241
مراقبات شهر رمضان

أفلا ترى ما تضمّنه مقدّس القرآن من شفاعة إبراهيم عليه السلام في أهل الكفران!؟
فقال اللّه جل جلاله : «يُجَـدِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّ هٌ مُّنِيبٌ »۱ ، فمدحه جلّ جلاله على حلمه وشفاعته ومجادلته في قوم لوط ، الّذين قد بلغ كفرهم إلى تعجيل نقمته .
أما رأيت ما تضمّنته أخبار صاحب الرّسالة ـ وهو قدوة أهل الجلالة ـ كيف كان كلّما آذاه قومه الكفّار وبالغوا فيما يفعلون . قال صلوات اللّه عليه وآله : «اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ» .
أما رأيت الحديث عن عيسى عليه السلام : «كُن كَالشَّمسِ تَطلُعُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ»!؟ وقول نبيّنا صلوات اللّه عليه وآله : «اِصنَعِ الخَيرَ إلى أهلِهِ وإلى غَيرِ أهلِهِ ؛ فَإِن لَم يَكُن أهلَهُ فَكُن أنتَ أهلَهُ» . وقد تضمّن ترجيح مقام المحسنين إلى المسيئين قوله جلّ جلاله : «لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَـتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ »۲ ، ويكفي أنّ محمّداً صلى الله عليه و آله بعث رحمةً للعالمين . ۳

ج ـ الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِ

۲۹۵.الإمام الباقر عليه السلام :تَأخُذُ المُصحَفَ في ثَلاثِ لَيالٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَتَنشُرُهُ وتَضَعُهُ بَينَ يَدَيكَ وتَقولُ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنزَلِ وما فيهِ ، وفيهِ اسمُكَ الأَكبَرُ وأسماؤُكَ الحُسنى وما يُخافُ ويُرجى ، أن تَجعَلَني من عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ .
وتَدعو بِما بَدا لَكَ مِن حاجَةٍ . ۴

1.هود : ۷۵ .

2.الممتحنة : ۸ .

3.الإقبال : ج ۱ ص ۳۸۴ .

4.الإقبال : ج ۱ ص ۳۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۴۶ .


مراقبات شهر رمضان
240

أنتَ نورُ النّورِ ورَبُّ الأَربابِ ، أحَطتَ بِجَميعِ الاُمورِ ، سُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ .
ثُمَّ تَدعوهُ بِما تُريدُ . ۱

راجع : ص 193 (الأعمال المختصّة بالعشر الأواخر / الدعاء) .

نكتة لطيفة

قالَ السيّد ابن طاووس قدس سره : كنت في ليلة جليلة من شهر رمضان بعد تصنيف هذا الكتاب بزمان ، وأنا أدعو في السّحر لمن يجب أو يحسن تقديم الدعاء له ولي ولمن يليق بالتّوفيق أن أدعو له ، فورد على خاطري أنّ الجاحدين للّه ـ جلّ جلاله ـ ولنعمه والمستخفّين بحرمته ، والمبدّلين لحكمه في عباده وخليقته ، ينبغي أن يبدأ بالدّعاء لهم بالهداية من ضلالتهم ؛ فإنّ جنايتهم على الرّبوبية ، والحكمة الإلهيّة ، والجلالة النّبويّة أشدّ من جناية العارفين باللّه وبالرّسول صلوات اللّه عليه وآله .
فيقتضي تعظيم اللّه وتعظيم جلاله ، وتعظيم رسوله صلى الله عليه و آله وحقوق هدايته بمقاله وفعاله ، أن يقدّم الدّعاء بهداية من هو أعظم ضرراً ، وأشدّ خطراً ، حيث لم يقدر أن يزال ذلك بالجهاد ، ومنعهم من الإلحاد والفساد .
أقول : فدعوت لكلّ ضالّ عن اللّه بالهداية إليه ، ولكلّ ضالّ عن الرّسول بالرّجوع إليه ، ولكلّ ضالّ عن الحقّ بالاعتراف به والاعتماد عليه .
ثمّ دعوت لأهل التّوفيق والتّحقيق بالثّبوت على توفيقهم ، والزّيادة في تحقيقهم ، ودعوت لنفسي ومن يعنيني أمره بحسب ما رجوته من التّرتيب الّذي يكون أقرب إلى من أتضرّع إليه ، وإلى مراد رسوله صلى الله عليه و آله ، وقد قدّمت مهمّات الحاجات بحسب ما رجوت أن يكون أقرب إلى الإجابات .

1.الإقبال : ج ۱ ص ۳۸۲ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۶۵ ح ۵ وفيه «دعاء عليّ بن الحسين عليهماالسلام» .

  • نام منبع :
    مراقبات شهر رمضان
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 104837
الصفحه من 308
طباعه  ارسل الي