ادّعى إنسان أنّه من رسل العدوّ ، لا تسوغ مواجهته قبل إنجاز التحريات الكافية .
د ـ إقامة الحجّة قبل بدء القتال
لقد بلغ من عناية الإمام بالتوعية وإنارة البصائر ، والحرص على عدم سفك الدماء ، أنّه لم يكن يُضيع أيّة فرصة تسنح لهداية العدوّ ، بل كان يمارس الهداية حَتّى في ساحة القتال وبين الجيشين وهما على وشك الالتحام ، ويُقيم الحجّة مكرّراً على العدوّ .
ه ـ الدعاء أثناء القتال
عندما يكون الجيش العلوي مستعدّاً للالتحام مع العدوّ ، وبعد إقامة الحجّة وقبل الشروع بالقتال ، يلجأ الإمام إلى الدعاء وذكر اللّه لكي يستمدّ العون منه ، وحَتّى يكون الجهاد مقدّمة لحبّ اللّه والاقتراب إليه أكثر ، ووسيلة لتحقّق الأهداف والقيم الإنسانيّة .
و ـ الشروع في القتال عند الزوال
كان الإمام أمير المؤمنين يسعى أن لا يقاتل حَتّى تزول الشمس ؛ فإنّه أقرب إلى الليل ، ومن ثم فهو أدعى إلى انتهاء القتال سريعاً ، وأجدر أن يقلّ القتل ، ويرجع الطالب ، ويفلت المنهزم .
ز ـ الإحسان إلى فلول العدوّ
كان الإمام يأمر جيشه بحسن السيرة مع الجيش المهزوم ويحثّهم على الرفق بالأسرى ومن بقي منه بالأخصّ النساء . فقد كان من وصاياه لمقاتليه أن لا يتبعوا مدبراً ، ولا يجهزوا على جريح ، ولا يدخلوا داراً ، ولا يأخذوا من أموال النّاس شيئاً إلّا ما وجدوه في عسكر القوم ، ولا يعرضوا إلى النساء ولا يهيجوهن بأذىً وإن شتمن الأعراض وسببن الاُمراء والصلحاء .