واحد ، والاثنان هما تجلٍّ لنور اللّه سبحانه ؛ فلحم عليّ هو لحم النبيّ ، ودمُه دمُه ، وروحُه روحُه ، وباطنُه باطنُه . طينتهما واحدة ، وكلاهما من شجرةٍ واحدةٍ ، وسائر الناس من شجرٍ شتّى ومن طِيَنٍ مختلفة .
كثيرةٌ هي الروايات التيتشير إلى هذه الحقيقة الرفيعة في مصادر الفريقين . ۱
ب ـ عليٌّ عليه السلام من حيث الاُسرة
عليٌّ عليه السلام هو ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله وصهره ووالد ريحانتيه . بيدَ أنّ الأسمى من ذلك كلّه أنّ عليّا هو الشخصيّة السامقة في أهل البيت التي تحظى بمكانةٍ مرموقةٍ ، وأحد «أصحاب الكساء» و «الخمسة الطيّبين» الذين نزلت بحقّهم آية التطهير وهي تهبهم أرفع فضيلة وأسماها .
فضلاً عن ذلك ، أنّ النبيّ كان يرى أنّ دوام نسله ينحدر من صلب عليّ الطاهر ، وهو صلى الله عليه و آله يقول : «إنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ مِن صُلبِهِ ، وإنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ ذُرِّيَّتي مِن صُلبِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ» .
وبخلود نسل النبيّ في ذريّة عليّ سجّل رسول اللّه صلى الله عليه و آله للإمام أبي الريحانتين الحسن والحسين وبحكمٍ إلهي ناصع ، أرفع خصوصيّة له وأرقى فضيلة .
ج ـ عليٌّ عليه السلام من حيث العلم
يُعدّ عليّ بنظر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أعلم الاُمّة وأكثرها بصيرة . لقد قدّم النبيّ عليّا خازنا لعلمه والمؤتمن عليه ، ووارثه وحافظ أسراره ومعدن تمام علمه ، وتحدّث عنه بوصفه الإنسان الذي يحظى من جميع علم البشريّة بتسعة أعشاره .