267
مراقبات شهر رمضان

1 / 5

دُعاءُ الإمام الصّادِقِ في وَداعِ الشَّهرِ

۳۲۸.الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ : « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ » وهذَا شَهرُ رَمَضانَ وقَد تَصَرَّمَ ، فَأَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ وكَلَماتِكَ التّامَّةِ ، إن كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنبٌ لَم تَغفِرهُ لِي ، أو تُرِيدُ أن تُعَذِّبَني عَلَيهِ أو تُقايِسَني ۱ بِهِ ، أن يَطلُعَ ۲ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ أو يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهرُ إلاّ وقَد غَفَرتَهُ لي ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكِ كُلِّها أوَّلِها وآخِرِها ، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها ، وما قالَ الخَلائِقَ الحامِدونَ ، المُجتَهِدونَ ، المَعدودونَ ، المُوَقِّرونَ ذِكرِكَ وَالشُّكرِ لَكَ ، الَّذينَ أعَنتَهُم عَلى أداءِ حَقِّكَ مِن أصنافِ خَلقِكَ ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأصنافِ النّاطِقينَ والمُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ ، عَلى أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَينا مِن نِعَمِكَ ، وعِندَنا مِن قِسَمِكَ وإحسانِكَ وتَظاهُرِ امتِنانِكَ بِذلِكَ ، لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ الَّذي لا يَنفَدُ طولَ الأَبَدِ ، جَلَّ ثَناؤُكَ أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى قَضَينا صِيامَهُ وقِيامَهُ ، مِن صَلاةٍ وما كانَ مِنّا فيهِ مِن بِرٍّ أو شُكرٍ أو ذِكرٍ .
اللّهُمَّ فَتَقَبَّلهُ مِنّا بِأَحسَنِ قَبولِكَ وتَجاوُزِكَ وعَفوِكَ ، وصَفحِكَ وغُفرانِكَ وحَقيقَةِ رِضوانِكَ،حَتّى تُظفِرَنا فيهِ بِكُلِّ خَيرٍ مَطلوبٍ، وجَزيلِ عَطاءٍ

1.أي تحبط حسناتي بسببه (مرآة العقول : ج ۱۶ ص ۴۰۲) .

2.في مصباح المتهجّد : «أن لايطلع» وهو الظاهر (مرآة العقول : ج ۱۶ ص ۴۰۲) .


مراقبات شهر رمضان
266

مِن فَضلِكَ ، فَإِنَّ فَضلَكَ لايَغيضُ ، وإنَّ خَزائِنَكَ لاتَنقُصُ بَل تَفيضُ ، وإنَّ مَعادِنَ إحسانِكَ لاتَفنى ، وإنَّ عَطاءَكَ لَلعَطاءُ المُهَنَّأُ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكتُب لَنا مِثلَ اُجورِ مَن صامَهُ ، أو تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ إلى يَومِ القِيامَةِ .
اللّهُمَّ إنّا نَتوبُ إلَيكَ في يَومِ فِطرِنَا الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ عيداً وسُروراً ، ولِأَهلِ مِلَّتِكَ مَجمَعاً ومُحتَشَداً مِن كُلِّ ذَنبٍ أذنَبناهُ ، أو سوءٍ أسلَفناهُ ، أو خاطِرِ شَرٍّ أضمَرناهُ ، تَوبَةَ مَن لا يَنطَوي عَلى رُجوعٍ إلى ذَنبٍ ، ولا يَعودُ بَعدَها في خَطيئَةٍ ، تَوبَةً نَصوحاً خَلَصَت مِنَ الشَّكِ وَالاِرتِيابِ ، فَتَقَبَّلها مِنّا وَارضَ عَنَّا وثَبِّتنا عَلَيها .
اللّهُمَّ ارزُقنا خَوفَ عِقابِ الوَعيدِ ، وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدعوكَ بِهِ وكَآبَةَ ما نَستجيرُكَ مِنهُ ، وَاجعَلنا عِندَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ أوجَبتَ لَهُم مَحَبَّتَكَ ، وقَبِلتَ مِنهُم مُراجَعَة طاعَتِكَ ، يا أعدَلَ العادِلينَ .
اللّهُمَّ تَجاوَز عَن آبائِنا واُمَّهاتِنا وأهلِ دينِنا جَميعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَرَ ۱ إلى يَومِ القِيامَةِ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ ، وأفضَلَ مِن ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ ، صَلاةً تَبلُغُنا بَرَكَتُها ، ويَنالُنا نَفعُها ، ويُستَجابُ لَها دُعاؤُنا ، إنَّكَ أكرَمُ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، وأكفى مَن تُوُكِّلَ عَلَيهِ ، وأعطى مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ۲

1.غَبَرَ : بَقِي ، والغابر : الباقي (لسان العرب : ج ۵ ص ۳) .

2.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۷۱ الدعاء ۴۵ ، مصباح المتهجّد : ص ۶۴۲ ص ۷۱۸ .

  • نام منبع :
    مراقبات شهر رمضان
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 105033
الصفحه من 308
طباعه  ارسل الي