لا غبار عليها ، وحاول هؤلاء الإجابة عن الإشكالات والشبهات المثارة عليه . واحتاط آخرون فقالوا : إنّه مدسوس ، وحكموا عليه بأنّ فيه الثابت والمشكوك فيه ، والحسن والرديء ، والصحيح والسقيم . ۱
مع هذا كلّه ، فإنّ سُليما نفسه لا قدح فيه ؛ إذ كان من الشخصيّات المتألّقة في تاريخ التشيّع ، ومن الموالين الأبرار للأئمّة عليهم السلام ، ومن أحبّاء آل الرسول صلى الله عليه و آله وأودّائهم .
17
صَعصَعَةُ بنُ صُوحانَ
صعصعة بن صوحان بن حُجْر العبدي ، كان مسلما على عهد النّبيّ صلى الله عليه و آله ولم يره ۲ . وكان من كبار أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ۳ ، ومن الذين عرفوه حقّ معرفته كما هو حقّه ۴ ، وكان خطيبا شحشحا ۵ بليغا ۶ . ذهب الأديب العربي الشهير الجاحظ إلى أ نّه كان مقدّما في الخطابة . وأدلّ من كلّ دلالة استنطاق عليّ بن أبي طالب عليه السلام له . ۷
أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم : كان شريفا ، أميرا ، فصيحا ، مفوّها ، خطيبا ، لسنا ، ديّنا ، فاضلاً . ۸
نفاه عثمان إلى الشام مع مالك الأشتر ورجالات من الكوفة ۹
. وعندما ثار النّاس
1.تصحيح الاعتقاد : ص۱۴۹ .
2.الاستيعاب : ج۲ ص۲۷۳ الرقم ۱۲۱۶ .
3.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۲۸ الرقم ۱۳۴ .
4.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۸۵ الرقم ۱۲۲ .
5.الشَّحْشَحُ : أي الماهِرُ الماضي في كلامه (النهاية : ج۲ ص۴۴۹) .
6.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۱ .
7.البيان والتبيين : ج۱ ص۳۲۷ و ص۲۰۲ .
8.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۲۹ الرقم ۱۳۴ .
9.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۲۳ .