يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَلِمَ تُوَجِّهُهُ وأنتَ تَعلَمُ أنَّهُ مَخدوعٌ ؟ فَقالَ : يا بُنَيَّ ، لَو عَمِلَ اللّهُ في خَلقِهِ بِعِلمِهِ ما احتَجَّ عَلَيهِم بِالرُّسُلِ . ۱
ب ـ وَصِيَّةُ ابنِ عَبّاسٍ لِأَبي موسى
۴۴۵.مروج الذهب :وفي سَنَةِ ثَمانٍ وثَلاثينَ كانَ التِقاءُ الحَكَمَينِ بِدومَةِ الجَندَلِ وقيلَ بِغَيرِها ، عَلى ما قَدَّمنا مِن وَصفِ التَّنازُعِ في ذلِكَ ، وبَعَثَ عَلِيٌّ بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ، وشُرَيحِ ابنِ هانئٍ الهَمدانِيِّ في أربَعِمِئَةِ رَجُلٍ فيهِم أبو موسَى الأَشعَرِيُّ ، وبَعَثَ مُعاوِيَةُ بِعَمرِو ابنِ العاصِ ومَعَهُ شُرَحبيلُ بنُ السِّمطِ في أربَعِمِئَةٍ ، فَلَمّا تَدانَى القَومُ مِنَ المَوضِعِ الَّذي كانَ فيهِ الاِجتِماعُ قالَ ابنُ عَبّاسٍ لِأَبي موسى :
إنَّ عَِليّا لَم يَرضَ بِكَ حَكَما لِفَضلٍ عِندَكَ ، وَالمُتَقَدِّمونَ عَلَيكَ كَثيرٌ ، وإنَّ النّاسَ أبَوا غَيرَكَ ، وإنّي لَأَظُنَّ ذلِكَ لِشَرٍّ يُرادُ بِهِم ، وقَد ضُمَّ داهِيَةُ العَرَبِ مَعَكَ .
إن نَسيتَ فَلا تَنسَ أنَّ عَلِيّا بايَعَهُ الَّذينَ بايَعوا أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ ، ولَيسَ فيهِ خَصلَةٌ تُباعِدُهُ مِنَ الخِلافَةِ ، ولَيسَ في مُعاوِيَةَ خَصلَةٌ تُقَرِّبُهُ مِنَ الخِلافَةِ . ۲
ج ـ وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِعَمرِو بنِ العاصِ
۴۴۶.البيان والتبيين :قالَ مُعاوِيَةُ لِعَمرِو بنِ العاصِ : يا عَمرُو ! إنَّ أهلَ العِراقِ قَد أكرَهوا عَلِيّا عَلى أبي موسى ، وأنَا وأهلُ الشّامِ راضونَ بِكَ .
وقَد ضُمَّ إلَيكَ رَجُلٌ طَويلُ اللِّسانِ ، قَصيرُ الرَّأيِ ؛ فَأَجِدِ الحَزَّ ، وطَبِّقِ المَفصِلَ ، ولا تَلقِهِ بِرَأيِكَ كُلِّهِ . ۳