23
نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت

1 / 2

شَهادةُ أَنبياءِ اللّهِ

الكتاب

(وَ إِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) . ۱

(وَ إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَـبَنِى إِسْرَ ءِيلَ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ مُبَشِّرَا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَآءَهُم بِالْبَيِّنَـتِ قَالُواْ هَـذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَ مَنْ أَظْـلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ هُوَ يُدْعَى إِلَى الاْءِسْلَـمِ وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّــلِمِينَ ) . ۲

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِْنجِيلِ) . ۳

انظر : البقرة : 89 ، 101 ، 129 ، 146 ، آل عمران : 81 ، 82 .

الحديث

۳.الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا نَزَلَتِالتَّوراةُ عَلى مُوسى عليه السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ... فَلَم تَزَلِ الأَنبِياءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله حَتّى بَعَثَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى المَسيحَ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وذلِكَ قَولُهُ تَعالى «يَجِدُونَهُ» يَعنِي اليَهودَ وَالنَّصارى «مَكْتُوبًا» يَعني صِفَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله «عِندَهُمْ» يَعني «فِى التَّوْرَاةِ وَالإِْنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ» ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل يُخبِرُ عَن عيسى عليه السلام : «وَ مُبَشِّرَا بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ» . ۴

1.الشعراء : ۱۹۶ .

2.الصفّ : ۶ و ۷.

3.الأعراف : ۱۵۷.

4.الكافي : ج ۸ ص ۱۱۷ ح ۹۲ ، كمال الدين : ص ۲۱۷ ح ۲ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۴۸ ح ۴۹ .


نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
22

غير أ نّ الطريق الثاني طريق عامّ ؛ يعني يمكن بواسطة هذا الطريق أن تستعين عامّة الناس الّذين ليست لديهم القدرة على المعرفة القلبيّة .
وهذا الطريق عبارة عن أ نّ اللّه تعالى يشهد على نبوّة نبيّه بواسطة مقال معجز بذاته ؛ يعني أ نّ عامّة الناس تفهم بوضوح أ نّ هذا الكلام ليس كلاما بشريّا ، وأ نّ الإنسان مهما ارتقى في مدارج العلم والثقافة والأدب لا يقدر أن يأتي بمثل هذا الحديث.
أ مّا الشهادة العمليّة فيمكن أن تكون على لونين أيضا :
1 ـ المعجزة : وهي عبارة عن فعلٍ يدلّ علَى ارتباط مدّعي النبوّة باللّه تعالى ، ومن هنا يعبّر القرآن الكريم عن هذا الفعل بالآية والبيّنة ، نظير إلقاء العصا وإحياء الموتى .
على هذا الأساس ، إذا توفّر مدّعي النبوّة على معجزة ، فهي ـ أي المعجزة ـ شهادة عمليّة من قبل اللّه تعالى على صدق المدّعي .
2 ـ التقرير : إذا افترضنا أ نّ شخصا قدّم نفسه للناس بوصفه ممثّلاً لشخصيّةٍ ما ، وألقى على الناس في حضور تلك الشخصيّة بيانا يدّعي فيه أ نّه مِن قِبَلها ، والتزمت تلك الشخصيّة الصمت دون عذرٍ ، فمثل هذا السكوت والصمت تقرير وشهادة عمليّة من قبل تلك الشخصيّة على صدق نيابة المدّعي وصحّة بيانه .
في ضوء ما تقدّم : فإذا قدّم فرد ما نفسه بوصفه رسول اللّه تعالى ، وطرح نبوّته ـ بشكلٍ من الأشكال ـ بين يدَي مبدع العالم ، ولم تذعن لنبوّته عامّة الناس فحسب ، بل صدّقه العلماء ، ولم يُبطل اللّه تعالَى ادّعاءه أمام الناس عن طريق واضح ، فمثل هذا السكوت شهادة عمليّة وتقرير وتأييد لصحّة ادّعائه .

ما الطّريق الّذي استخدمه اللّه تعالى للشّهادة على نبوّة نبيّ الإسلامِ ؟

بعد أن اتّضح مفهوم شهادة اللّه تعالى يتحتّم أن نلاحظ : أيّ طريق من الطرق المذكورة استخدمه اللّه تعالى لتصديق نبوّة نبيّ الإسلام وتأييدها ؟
من خلال ملاحظة سيرة النبيّ صلى الله عليه و آله يتّضح أ نّ اللّه تعالى دعم صحّة نبوّته بالطرق الأربعة المتقدّمة ، وشهد بواسطة تلك الطرق على نبوّته .

  • نام منبع :
    نبيّ الرّحمة من منظار القران و أهل البيت
    المساعدون :
    احساني فر، محمد؛ المسجدي، حيدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 75898
الصفحه من 176
طباعه  ارسل الي