53
مراقبات شهر رمضان

1 / 5

قيمَةُ الصّائِمِ

الكتاب

« إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَـتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَـتِ وَ الْقَـنِتِينَ وَ الْقَـنِتَـتِ وَ الصَّـدِقِينَ وَ الصَّـدِقَـتِ وَ الصَّـبِرِينَ وَالصَّـبِرَ تِ وَ الْخَـشِعِينَ وَ الْخَـشِعَـتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَـتِ وَ الصَّئِمِينَ وَالصَّئِمَـتِ وَ الْحَـفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَـفِظَـتِ وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرا وَ الذَّ كِرَ تِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرا عَظِيما » . ۱

الحديث

۴۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في قَولِهِ تَعالى :« التَّئِبُونَ الْعَـبِدُونَ الْحَـمِدُونَ السَّئِحُونَ »۲ـ: السّائِحونَ ۳ وهُمُ الصّائِمونَ . ۴

۴۳.عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ مائِدَةً عَلَيها ما لا عَينٌ رَأَت ، ولا اُذُنٌ سَمِعَت ، ولا خَطَرَ عَلى قَلبِ بَشَرٍ ، لا يَقعُدُ عَلَيهَا إلاَّ الصّائِمونَ . ۵

۴۴.عنه صلى الله عليه و آله :لِلصّائِمِ فَرحَتانِ : فَرحَةٌ عِندَ فِطرِهِ ، وفَرحَةٌ يَومَ القِيامَةِ ، يُنادِي المُنادي : «أينَ الظّامِئَةُ أكبادُهُم؟ وعِزَّتي ، لَأَروِيَنَّهُمُ اليَومَ» . ۶

۴۵.الإمام عليّ عليه السلام :لَو دافَعتَ نَومَكَ ـ يا غافِلاً ـ بِالقِيامِ ، وقَطَعتَ يَومَكَ بِالصِّيامِ ،

1.الأحزاب : ۳۵ .

2.التوبة : ۱۱۲ .

3.في الحديث : «سياحة هذه الاُمّة الصيام» ، قيل للصائم : سائح ؛ لأنّ الّذي يسيح في الأرض متعبّد يسيح ولا زاد له ولا ماء،فحين يجد يطعم . والصائم يُمضي نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئاً فشُبّه به (النهاية : ج ۲ ص ۴۳۳) .

4.الكافي : ج ۵ ص ۱۵ ح ۱ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۳۶۵ ح ۳۲۸۸ .

5.المعجم الأوسط : ج ۹ ص ۱۷۰ ح ۹۴۴۳ ، كنز العمّال : ج ۸ ص ۴۵۲ ح ۲۳۶۲۰ .

6.مسند زيد : ۲۰۳ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عن جدّه عليهم السلام .


مراقبات شهر رمضان
52

للعبدِ جلال اللّه ، وكان محجوبا عن لقائه ؛ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لَولا أنَّ الشَّياطينَ يَحومونَ عَلى قُلوبِ بَني آدَمَ لَنَظَروا إلى مَلَكوتِ السَّماءِ» . فمن هذا الوجه صار الصوم بابَ العبادة وصارَ جُنّةً . ۱
وفي النهاية لابن الأثير : قد أكثر الناس في تأويل هذا الحديث وأنّه لِمَ خَصّ الصومَ والجزاءَ عليه بنفسه عز و جل ، وإن كانت العبادات كُلّها له وجَزاؤها منه ؟ وذكروا فيه وجوها مدارُها كُلّها على أنّ الصوم سِرٌّ بين اللّه والعبد لا يَطَّلِع عليه سِواه ، فلا يكون العبدُ صائما حَقيقةً إلاّ وهو مُخلص في الطاعة . وهذا وإن كان كما قالوا ؛ فإنَّ غير الصَّوم من العبادات يشاركه في سرّ الطاعة ، كالصلاة على غير طهارة أو في ثوبٍ نجس ، ونحو ذلك من الأسرار المقترنة بالعبادات الّتي لا يعرفها إلاّ اللّه وصاحبها . وأحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث : أنّ جميع العبادات الّتي يتقرّب بها العباد إلى اللّه عز و جل ـ من صلاة ، وحجّ ، وصدقة ، واعتكاف ، وتبتُّل ، ودعاء ، وقُربان ، وهَدي ، وغير ذلك من أنواع العبادات ـ قد عَبَدَ المشركون بها آلِهتَهم ، وما كانوا يتَّخذونه من دون اللّه أندادا ، ولم يُسمَع أنّ طائفة من طوائف المشركين وأرباب النِّحَلِ في الأزمان المُتَقادِمة عَبدت آلهتها بالصوم ، ولا تقرَّبت إليها به ، ولا عُرف الصوم في العبادات إلاّ من جهة الشرائع ، فلذلك قال اللّه عز و جل : «الصَّومُ لي وأنَا أجزي بِهِ» ؛ أي : لم يُشاركني أحدٌ فيه ، ولا عُبد به غيري ، فأنا حينئذٍ أجزي به وأتولَّى الجزاء عليه بنفسي ، لا أكِلُه إلى أحد من ملك مقرّب أو غيره على قدر اختصاصه بي . ۲

1.المحجّة البيضاء : ج ۲ ص ۱۲۵ ؛ إحياء علوم الدين : ج ۱ ص ۳۴۶ .

2.النهاية : ج ۱ ص ۲۷۰ .

  • نام منبع :
    مراقبات شهر رمضان
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 106821
الصفحه من 308
طباعه  ارسل الي