« لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ ؛ لَتَمَنَّت أن يَكُونَ رَمَضانُ سَنَةً » .۱
على كثرة ما يحفل به هذا الشهر الفضيل من خصائص ، سنقتصر فيما يلي على بيان اثنتين منها بنحو مختصر، بحيث يعدّ كتابنا في حقيقته شرحا تفصيليا لهما لفرط أهمّيتهما.
1 . أوَّلُ السَّنَةِ
من خصائص شهر رمضان الّتي ركّزت عليها روايات أهل البيت عليهم السلام ۲ ، أنّ هذا الشهر هو أوَّل السَّنة . على هذا الضوء سيواجهنا سؤالان :
الأوّل : ما معنى أوَّل السَّنة ، وما المقصود من ذلك ؟
الثاني : ألفت العرب أن يكون شهر « محرّم » هو أوَّل السَّنة ، وعلى هذا جرت سنّتها حاضرا إذ يعدّ « محرّم » أوّل سنتها الهجرية رسميّا ، وحينئذٍ كيف نفسّر ما ذهبت إليه الروايات الإسلامية من أنّ « شهر رمضان » هو رأس السَّنة وأوّلها ؟
يكتب السيّد ابن طاووس ( ت 664ق ) في هذا المضمار :
« اعلم أنّني وجدت الروايات مختلفات في أنّه هل أوّل السَّنة المُحرَّمُ ۳ ، أو شهر رمضان ؟ لكنّني رأيت عَمَلَ من أدركته من علماء أصحابنا المعتبرين وكثيرا من تصانيف علمائهم الماضين ، أنّ أوّل السَّنة شهر رمضان على التعيين ، ولعلّ شهر الصيام أوّل العام في عبادات الإسلام والمُحرَّم أوّل السَّنة في غير ذلك من التواريخ ومهامّ الأنام » . ۴
لكن الملاحظ أ نَّنا لم نعثر على روايات دالّة على أنَّ المُحرَّم هو أوّل السَّنة ، ومِن ثَمَّ يبدو من غير الصحيح ما بدا في كلام السيّد قدس سره من وجود تعارض في الروايات بين ما ينصّ على أنّ أوَّل السَّنة هو المُحرَّم ، أو « شهر رمضان » . أجل ،