525
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَلِمَ تُوَجِّهُهُ وأنتَ تَعلَمُ أنَّهُ مَخدوعٌ ؟ فَقالَ : يا بُنَيَّ ، لَو عَمِلَ اللّهُ في خَلقِهِ بِعِلمِهِ ما احتَجَّ عَلَيهِم بِالرُّسُلِ . ۱

ب ـ وَصِيَّةُ ابنِ عَبّاسٍ لِأَبي موسى

۴۴۵.مروج الذهب :وفي سَنَةِ ثَمانٍ وثَلاثينَ كانَ التِقاءُ الحَكَمَينِ بِدومَةِ الجَندَلِ وقيلَ بِغَيرِها ، عَلى ما قَدَّمنا مِن وَصفِ التَّنازُعِ في ذلِكَ ، وبَعَثَ عَلِيٌّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ، وشُرَيحِ ابنِ هانئٍ الهَمدانِيِّ في أربَعِمِئَةِ رَجُلٍ فيهِم أبو موسَى الأَشعَرِيُّ ، وبَعَثَ مُعاوِيَةُ بِعَمرِو ابنِ العاصِ ومَعَهُ شُرَحبيلُ بنُ السِّمطِ في أربَعِمِئَةٍ ، فَلَمّا تَدانَى القَومُ مِنَ المَوضِعِ الَّذي كانَ فيهِ الاِجتِماعُ قالَ ابنُ عَبّاسٍ لِأَبي موسى :
إنَّ عَِليّا لَم يَرضَ بِكَ حَكَما لِفَضلٍ عِندَكَ ، وَالمُتَقَدِّمونَ عَلَيكَ كَثيرٌ ، وإنَّ النّاسَ أبَوا غَيرَكَ ، وإنّي لَأَظُنَّ ذلِكَ لِشَرٍّ يُرادُ بِهِم ، وقَد ضُمَّ داهِيَةُ العَرَبِ مَعَكَ .
إن نَسيتَ فَلا تَنسَ أنَّ عَلِيّا بايَعَهُ الَّذينَ بايَعوا أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ ، ولَيسَ فيهِ خَصلَةٌ تُباعِدُهُ مِنَ الخِلافَةِ ، ولَيسَ في مُعاوِيَةَ خَصلَةٌ تُقَرِّبُهُ مِنَ الخِلافَةِ . ۲

ج ـ وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِعَمرِو بنِ العاصِ

۴۴۶.البيان والتبيين :قالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : يا عَمرُو ! إنَّ أهلَ العِراقِ قَد أكرَهوا عَلِيّا عَلى أبي موسى ، وأنَا وأهلُ الشّامِ راضونَ بِكَ .
وقَد ضُمَّ إلَيكَ رَجُلٌ طَويلُ اللِّسانِ ، قَصيرُ الرَّأيِ ؛ فَأَجِدِ الحَزَّ ، وطَبِّقِ المَفصِلَ ، ولا تَلقِهِ بِرَأيِكَ كُلِّهِ . ۳

1.الطرائف : ص۵۱۱ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۶ .

3.البيان والتبيين : ج۱ ص۱۷۲ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
524

ويَضطَرِبونَ بِالسِّياطِ . يَقولُ الخَوارِجُ : يا أعداءَ اللّهِ ! أدهَنتُم في أمرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وحَكَّمتُم ! وقالَ الآخِرونَ : فارَقتُم إمامَنا ، وفَرَّقتُم جَماعَتَنا .
فَلَمّا دَخَلَ عَلِيٌّ الكوفَةَ لَم يَدخُلوا مَعَهُ حَتّى أتَوا حَرَوراءَ ۱ ، فَنَزَلَ بِها مِنهُمُ اثنا عَشَرَ ألفا ، ونادى مُناديهِم : إنَّ أميرَ القِتالِ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ التَّميمِيُّ ، وأميرَ الصَّلاةِ عبَدُ اللّهِ بنُ الكَوّاءِ اليَشكُرِيُّ ، وَالأَمرُ شورى بَعدَ الفَتحِ ، وَالبَيعَةُ للّهِِ عَزَّ وجَلَّ ، وَالأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ . . . ولَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ الكوفَةَ وفارَقَتهُ الخَوارِجُ وثَبَتَ إلَيهِ الشّيعَةُ فَقالوا : في أعناقِنا بَيعَةٌ ثانِيَةٌ ؛ نَحنُ أولياءُ مَن والَيتَ ، وأعداءُ مَن عادَيتَ . فَقالَتِ الخَوارِجُ : اِستَبَقتُم أنتُم وأهلُ الشّامِ إلَى الكُفرِ كفرَسَي رِهانٍ ؛ بايَعَ أهلُ الشّامِ مُعاوِيَةَ عَلى ما أحَبّوا وكَرِهوا ، وبايَعتُم أنتُم عَلِيّا عَلى أنَّكُم أولياءُ مَن والى وأعداءُ مَن عادى ! فَقالَ لَهُم زِيادُ بنُ النَّضرِ : وَاللّهِ ما بَسَطَ عَلِيٌّ يَدَهُ فَبايَعناهُ قَطُّ إلّا عَلى كِتابِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله ولكِنَّكُم لَمّا خالَفتُموهُ جاءَتهُ شيعَتُهُ فَقالوا : نَحنُ أولِياءُ مَن والَيتَ ، وأعداءُ مَن عادَيتَ ، ونَحنُ كَذلِكَ وهُوَ عَلَى الحَقِّ وَالهُدى ، ومَن خالَفَهُ ضالٌّ مُضِلٌّ . ۲

2 / 14

خيمة التحكيم

أ ـ تَقييمُ الحَكَمَينِ

۴۴۴.الطرائف عن أبي رافع :لَمّا أحضَرَني أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وقَد وَجَّهَ أبا موسَى الأَشعَرِيَّ فَقالَ لَهُ : اُحكُم بِكِتابِ اللّهِ ولا تُجاوِزهُ ، فَلَمّا أدبَرَ قالَ : كَأَنّي بِهِ وقَد خُدِعَ . قُلتُ :

1.حَرَوْراء : قرية بظاهر الكوفة، وقيل : موضع على ميلين منها، نزل به الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب رضى الله عنه فنسبوا إليها (معجم البلدان : ج۲ ص۲۴۵).

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۶۳ و ۶۴ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 273596
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي