في أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد حدّد من خلال ذلك طبيعة المسار السياسي الذي يخلفه ، وأومأ بوضوح إلى القيادة السياسيّة التي تتسنّم الاُمور من بعده .
9 . أحاديث الهداية
إمامة الاُمّة هي هداية الناس إلى المنزل المقصود ، وتوجيهها صوب المقصد الأعلى ، وسوقها تلقاء الكمال الإنساني الميسور . وعلى هذا ، أ فيمكن لمن لم يتوفّر على الهداية الكاملة ، ولم يعِش الدين إدراكاً عميقاً في وجوده أن يأخذ بيد المجتمع صوب تلك الهداية ؟ أو يكون لمن لا يهتدي إلّا أن يُهدى أن يتبوّأ هذا الموقع ؟ لقد أوضح النبيّ أنّ هادي الاُمّة والإمام الذي يأخذ بيد المؤمنين إلى برّ الأمان في المستقبل هو عليّ بن أبي طالب . فأمير المؤمنين عليه السلام هو الذي يسوق الاُمّة صوب الحقيقة ، ويأخذ بيدها إلى الينابيع الصافيّة النقيّة ، وهو الذي يتبوّأ في الاُمّة موقع الهداية بعد النبيّ .
هذا ما أفصح عنه رسول اللّه صلى الله عليه و آله حين عدّ عليّاً «هادي» الاُمّة ، والمصداق الرفيع لهذا الموقع وهو يفسّر قوله سبحانه : «إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»۱ بقوله صلى الله عليه و آله : «المُنذِرُ أنَا ، وَالهادي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ» .
10 . أحاديث العصمة
إنّ «العصمة» بمعنى الوقاية من الذنب والخطأ والجهل ، والاحتراز من الاعوجاجات التي تشوب السلوك ، هي من الخصائص الحتميّة لرسل السماء ؛ ويبدو أن ليس هناك نحلة أو فرقة من المسلمين تشكّ في ضرورة عصمة الأنبياء ، فالأنبياء عليهم السلام معصومون بنصّ القرآن ، وهذه حقيقة أجمع عليها المتكلّمون والعلماء ؛ إذ ليس