كشف الأحزان و سرور الإخوان - الصفحه 35

عليٍّ فهو أكبر ممّا أرى أن اُخبرك به ، و لكنّي اُخبرك من ذلك بما يكفيك و يشفيك.
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله قبل موته بجُمْعة، فإن كان أكثر من جمْعة فلن يزيد على عشرة أيّام، قبل أن تحوّل إلى بيت عائشة و قبل أن يقطع الطواف على نسائه، فدخل عليه عليٌّ و هو في بيتي، فسلّم خفيّا توقيرا لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فردّ عليه مُعلنا كالمسرور بأخيه المحبّ [له] ، ثمّ قبض على يده و قال: عليٌّ سلّم و دخل إلينا؟
قال: نعم يا رسول اللّه .
فبكى رسول اللّه صلى الله عليه و آله و بكى عليٌّ عليه السلام ، و يد عليٍّ في يده ، و عليٌّ لا يرفع بصره إليه تعظيما له.
قالت اُمّ سلمة: يا رسول اللّه ، إلى من تكل[ نا ]؟ و إلى من توصي بنا؟
قال:أكِلُكم إلى العزيز الغفّار، و اُوصي بكم إلى هذا.
يا اُمّ سلمة، هذا الوصيّ على الأموات من أهل بيتي ، و الخليفة على الأحياء منهم، و هو في السنام الأعلى معي، فاسمعي ـ يا اُمّ سلمة ـ قولي ، و احفظي وصيّتي ، و اشهدي و بلِّغي أنّ عليّا أخي و ابن عمّي و رفيقي في الجنّة كما أنّه أخي في الدنيا، و هو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، سيط لحمه بلحمي و دمه بدمي، منّي ابنتي فاطمة، [و] منه و منها ولداي الحسن و الحسين.
يا اُمّ سلمة، عليٌّ سيّد كلّ مسلم؛ إذ كان أوّلهم إسلاما.
يا اُمّ سلمة، عليٌّ سيّد كلّ مؤمن؛ إذ كان أوّلهم إيمانا و أسبقهم إلى الإيمان باللّه .
يا اُمّ سلمة، عليٌّ معه مِن كلّ علم؛ إذ لم يتلوّث في الشرك مُذ كان.
يا اُمّ سلمة، عليٌّ سيّد المؤمنين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بعدي.
يا اُمّ سلمة، قال لي جبرئيل عليه السلام يوم عرفة بعرفات: يا محمّد، إنّ اللّه باهى بكم في هذا اليوم، فغفر لكم عامّةً، و باهى بعليّ بن أبي طالب، فغفر له خاصّةً و عامّةً.
يا اُمّ سلمة، هذا عليّ بن أبي طالب عالمكم، فثقوا بقوله و أكرموه.
يا اُمّ سلمة، هذا عليٌّ قائدكم، فاعرفوا قائدكم إذا دعاكم، فأجيبوه و أكرموه.
يا اُمّ سلمة، هذا عليٌّ إمامكم فأحبّوه و أكرموه.
يا اُمّ سلمة، عليٌّ قائدكم، فأحبّوه بعدي بحبّي، و أكرموه لكرامتي. ما قلتُ هذا من قِبَلي و لكنّي اُمِرتُ أن أقوله.

الصفحه من 39