أنتَ نورُ النّورِ ورَبُّ الأَربابِ ، أحَطتَ بِجَميعِ الاُمورِ ، سُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ .
ثُمَّ تَدعوهُ بِما تُريدُ . ۱
راجع : ص 193 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر / الدعاء) .
نكتة لطيفة
قالَ السيّد ابن طاووس قدس سره : كنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب بزمان ، وأنا أدعو في السّحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له ولي ولمن يليق بالتّوفيق أن أدعو له ، فورد على خاطري أنّ الجاحدين للّه ـ جلّ جلاله ـ ولنعمه والمستخفّين بحرمته ، والمبدّلين لحكمه في عباده وخليقته ، ينبغي أن يبدأ بالدّعاء لهم بالهداية من ضلالتهم ؛ فإنّ جنايتهم على الرّبوبية ، والحكمة الإلهيّة ، والجلالة النّبويّة أشدّ من جناية العارفين باللّه وبالرّسول صلوات اللّه عليه وآله .
فيقتضي تعظيم اللّه وتعظيم جلاله ، وتعظيم رسوله صلى الله عليه و آله وحقوق هدايته بمقاله وفعاله ، أن يقدّم الدّعاء بهداية من هو أعظم ضرراً ، وأشدّ خطراً ، حيث لم يقدر أن يزال ذلك بالجهاد ، ومنعهم من الإلحاد والفساد .
أقول : فدعوت لكلّ ضالّ عن اللّه بالهداية إليه ، ولكلّ ضالّ عن الرّسول بالرّجوع إليه ، ولكلّ ضالّ عن الحقّ بالاعتراف به والاعتماد عليه .
ثمّ دعوت لأهل التّوفيق والتّحقيق بالثّبوت على توفيقهم ، والزّيادة في تحقيقهم ، ودعوت لنفسي ومن يعنيني أمره بحسب ما رجوته من التّرتيب الّذي يكون أقرب إلى من أتضرّع إليه ، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه و آله ، وقد قدّمت مهمّات الحاجات بحسب ما رجوت أن يكون أقرب إلى الإجابات .