آداب الدعاء - الصفحه 222

ويرفعون أصواتهم ، فقال صلى الله عليه و آله : يا أيّها الناس ، ارْبَعُوا۱على أنفسكم ؛ أما إنّكم لا تَدعون أصمَّ ولا غائبا ، إنّكم۲تدعون سميعا قريبا۳.۴
وقال تعالى : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالأَْصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَـفِلِينَ»۵ .

الثالث عشر : أن يدعو هو خائف من الردّ ؛ لقصور عمله وعدم استحقاقه للإجابة ، وطامعا بالإجابة تفضّلاً منه تعالى و إحسانا لفرط رحمته وكرمه ؛ قال اللّه تعالى : «وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ»۶ ، وقال : «إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَ يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَ رَهَبًا وَ كَانُواْ لَنَا خَـشِعِينَ»۷
كما ورد : المؤمن بين الخوف والرجاء ۸ ، أي : خائفا من عذاب اللّه لقصور عمله ، راجيا عفوه لفرط رحمته .

الرابع عشر : أن لا يطلب شيئا منهيّا عنه .
كما ورد : لا يستخير عن أمرٍ أمَرَ اللّه به أو نهى عنه .۹
كذلك إذا كان شيئا مرتبطا بشيءٍ آخر ، كأن يدعو بأنّ اللّه يرزقه بدون سعيٍ إن

1.قال في هامش كنز العمّال : معناه : تَرَكَ الشيء ووقف وانتظر ويحبس . انتهى . القاموس . وقال السيوطي ناقلاً عن ابن الجوزي : أي ارفقوا بها . انتهى . من الدرّ النثير تلخيص نهاية ابن الأثير .

2.في بعض المصادر : و إنّما .

3.في بعض المصادر : + معكم .

4.عدّة الداعي ، ص ۲۹۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۱۶۴ ، ح ۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۳۴۳ . وروي باختلافٍ في : مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۳۹۴ و۴۰۲ ، و۴۱۸ ؛ صحيح البخاري ، في القدر ، من طريقين : عن أبي عثمان النهدي وعن أبي موسى الأشعري ، سنن أبي داوود ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۱۵۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ، ص ۸۲ ، ح ۳۲۴۳ ، وص ۹۱ ، ح ۳۲۸۷ .

5.سورة الأعراف : الآية ۲۰۵ .

6.سورة الأعراف ، الآية ۵۶ .

7.سورة الأنبياء : الآية ۹۰ .

8.مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۴۲۷ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج ۱۲ ، ص ۲۱ .

9.أخرج ابن طاووس في فتح الأبواب (ص ۱۷۶) نقلاً عن الشيخ المفيد في الرسالة العزية قوله : لا ينبغي للإنسان أن يستخير اللّه تعالى في فعل شيء نهاه عنه ، ولا حاجة به في استخارة لأداء فرض ، و إنّما الاستخارة في المباح وترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما ، كالجهاد والحجّ تطوّعا ، أو السفر لزيارة مشهد دون مشهد ، أو صلة أخٍ مؤمن وصلة غيره بمثل ما يريد صلة الآخر به ، ونحو ذلك . عنه بحار الأنوار ، ج ۹۱ ، ص ۲۲۹ .

الصفحه من 232