405
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

وقوله ـ لسهيل بن عمرو ومن حضر معه لخطابه على ردّ من أسلم من مواليهم ـ : «لَتَنتَهُنَّ يا مَعشَرَ قُرَيشٍ أو لَيَبعَثِ اللّهُ عَلَيكُم رَجُلاً يَضرِبُكُم عَلى تَأويلِ القُرآنِ كَما ضَرَبتُكُم عَلى تَنزيلِهِ ».
فَقالَ لَهُ بَعضُ أصحابِهِ : مَن هُوَ يا رَسولَ اللّهِ ، هُوَ فُلانٌ ؟
قالَ : «لا ».
قالَ : فَفُلانٌ ؟
قالَ : «لا ، ولكِنَّهُ خاصِفُ ۱ النَّعلِ فِي الحُجرَةِ» .
فَنَظَروا فَإِذا عَلِيٌّ عليه السلام فِي الحُجرَةِ يَخصِفُ نَعلَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ۲
ومن ذلك : قوله صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : «تُقاتِلُ بَعدِي النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ» . والقول في هذه الرواية كالأخبار التي تقدّمت ، قد سلمت من طاعن في سندها بحجّةٍ ، ومن قيام دليل على بطلان ثبوتها ، وسلّم لروايتها الفريقان فدلّ على صحّتها .
ومن ذلك : قوله صلى الله عليه و آله : «عَلِيٌّ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ ، اللّهُمَّ أدِرِ الحَقَّ مَعَ عَلِيٍّ حَيثُما دارَ» ۳ . وهذا أيضا خبر قد رواه محدّثو العامّة ، وأثبتوه في الصحيح عندهم ، ولم يعترض أحدهم لتعليل سنده ، ولا أقدم منهم مقدم على تكذيب ناقله ، وليس توجد حجّة في العقل ولا السمع على فساده ، فوجب الاعتقاد بصحّته وصوابه .
ومن ذلك : قوله صلى الله عليه و آله : «اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ،

1.خصف النعل ، يخصف خصفا : ظاهر بعضها على بعض وخرزها (لسان العرب : ج۹ ص۷۱) .

2.الإفصاح : ص۱۳۵ .

3.الطرائف : ص۱۰۳ ح۱۵۰ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
404

كلامٌ في إصابة الإمام عليه السلام في جميع حروفه

قال أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالمفيد : ومن الدليل على أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان مصيبا في حروبه كلّها ، وأنّ مخالفيه في ذلك على ضلال ، ما تظاهرت به الروايات عن النبيّ صلى الله عليه و آله من قوله : «حَربُكَ يا عَلِيُّ حَربي ، وسِلمُكَ يا عَلِيُّ سِلمي» ۱ ، وقوله صلى الله عليه و آله : «يا عَلِيُّ، أنَا حَربٌ لِمَن حارَبَكَ، وسِلمٌ لِمَن سالَمَكَ» . ۲
وهذان القولان مرويّان من طريقي العامّة والخاصّة والمنتسبة من أصحاب الحديث إلى السنّة ، والمنتسبين منهم إلى الشيعة ، لم يعترض أحد من العلماء الطعن على سندهما ، ولا ادّعى إنسان من أهل المعرفة بالآثار كذب رواتهما .
وما كان هذا سبيله وجب تسليمه والعمل به ، إذ لو كان باطلاً لما خلت الاُمّة من عالم منها ينكره ويكذّب رواته ، ولا سلم من طعن فيه ، ولعرف سبب تخرّصه وافتعاله ، ولاُقيم دليل اللّه سبحانه على بطلانه ، وفي سلامة هذين الخبرين من جميع ما ذكرناه حجّة واضحة على ثبوتهما حسبما بيّنّاه .
ومن ذلك : الرواية المستفيضة عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام : «تُقاتِلُ يا عَلِيُّ عَلى تَأويلِ القُرآنِ ، كَما قاتَلتُ عَلى تَنزيلِهِ» . ۳

1.الفصول المختارة : ج۲ ص۲۴۵ .

2.الأمالي للمفيد : ص۲۱۳ ح۴ .

3.المسترشد : ص۴۲۹ ح۱۴۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 273523
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي