131
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث الثالث والتسعون

۰.عن الشعبي ، عن عائشة ، أنّها سألت مسروق بن الأجدع عن قتل ذي الثُدَيَّةِ ، قال :. قتله عليّ بن أبي طالب .
قالت: قاتل اللّه عَمْرا! فإنّه أخبرني أنّه قتله على نيل مصر، وإنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : «هم شرّ الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة» ۱ .
وأيضا عن أبي البشر ۲ قال : دخلت على عائشة ، فقالت : من قتل الخوارج؟ قلت : قتلهم عليّ بن أبي طالب . فقالت لي : كذبتَ! فمسكنا ساعة فدخل عليها مسروق بن الأجدع ، فقالت له : ما فعل الخوارج؟
فقال لها : قتلهم عليّ بن أبي طالب ، فقالت : إنّه ما يمنعني ما في نفسي عليه أن أقول فيه ما سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . فقلنا : ما سمعته يقول؟ فقالت : سمعته يقول : «يقتل الخوارج خير أُمّتي» وسمعته يقول : «عليٌّ مع الحقّ والحقّ معه» ۳ .

1.رواه القاضي نعمان في شرح الأخبار ۱ : ۱۴۱ ـ ۱۴۲ مع تفاوت في الألفاظ ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار ۳۸ : ۱۵ / ۲۴ عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد .

2.في بحار الأنوار «أبي البشير» وفي كشف الغمّة «أبي البسر» .

3.رواه ابن طاووس في الطرائف : ۱۰۲ ـ ۱۰۳/۱۵۰ ؛ ومناقب الإمام أمير المؤمنين لمحمّد بن سليمان ۲ : ۳۶۱ / ۸۳۹ ، و۲ : ۵۳۴ / ۱۰۳۵ ؛ وأخرجه في بحار الأنوار ۳۸ : ۱۵/۲۴ ، ۳۸ : ۳۳ ـ ۳۴/۱۰ ؛ وراجع مناقب عليّ بن أبي طالب لإبن مردوية: ۱۷۰ ـ ۱۷۱ ، الأحاديث ۲۲۹ ـ ۲۳۲.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
130

الحديث الثاني والتسعون

۰.في كتاب مناقب الطالبيين من تصنيف ابن مردويه :. أنّ الأمير أبا دلف العجلي رحمه اللهكان رجلاً فاضلاً معتقدا للحقّ ، مواليا لأمير المؤمنين عليه السلام ، معاديا لأعدائه ، وكان يركب كلّ يوم ويخرج يمينا وشمالاً ينتظر خروج المهديّ من آلِ محمّد عليهم السلام ، وكان له دابّة اشتراها بثلاثة آلاف درهم ، وكانت مرتبطة ملجمة مسرجة ، وكان يسفك الدماء في حبِّ آل محمّد . وأ نّه توفّي ، فلمّا أتى على ذلك ثلاثة أيّام ، رأى في المنام ابنه دلف بن أبي دلف كأنّ غلاما له قد أتاه وقال له : أجب الأمير ، فقال دلف : أتيته وهو في قصر له يسكنه ، وسلّمت عليه ، وقال : رأيت القصر ممتلئة بالرماد ، ورأيت على الأمير لباسا أسود ، ورأيته مغموما منكّسا رأسه .
قال : فلمّا سلّمت عليه رفع رأسه وقال: [ يا ] دلف! قلت : لبّيك أيّها الأمير ، فقال:
خبّر أهلنا و لا تُخْفِ عنهمما لقينا في البرزخ الخنّاق
قد سئلنا عن كلّ شيءٍ فعلناهفأبشر أهلنا بطول التلاق
قال دلف : فانتبهت من النّوم ذعرا ۱ خائفا باكيا ، وبقيت يومي متفكّرا .
قال : فلما نمت الليلة الثانية رأيت في المنام ذلك الغلام الذي أتاني البارحة قد أتاني وقال لي : أجب الأمير .
قال : فأتيته وهو في القصر على الهيئة الأُولى فسلّمت عليه ، فرفع رأسه ، قال : دلف! قلت : لبّيك يا أمير ، فقال :
فلو أ نّا إذا متنا تُركنالكان الموت راحة كلّ حيّ
ولكنا إذا متنا بعثناويسأل ربّنا عن كلِّ شيء
قال : فانتبهت أيضا ترتعش فرائصي ممّا رأيته ، وبقيت يومي ما تناولت طعاما ولا شرابا .
فلمّا كانت الليلة الثالثة ونمت ، رأيت في المنام ذلك الغلام قد أتاني وقال : أجب الأمير ، فأتيته وهو في القصر ، فلمّا دخلت عليه رأيت القصر يتلألأ نورا ، ورأيت الرياحين من ألوان شتّى ، ورأيت الأمير على سرير من ذهب مرصّع بالدرّ والجواهر ، ورأيت على الأمير من الحرير والإستبرق ، ففرحت بذلك وسلّمت عليه ، فرفع رأسه وقال : دلف! قلت : لبّيك أيّها الأمير عبدك ، فقال :
زعم الزاعمون أنّ عليّا لا ينجّي وليّه من هنات
كذبوا والذي تساق إليه البدن من حجّ راكبا عرفات
قد وربّي دخلت جنّة عدن ووقاني الإله عن سيِّئاتي
فابشروا أولياء آل عليّ وتوالوا عليّا حتّى الممات۲
فانتبهت فرحا مسرورا ، وتصدّقت على الفقراء والمؤمنين بمالٍ عظيم ، وأردت بذلك موالاة أمير المؤمنين عليه السلام ، ومعاداة لأعدائه .

1.ذَعُر ـ ذعرا : دهش.

2.تضمين لشعر السيد الحميري ، انظر كشف الغمّة ۲ : ۴۰ ؛ بحار الأنوار ۶ : ۱۹۳ ، وج ۳۹ : ۲۴۱ ، و۴۷ : ۳۱۳.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    المساعدون :
    اوسط الناطقي، علي؛ شهرستاني، سيد هاشم؛ فرادي، لطيف
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1423 ق / 1381 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 36116
الصفحه من 243
طباعه  ارسل الي