الفصل الثالث : الزواج
أ ـ تَزويجُهُ فاطِمَةَ عليهاالسلام بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله
هاجر رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة مليئة بالعناء والمشقّة والمصائب المريرة من أجل تبليغ الرسالة ، وأرسى دعائم الحكومة الإسلاميّة هناك .
وكان عليّ عليه السلام معه صلى الله عليه و آله منذ الأيّام الاُولى للرسالة . وكان في السنة الاُولى من الهجرة ابن أربع وعشرين سنة؛ فلابدّ له من الزواج وبدء الحياة المشتركة.
وكانت الزهراء عليهاالسلام قد بلغت يومئذٍ التاسعة من عمرها ۱ . وهي بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانيّة ، والخصائص الملكوتيّة السامية . وقد أثنى عليها أبو ها مرارا ، وسمّاها بضعته .
وكان موقع النبيّ صلى الله عليه و آله في زعامة الاُمّة من جهة ، وشخصيّة الزهراء عليهاالسلام من جهة اُخرى ، عاملَين مشجّعين لكثير من الصحابة ـ بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عبر هذه الأواصر ـ على التقدّم لخطوبة الزهراء عليهاالسلام . بيد أنّ أباها كان يرفض رفضا قاطعا ، ويصرّح أحيانا بأنّه ينتظر فيها قضاء اللّه . ۲