إشكاليّة الموضوع
تكمن إشكاليّة الموضوع في الأسئلة الأساسيّة التالية :
ما هي الأسباب وراء ابتعاد أكثريّة الناس عن الإمام علي عليه السلام ؟
لماذا لم يستطع الإمام أن يحافظ على تأييد أغلبيّة الجمهور لحكمه؟
لماذا حلّت الفرقة بين الجماهير خلال حكم الإمام ، ولم يستطع إيجاد وحدة الكلمة بين صفوف الجماهير التي بايعته؟
لماذا صار الإمام أواخر حياته يبثّ شكواه على الدوام من عدم حماية الناس لحركته الإصلاحيّة ، وهو يقول : «هَيهاتَ أن أطلَعَ بِكُم سَرارَ العدَلِ» ، ويقول : «اُريدُ أن اُداوِيَ بِكُم وأنتُم دائي» ،
ويقول : «مُنيتُ بِمَن لا يُطيعُ» ،
ويقول : «لا غَناءَ في كَثرَةِ عَدَدِكُم مَعَ قِلَّةِ اجتِماعِ قُلوبِكُم!» ،
ويقول : «لَو كانَ لي بِعَدَدِ أهلِ بَدرٍ» ،
ويقول : «وَدِدتُ أنّي أبيعُ عَشَرَةً مِنكُم بِرَجُلٍ مِن أهلِ الشّامِ!» .
وبكلمة مختصرة : ما هو سبب إدبار عامّة الناس عن الحكم العلوي بعد ذلك الإقبال منقطع النظير الذي حظي به الإمام يوم البيعة؟
أليس في انفضاض الناس عن الإمام وبقائه وحيداً ما يدلّ على عدم إمكانيّة ممارسة الحكم عمليّاً وفق اُصول المنهج السياسي العلوي ، وأنّه لا مكان للمدينة العلويّة الفاضلة إلّا في دنيا الخيال؟
قبل أن نلجأ للإجابة على هذه الأسئلة وبيان أسباب بقاء الإمام وحيداً ، من