البلاءلم أختصّ به أحدا من أوليائي.
فقلت : يا ربّ ، أخي و صاحبي .
قال : قد سبق في علمي أ نّه لمبتلى .
أقول : صريح هذا الخطاب يدلّ على أنّ الهداية لايكون إلاّ لمن تبعه و اقتدى به واستضاء بنوره ، فيكون قاطبة من يقتدي بغيره مقتفين لراية الضلالة سالكين في مسالك الظلمة والجهالة .
ويدلّ أيضا على أ نّه إمام قاطبة الأولياء ، فيكون من عداه ممّن يدعي الإمامة أئمّةً للأعداء ، فإنّ الإمامة منحصرة في رجلين بنصّ كتاب الأبرار ، إمام يدعو إلى الجنّة وإمام يدعو إلى النار .
ومعنى قوله : «ونور جميع أوليائى» معنى قوله : «اللّه وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون»۱.
نقل ابن أبي الحديد عن بعض مشايخه المؤتمنين ، أ نّه سئل فقيل له : هل كانت فاطمة صادقة أو كاذبة ؟
فأجاب بأ نّها صادقة ، وكيف يتصوّر كذبها وآية التطهير تطهّرها ؟ !

1.سورة البقرة ، الآية ۲۵۷ .

الصفحه من 137